إذا ذكر الإخوان ذكرت فلسطين، وإذا ذكرت فلسطين، ذكر الإخوان ؛ إنها رابطة روحية وعقدية لاتنفك .
هذه الرابطة العقدية خلدتها المواقف البطولية، وليس الكلمات: فمنذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين؛ جعلت فلسطين والقدس والأقصى قضيتها الأولى .
وقد فظن الصهاينة إلى ذلك ؛ فقد نشرت مجلة حائط يصدرها الطلاب اليهود المتدينون فى الجامعة العبرية فى عددها الصادر فى شهر يونية 1970 تحت عنوان (اعرف عدوك) ، مع صورة للإمام حسن البنا، رحمه الله، وكتبوا تحت الصورة تعليقاً جاء فيه:
” إن صاحب الصورة كان من أشد أعداء إسرائيل، لدرجة أنه أرسل أتباعه عام 1948م، من مصر ومن بعض البلدان العربية لمحاربتنا، وكان دخولهم الحرب مزعجاً لإسرائيل لدرجة مخيفة، ولولا أن أصدقاء إسرائيل في مصر تكفلوا آنذاك بكبح جماح أتباع حسن البنا وتخليص إسرائيل منهم، لكان وضع اليهود الآن غير هذا الوضع.
فقد قال الإمام البنا : إن قضية فلسطين هي قضية الإسلام وأهل الإسلام وهي قلب أوطاننا وفلذة كبد أرضنا وخلاصة سمائنا وحجر الزاوية في جامعتنا ووحدتنا.
وما دام في فلسطين يهودي واحد يقاتل فإن مهمة الإخوان لم تنته.
وإن الإخوان المسلمين سيبذلون أرواحهم وأموالهم في سبيل بقاء كل شبر من فلسطين إسلاميًّا عربيًا، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وعلى خطى الإمام البنا سار الرئيس المصرى المنتخب الدكتور محمد مرسى رحمه الله- قال: إن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة عدوان سافر على الإنسان، وإن القاهرة لن تترك غزة وحدها.وأضاف:نحن نرى ما يحدث في غزة من عدوان سافر على الإنسان، وأنا أحذر وأكرر تحذيري للمعتدين ، بأنه لن يكون لهم أبدا سلطان على أهل غزة.
وأوفد رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل إلى غزة واجتمع مع إسماعيل هنية.
وعلى نفس المنوال سار المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع بكلمة تاريخية مؤثرة ألقاها فى قاعة المحكمة عن “القدس” والقضية الفلسطينية، بعد أن سمح له بالحديث في جلسة قضية “فض اعتصام رابعة” المنعقدة في معهد أمناء الشرطة بطرة.
فقال الدكتور بديع بعد أن طلب الحديث أمام هيئة المحكمة، وسمحت له بذلك: “قضية فلسطين هي قضية أمة بأكملها، خرجونا من السجن واحنا هنحرر فلسطين من اليهود، إن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية والإسلامية بأكملها، وقضيتنا الأولى ولا يعنينا أن يحكم علينا بالإعدام احنا بيتم حبسنا علشان صفقة القرن تتم.
وتابع : إلى كل المرابطين وإلى عموم الأمة الإسلامية، لن تقوم لكم قائمة إلا أن تنصروا فلسطين والقدس.
وعندما قاطعه المستشار حسن فريد رئيس المحكمة قائلا: “فلسطين إيه يا بديع.. كل ما حصل في البلد دا لأنكم تحاربون المصريين وسايبين فلسطين”.
رد عليه قائلا: “أنتم تسجنون أسودا أخرجونا من السجن، ونحن سنحرر فلسطين من اليهود”.
واختتم كلمته منشدا: “تهون الحياة وكل يهون، ولكن إسلامنا .. فلسطيننا .. قدسنا أقصانا لا يهون”.
وهذه شهادة اللواء حماد قائد أركان حرب سلاح المشاة قبل يوليو 1952 ثم مدير مكتب القائد العام اللواء محمد نجيب خلال لقاء مع أحمد منصور فى برنامج شاهد على العصر قال فيها:بما أن الإخوان المسلمين في مصر غايبين عن المشهد السياسي و الإعلامي و المجتمعي بسبب الاعتقال و المطاردة و القمع من قبل النظام العسكري
فضروري يتقال كلمة حق
إن وجود الإخوان على الساحة في مصر و اهتمامهم بقضية فلسطين مكنش شعارات كدابة زي ما بتروج الآلة الإعلامية التابعة للمخابرات الحربية و لنظام العسكر؛
الإخوان نضالهم بدأ في فلسطين من أول ما أعلن حسن البنا بحسب شهادة سمعتها بنفسي من الحاج “محمد صقر ” و كان ساعتها من طلاب الإخوان في الجامعة
سمع بنفسه حسن البنا في أول المظاهرات اللي طلعت سنة 1948 لما طلع عبد الرحمن عزام أول أمين عام للجامعة العربية و بجواره الإمام الشهيد حسن البنا
و بعد انتهاء كلمة عزام .. تحدث حسن البنا و قال :
في الوقت الذي أحدّثكم فيه الآن .. يستعد 10 آلاف من شباب الإخوان المسلمين لعبور الأراضي المصرية للجهاد في فلسطين.
خاض شباب الإخوان معارك عظيمة و وصلت تحركاتهم على بعد كيلومترات من القدس،
حتى صدرت الأوامر في مصر بسحب سلاحهم و ترحيلهم من قبل قوات الجيش بضغوط بريطانية على الملك فاروق حينها،
و لما رجعوا لمصر تم القبض عليهم و وضعهم في المعتقلات فوراً ، و بعدها بشهور قليلة تمت عملية اغتيال الأستاذ حسن البنا .
لكن كانت بذرة جهاده مستمرة في فلسطين على يد من بقى من أعضاء الإخوان في فلسطين و على رأسهم الشيخ أحمد ياسين و الحاج هاني بسيسو و غيرهم
و الموضوع تطور لتأسيس حركة حماس و جناحها العسكري القسام.
واليوم وبالرغم مما تعانيه الجماعة من ظلم؛ لاتزال تقود الحراك فى الكثير من البلدان لدعم قضية فلسطين باعتبارها قضية المسلمين الأولى، ولايمكن التفريط فيها مهما كانت التحديات!