وجه المجلس العسكري الذي أطاح بحليف فرنسا في النيجر “محمد بازوم” صفعة للديك الفرنسي بعدما قرر طرد القوات الفرنسية الموجودة على أرض النيجر وطرد السفير الفرنسي ، وذلك على الرغم من العجرفة الفرنسية ورفض قرارات المجلس العسكري في النيجر بذريعة افتقار المجلس إلى الشرعية وأن سفيرها باق ولن يغادر بأمر غير شرعي وأن سفيرها محتجز وأنهم متواصلون مع “عميلهم” بازوم .
وقد حاول ماكرون المأزوم المهزوم التغطية على خيبته ، فصرح أن فرنسا قررت سحب قواتها من النيجر وسحب سفيرها إلى باريس ، ولايزال يتحدث بمنطق المنتصر قائلاً : “نعلن سحب سفيرنا في النيجر وإنهاء العملية العسكرية هناك
، النيجر لم تعد دولة ترغب في محاربة الإرهاب ، وسنضع حدا لتعاوننا العسكري مع النيجر ، وأن الجنود الفرنسيين الـ 1500 سيغادرون خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ، على أن يتم الانسحاب الكامل بحلول نهاية العام” .
والحقيقة أن القصد من هذه التصريحات هو حفظ ماء وجه ماكرون الذي تلقى العديد من الصفعات في مالي وبوركينا فاسو ،
فيتحدث ويحاول عبثاً إقناعنا بأن فرنسا هي التي قررت المغادرة حين أرادت ، ولكن الحقيقة أن فرنسا طُردت من النيجر ، وستُطرد من كل البلدان الإفريقية كما صُفعت وطُردت على مرأى ومسمع من العالم أجمع بعد حصار قاعدتها العسكرية والإحتشاد أمامها لمدة أربعين يوماً فى نيامي .
ثم يأتي ماكرون وبراءة الأطفال في عينيه ليقول “البلدان الأفريقية لا تريد محاربة الإرهاب” .
ونسى هذا الماكرون الماكر أن الإرهاب هو بالأساس صنيعة أوربية وأمريكية ، فبعد أن استنفدوا نهب ثروات الشعوب المقهورة بدعوى حقوق الإنسان والديمقراطية .. يحاولون الآن ابتزاز هذه الدول بأكذوبة محاربة الإرهاب !! .
ولكن أهدافهم الخبيثة المتمثلة في نهب ثروات وخيرات البلدان الضعيفة لم تعد تنطلي على أحد .
فها هي فرنسا – التي نهبت ثروات البلدان الأفريقية لعقود خلت – ها هي اليوم تذرف دموع التماسيح على هذه البلدان ، ويأتي ماكرون ليعلن أن البلاد الإفريقية لا تريد محاربة الإرهاب !! .
البلاد الإفريقية يامكرون لا تريد نهب ثرواتها وخيراتها.
ويعلم ماكرون وغيره أن وجود الجنود الفرنسيين في النيجر ليس للحفاظ على أمن هذا البلد .. ولكن لحراسة مناجم اليورانيوم والعاملين الفرنسيين فيها مقابل تعاون عسكري وهمي ضد عدو وهمي صنعته فرنسا !!.
انسحبت القوات الفرنسية بعد شهرين من معركة تكسير العظام وعض الأصابع مع المجلس العسكري الذي انقلب على حليفها “محمد بازوم”.
انسحبت وتراجعت وطُردت تحت إصرار الإرادة الشعبية لشعب النيجر وها هي تخرج ذليلة تجر ذيول الخيبة والعار ، وما هذا إلا بداية فقط والبقية ستأتي بإذن الله لا محالة .
فهناك كوت ديفوار والسنغال وكلها على سطح صفيح ساخن ومرشحة للإنفجار في وجه ماكرون .
وقد راهن ماكرون على تدخل “إيكواس” من أجل إعادة بازوم إلى السلطة ، لكنه خسر رهانه بعد أن انتهت مهلة الأسبوع التي منحتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” للمجلس العسكري في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى الحكم ، وإلا ستتدخل دول المجموعة عسكريا.
فرنسا اليوم مطالبة بالاعتراف بالأمر الواقع ، إذ إنّه لا يمكنها إعادة المشهد السابق ، وخصوصاً بعد تأييد الشارع للمجلس العسكري وعزل الرئيس .
وفي نفس الوقت أكدت الجزائر التي ترتبط بحدود مع النيجر رفضها القاطع لأي تدخل عسكري في جارتها الجنوبية ، كما أن رفض التدخل العسكرى جاء من قبل شعوب المنطقة التي رفضت أي تدخل في النيجر وهو ما وضع إيكواس في مأزق لا تحسد عليه .
ولكن ماكرون المأزوم في بلاده يصر ويعاند على التعامل مع البلدان الإفريقية على أنها تراث أو عقار ورثه عن آبائه وأجداده ، مع أن الإصرار على اتباع سياسة الوصاية على هذه البلدان أفقد فرنسا كثيرا من حضورها الإفريقى .
نلاحظ كذلك أن خوف ماكرون من انسحاب الوضع في النيجر على منطقة غرب إفريقيا برمتها قد أفقده توازنه في التعامل مع هذه الأزمة التي خرج منها خاسراً بالثلث !؟ .
وما أجمل ما قاله الرئيس إبراهيم تراورى رئيس بوركينا : “لسنا مجبرين على السماع لترهات ماكرون المتكررة وما خلقنا إلا لنعبد الله وحده وأمرنا أن نخالفكم ولا نكن مثلكم ، لقد أعزنا الله سبحانه وتعالي بالإسلام” .
لكن فرنسا وإن كانت رضخت بعد طرد جنودها وسفيرها .. فإنها لن تستسلم ، فعندها من الوسائل والألاعيب الكثير !! .
فهي ستعمل على صناعة الإرهاب وتمويله ورعايته مما يجعل الشعوب تنقم على الحكام الجدد ويحلمون بأيام فرنسا وكل ذلك عبر أذنابها وعملائها المتغلغلين فى مفاصل الدول .
لذلك ستسعى فرنسا لزيادة تمويل وكلائها الإرهابيين لزيادة الهجمات في البلدان التي اضطروا إلى مغادرتها حتى لاتستقر وتبقى فى حالة من الفوضى فتجد من ينادى بعودة فرنسا مرة أخرى .
فإذا كانت فرنسا قد خسرت المعركة في هذه الجولة فإن اتفاقياتها المئوية لاستغلال المعادن والثروات لا زالت قائمة للأسف .
لذلك يجب الحذر من مخططات فرنسا ووكلائها لنشر الفوضى والأزمات في هذه البلاد .
كما أننا سنلاحظ في الأيام القادمة أن فرنسا وعبر إعلامها ستتباكى على الديمقراطية وحقوق الإنسان في هذه البلاد .
فليكن الجميع على حذر من الوقوع في شراك الخداع الفرنسي !
