أفاد رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو” بأن روسيا تحاول من خلال تهجير السوريين من بلادهم إنقاذ داعش، وتأمين مساحة كافية له، ليتمكن من بسط نفوذه، وذلك لتقليص دور المعارضة المعتدلة في مباحثات جنيف.
جاء ذلك في حديثه للصحفيين وهو على متن الطائرة، قادما من زيارته الرسمية التي قام بها إلى جمهورية كازخستان، اليوم الإثنين، وفي هذا الإطار قال: “لماذا تقوم روسيا بقصف حلب تحديدا وفي هذا الوقت الحالي؟ لأن المعارضة التي ندعمها تمكنت من السيطرة على 8 /10 قرى في الطريق الممتدة إلى مارع وجرابلس، ودحرت تنظيم داعش من تلك المناطق، ولما انتقلت قوات المعارضة إلى تلك المنطقة، قامت روسيا بتكثيف قصفها في شمال حلب، إن صح التعبير قامت روسيا بهذا القصف المكثف فقط لإنقاذ داعش”.
وتابع داود أوغلو في السياق نفسه: “كان تنظيم داعش في شرق جرابلس، وتمكنت المعارضة من تنفيذ هجمات عليه، وكانت في غضون أيام ستصل قوات المعارضة بدعم من تركيا إلى منطقة “الراعي”، بحيث كانوا سيتمكنون من السيطرة على تلك المنطقة أيضا.
وتابع أوغلو، ولو أنهم تمكنوا من السيطرة على منطقة الراعي، لكانوا سيصلون إلى جرابلس الواقعة تحت سيطرة داعش، وستقوم بالقضاء على العناصر التابعة له، وفي هذه الأثناء دخلت روسيا على الخط، وقامت بعمليات جوية في شمال حلب، ولا يمكن تفسير العمليات الجوية الروسية غير إنها محاولات لتفريغ المنطقة لصالح داعش، ولإنقاذه”.
وأضاف متسائلا: “هل تعلمون لماذا تريد روسيا أن تفرغ المنطقة لداعش؟ الجواب: عندما لا يبقى في الميدان سوى تنظيم داعش، لن تبقى في الميدان معارضة معتدلة تجلس على طاولة الحوار في مباحثات جنييف، إن روسيا تحاول أن تفرض خيارين، إما النظام، أو داعش، ولأنه لا يمكن لأحد أن يقبل بوجود داعش، تظن أننا سنقبل ببقاء الأسد”.
وأشار داود أوغلو إلى أن قوات المعارضة تسطر ملاحم بطولية في حلب، وأنها منذ 5 سنوات تواجه النظام وحلفاءه، وما توانت في مواجهتهم قط، وفي هذا السياق قال: “مخطئة روسيا إن كانت تظن أن تركيا ستوافق على أحد الخيارين، حينها ستقوم تركيا بفعل ما كل ما يمكنها القيام به، يوهمون العالم أن المعارضة تتقلص، وكأن المعركة رجحت لصالح كفة النظام.