أحدث اختفاء مجلدات تاريخية ونادرة، من دار الكتب والوثائق القومية، في مصر، ردود فعل غاضبة في العديد من الأوساط المصرية، ومطالبات بمحاسبة المتسببين في فوضى ضياع مقتنيات تاريخية لا تقدر بثمن.
ومن بين المفقودات مجلة الوقائع المصرية، التي تعود إلى عهد محمد علي باشا، وكانت تعد أول جريدة رسمية في المنطقة، ومخصصة للمسؤولين في نظام محمد علي وكبار ضباط جيشه.
ودفعت الضجة التي تناولت فضيحة ضياع المقتنيات التاريخية، وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني، إلى إصدار قرار بمحاسبة المقصرين في حفظ الوثائق، فضلا عن تحرك النيابة واحتجاز عدد من المسؤولين عنها، من أجل التحقيق معهم.
وأمرت الكيلاني بإجراء جرد وإحصاء لمستودعات دار الكتب، وإجراء تدقيق أمني، لكشف المتسبب في اختفاء الوثائق.
من جانبه طالب البرلمان المصري، بسرعة التحقيق في اختفاء الوثائق، وإجراء مراجعة لخطط وزارة الثقافة وآليات متابعتها للوثائق التاريخية.
من جانبه قال الكاتب المصري الجميلي أحمد، إن المجلدات سرقت منذ أكثر من عام ونصف، واكتشف اختفاؤها بطريق الصدفة قبل نحو شهرين.
وأوضح الجميلي، أن الدوريات التاريخية المفقودة، جرى إخراجها من المخازن، بعد طلب رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب مصطفى عبد السميع، وتسلمها خارج قاعة الدار خلافا للسياسة المتبعة.
واتهم إدارة الدار بالإهمال والتقاعس عن ملاحقة قضية اختفاء الدوريات التاريخية، وكشف عن اختفائها بعد طلب أحد الباحثين الاطلاع على المفقودات.
وتحدث الكاتب المصري، عن مدى الإهمال وسوء حفظ الوثائق التاريخية الهامة في المكان، وعدم أرشفة الكثير منها، بل وإلقائها في الممرات دون إيلائها أهمية.
وقالت مواقع مصرية، إن القضية أحيلت للنيابة العامة، بعد بدء التحقيقات فيها، رغم أنها تأخرت لحين تقديم بلاغ رسمي.
وأشارت صحيفة المصري اليوم المحلية، إلى أن العدد الأول من مجلة الوقائع، صدر عام 1828 بالتحديد يوم 3 ديسمبر، وفي بداية التأسيس كانت المجلة مخصصة لقرارات الدولة.
وبدأت مجلة الوقائع النشر باللغتين العربية والتركية العثمانية، لتكون أول صحيفة في الشرق الأوسط، ولاحقا انفردت بها اللغة العربية دون اللغة التركية.
وعهد إلى رفاعه الطهطاوي من أجل تطوير الصحيفة عام 1842، وأجرى تغييرا جذريا في مضمونها وأسلوب الكتابة وفحواها، وكذلك أدخل إليها المحررين من ضمن الكتاب، ونجح في تحويل الصحيفة إلى منصة لعرض الأخبار المصرية بدلا من الأخبار التركية، ووصل الأمر إلى أنه استغل مجلة الوقائع المصرية لإحياء المقال السياسي من جديد، وهو ما أثار غضب رجال الدولة ودفعهم لنفيه إلى السودان.
وتوقفت الصحيفة من 1854 إلى 1863 ولاحقا تحولت المجلة إلى صحيفة شعبية، على يد الشيخ محمد عبده، تطرح فيها الأفكار التي كان ينادي بها للدعوة والاهتمام بالتعليم والإصلاح.