مزعج هذا الإعلان إن وجدته في أي موقع.
ماذا لو كان هو عنوانك في بلد الاغتراب فوجدته مغلقاً.
لو كان المحل المغلق هو مقصدك الموثوق للتسوق، أو لبعض خدماتك المتنوعة والعديدة الأخرى، التي تحتاجها ويفهمك وتفهمه، ستتألم, مع أنك ستجد البديل.
لكن الإغلاق الأكثر إيلاماً، عندما يكون في المعنويات، فعندما يكون هو الأفق في التفكير والوعي .. وأخطر منه العقل الهاوي عندما يكون مغلقاً وحتى إشعار آخر.
استفزني كتاب يحمل هذا العنوان ( مغلق حتى إشعار آخر ) فلم أستطع إكمال قراءته إما لعدم موضوعيته أو لعدم تجردي وجرأته غير المعهودة.
فإن يكن العقل مغلقاً عند اشتداد الأزمات وتطاول الأزمان، أو عندما يكون مستريحاً حسب تعبير الأقدمين ( مستريح العقل)، فتلك مصيبة المصائب, فستشرق الشمس الغامرة وأنت تفكر بغروبها.
وسيجد المستريحون في ثنايا الألفاظ والمعاني وفي متاهات التراث المختلط ما يمكن أن يسليهم، أو يمكنهم من الحديث لبضع دقائق في فلسفة التقاعد المبكر والتنحي، وقد يكذب بعضهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا عليه! وقد يكذبون للشعب والوطن والقضية ولا يكذبون عليهم!
ولكن أليس إسلامنا هو الذي قال للأمي: اقرأ, وهو لا يملك أدوات القراءة في الظاهر؟
وهو القائل للمزمل قم الليل إلاَّ قليلاً.
وهو القائل للمتدثر قم فأنذر.
وهو القائل لمن يشكو الاستضعاف ” أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا “.
وهو القائل للجاهل أن يتعلم، ” فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.
وهو القائل للمتردد الخائف، ” ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ “، ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ “، ” اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى “.
كيف نتقاعد عن الواجبات, ونحن الذين في تاريخنا البشري خالد بن الوليد، وصاحب النقب، وعبد الرحمن الداخل، ويوسف بن تاشفين، وصلاح الدين الأيوبي، ومحمد الفاتح، وحسن البنا، وأحمد ياسين.
هل تجد لك في ظل التحديات متسعًا، لأخذ إجازة حتى إشعار آخر؟
يا أيها العقل الواعي، يا أيها الفكر الثاقب، يا أيها الراكع الساجد، بالله عليك إن وجدت إجازة فأخبرني، لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون، وإلا قم فأنذر.