سلسلة بشرية في المكسيك رفضا لـ “حائط ترامب”

 

 

في الوقت الذي شاهد فيه العالم هدم جدار برلين الذي كان يفصل بين ألمانيا الشرقية والغربية عام 1989، شاهد العالم أيضا بناء جدار الكيان الصهيوني العازل بين دولته المزعومة والضفة الغربية في أواخر عام 1987 ، ورغم تهدم الجدار الأول وفشل الثاني في توفير الحماية نتابع إرهاصات حرب باردة على جبهتين أيضا، إحداهما بين قطاع غزة ورفح المصرية للحد مما تعتبره دولة الكيان إرهابا منشأه أنفاق غزة مع مصر, ردًا على الحصار المضروب عليهم منذ نحو عشر سنوات، وحرب باردة أخرى بين أمريكا والمكسيك صوتها يبدو أكثر ارتفاعا وضجيجا بعدما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن الجدار الذي يرغب في بنائه على حدود البلدين، ربما يتكلف أكثر مما كان متوقعا، وقال إنه سيعمل على تخفيض التكلفة.

جاء تصريح ترامب عبر تغريدتين على حسابه على «تويتر» لم يشر خلالهما إلى كيفية تخفيض تلك التكلفة.

ونشرت «رويترز»، تفاصيل تقرير لوزارة الأمن الداخلي، قدر إجمالي تكلفة بناء الجدار بقيمة 21.6 مليار دولار.

في المكسيك خرجت حشود ضخمة في مظاهرة احتجاحية ضد قرار ترامب، واصطف المتظاهرون بالقرب من نهر «ريو جراندي» في مدينة «سيوداد خواريز»، على هيئة «جدار بشري» رافعين لافتات كتب عليها “المكسيك أكثر من مجرد جدار”، ولوّحوا بأيديهم لسكان مدينة «الباسو» بولاية تكساس الأمريكية رفضا لسياسات ترحيل من تعتبرهم أمريكا مهاجرين غير شرعيين يقدر تعدادهم بنحو 11.5 مليوناً أغلبهم من المكسيك بحسب احصاءات أمريكية.

خلال حملته الانتخابية قال ترامب إن الجدار سيتكلف 12 مليار دولار، ولدى إعلان ترشحه للانتخابات في يونيو 2016، هاجم ترامب المكسيكيين واتهمهم بأنهم من مهربي المخدرات والمجرمين والمغتصبين.

وقال من منتجع له في فلوريدا مؤخرا: أقرأ حاليا أن الجدار الحدودي العظيم سيكلف أكثر مما توقعت الحكومة في بادئ الأمر، لكني لم أدخل بعد في (تفاصيل تتعلق).. بالتصميم أو المفاوضات.

وأضاف: «عندما أفعل – مثلما فعلت مع طائرات إف-35 المقاتلة أو برنامج الطائرة الرئاسية- ستنخفض التكلفة».

الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو, سبق وأعلن في يناير 2017 أنه ألغى زيارته لواشنطن حيث كان مقررا أن يلتقي ترامب، في 31 يناير للتدليل على حجم المشكلة بين الجارتين.

وكتب بينا نييتو على «تويتر»: «أبلغت البيت الأبيض هذا الصباح، أنني لن أحضر اجتماع العمل المقرر الثلاثاء».

إلغاء الزيارة جاء عقب دعوة ترامب, الرئيس المكسيكي, إلغاء زيارته في حال كان يرفض دفع كلفة بناء الجدار الحدودي بين البلدين.

ترامب كان قد قال في تغريدة له إن العجز التجاري الأمريكي مع المكسيك يبلغ 60 مليار دولار، واصفاً «اتفاق التبادل الحر» بين البلدين المعروف باسم «إلينا» بأنه «يعمل في اتجاه واحد ويكلف البلاد خسائر هائلة على مستوى الوظائف والشركات».

وتطرق ترامب إلى زيارة الرئيس المكسيكي إلى واشنطن قائلاً «إذا كانت المكسيك غير راغبة بدفع ثمن بناء الجدار، الضروري جداً، فسيكون من الأفضل إلغاء الزيارة».

في المقابل؛ بث الرئيس المكسيكي شريط فيديو على حسابه على «تويتر»، جاء فيه: «أدين قرار الولايات المتحدة المضي في بناء الجدار الذي بدلا من أن يوحدنا منذ سنوات عدة فهو يقسم بيننا».

وكان ترامب قد وقع مرسوما يطلق بناء هذا الجدار على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة لوقف الهجرة غير الشرعية من المكسيك.

يذكر أن ترامب أعلن أمام وسائل الإعلام في 30 يناير 2017 : «نجحنا في خصم 600 مليون دولار من إجمالي السعر المحدد للطائرة إف -35، وهذا الخصم يتعلق بـ90 طائرة فقط من إجمالي ما يقرب من 3000 طائرة» ويتفاخر ترامب بأنه نجح من خلال المفاوضات والمساومات في انتزاعها من شركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية .

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …