قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن مباحثات أجريت أخيراً بين مصر والإمارات، بشأن الأوضاع في السودان، ومساعدة ابو ظبي في استعادة مصر معدات وجنود.
وقال دبلوماسي مصري، لـ”العربي الجديد” إن المباحثات المصرية الإماراتية “تتركز في الوقت الحالي على مصير مصريين يرجح أن قوات الدعم السريع، لا تزال تحتجزهم، منذ اندلاع الاشتباكات مع قوات الجيش النظامي منتصف إبريل الماضي”.
وكشف مصدر مصري مطلع على المباحثات أن القاهرة “طالبت أبوظبي، في إطار محاولات التنسيق معها في السودان، بالضغط من أجل استعادة مصر معدات عسكرية مصرية كانت في قاعدة مروي العسكرية في السودان، ضمن اتفاق التدريبات المشتركة مع الجيش السوداني قبل اندلاع الاشتباكات”.
ورجحت مصادر سودانية أن تكون هناك مجموعة مصرية، لا تزال تحت إقامة جبرية في أحد المباني الملحقة بالسفارة المصرية في الخرطوم، وذلك في إطار الاتفاق الذي أسفر عن تحريرهم من أيدي عناصر الدعم السريع عقب نحو أسبوع من الاشتباكات.
وكانت مصر تسلمت في 19 إبريل الماضي، جنوداً كانت تحتجزهم قوات الدعم السريع في السودان، بعد سيطرتها على مطار مروي العسكري، الذي كان الجنود المصريون يتواجدون فيه للمشاركة في تدريبات عسكرية مع القوات المسلحة السودانية. وأكّد السيسي، في تصريحات إعلامية وقتها، أنّ “القوات المصرية كانت موجودة هناك ضمن بروتوكول مع الدولة السودانية، وكانت قوّة رمزية للتدريب، وليس لدعم طرف على حساب آخر”.
وقال محمد خليفة صديق، أستاذ العلوم السياسية، والباحث بمركز الدراسات الأفريقية، لـ”العربي الجديد”، إن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) “ليس له أي وجود (حالياً) في شمال السودان، ومروي تحديداً خالية من أي وجود لعناصره المنحصرة بين الخرطوم وضواحيها وبعض المناطق حول بعض مدن وقرى دارفور وقليل من كردفان”.
وأضاف: “لكن قد تكون قوات الدعم السريع تحتفظ ببعض الجنود وربما الضباط الذين اعتقلتهم أيام وجودها في مروي. أما عن احتجازهم في ملحق للسفارة، فهذا وارد جداً، خصوصاً أن منطقة السفارة المصرية في المقرن تقع تحت سيطرة قواتهم”.
وتشهد التحركات المصرية على صعيد الملف السوداني نشاطاً كبيراً خلال الفترة الراهنة، في إطار سعي القاهرة لتعزيز شرعية قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، في إدارة مقاليد الأمور في السودان لحين التوصل لحل دائم للأزمة هناك.
وفي الإطار، قال الدبلوماسي المصري، الذي تحدث لـ”العربي الجديد”، إن الأيام القليلة الأخيرة “شهدت مباحثات مصرية أميركية، وأخرى بين مسؤولين في مصر وبريطانيا، بشأن السودان، في ظل دعم أميركي وبريطاني للتحركات المصرية على صعيد الأزمة السودانية مؤخراً”.
وأضاف: “حظي الطرح المصري بشأن الرهان على المؤسسة العسكرية الرسمية في السودان كقوة ضامنة لتماسك الوضع وعدم انفلات زمام الأمور هناك، بارتياح لدى واشنطن ولندن في ظل فشل الطروحات التي سعت أطراف إقليمية أخرى لترويجها”.
وفي السياق، قال صديق إن حميدتي “لم ينجح في تحييد مصر عن الدخول إلى جانب الجيش، لأن مصر شاركت بما يتوفر لديها من معلومات استخبارية عن حركة الدعم السريع”. وأضاف صديق أن دور مصر السياسي “ظل حاضراً إلى جانب الحكومة السودانية والجيش، عبر تنظيمها لمؤتمر دول جوار السودان، ودعمها للشرعية، ورفض التدخل في الشأن السوداني الداخلي الذي يؤيده الدعم السريع”.
وفي السياق، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير عبد الله الأشعل، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن دعم “مصر للسودان، عبارة عن دعم للجيش السوداني، وهذا يعني دعم البرهان، لكي يستمر الحكم العسكري في السودان، لأنه لو انهار هناك ستتأثر مصر، وبالتالي من المهم بالنسبة للقاهرة أن يكون في السودان حكم عسكري”.
وأضاف الأشعل أن “ملف العلاقات المصرية السودانية، بعيد عن وزارة الخارجية، وتاريخياً كانت الملفات الرئيسية في يد المخابرات العامة والجيش المصري، وكانت الخارجية على الهامش ولا تزال”.
وكان البرهان قام بسلسلة من الزيارات الخارجية في الأسابيع الأخيرة، شملت مصر وتركيا وجنوب السودان وأوغندا وقطر، إضافة إلى مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.