شاهو گوران : حكامنا المستبدون.. سبب الأزمات السياسية

مبدئياً أصبح القرار والإرادة والنفوذ الثوري بيد الجماهير وشعوبها التواقة إلى استحداث نظام ديمقراطي رصين، وهذه الإرادة تبلورت في مستويات من المعرفة والتوعية والتنوير؛ تزامنا مع عصرالنهضة الثقافية في القرن السابع عشر، ولكن نجد أن صيرورة التكوين والتطور – في منطقة الشرق الأوسط – عشوائية حسب رغبات الحاكم المهيمن الذي يحتكر السلطة بأوهامه أو بأوهام التاريخ!

استبداد مطلق

 والحاكم على هذه الشاكلة يستبد استبداداً مطلقاً، ويحجب منطلقات التقدم والتطور، ويضطهد معارضيه بالحديد والنار والإعدامات العلنية أو الخفية في غياهب السجون. وهؤلاء الحكام المستبدون لهم وجود مكثف في المنطقة مثل حكام إيران وسورية واليمن والعراق في عهد المالكي … إلخ. فطموحات الشعوب لا قيمة لها عند هؤلاء الحكام الذين يقهرون شعوبهم؛ بدل تحقيق أهدافهم وطموحاتهم.

والسؤال: ما السبيل لتحقيق أهداف الشعوب؟ الجواب أن ذلك يكمن في تعزيز دور المعارضة، وتثببيت المواقف الدولية المناصرة للعدل والحقوق لاسيما حقوق الإنسان. وباعتبار أن أصابع نظام الملالي هي المحرك الأساسي والمشعل الرئيس – مع الغرب والكيان الصهيوني –  لمعظم – إن لم يكن كل – الحرائق في المنطقة، فكيف يكون تعامل الدول العربية مع هذا النظام؟ وما الموقف الصحيح إزاء أزماتها المتفاقمة مع شعبها أو مع الدول المجاورة والإقليمية؟ وهل تُختزل الأزمات في قالب الصراع الشيعي والسني، أو الصراع بين العرب والعجم؟

إنهاء نظام الملالي

وفي خضم هذه التساؤلات يمكن استناج ان النظام الإيراني نظام دكتاتوري إستبدادي وهو يكنُّ العداء لكل الشعوب والأديان؛ بعكس الاعتقاد السائد بأن النظام الإيراني يعمل من أجل إرتقاء الشيعة والقومية الفارسية، وهذا غير صحيح.. فهدف نظام الملالي  الوحيد هو تعزيز نفوذ السلطة الحاكمة ولو على حساب مصالح الشعب الإيراني بشكل فج، وبدون اكتراث لمعاناته، ومن باب “الضرورة لها أحكامها” فإنه يجب أن يكون الموقف المبدئي للدول العربية هو الاعتراف بالمعارضة الإيرانية ودعمها، حتى يتم إنهاء  أو – على الأقل – تحجيم نظام الملالي إلى أقصى درجة, وبهذا يتوقف – إلى حد كبير – إشعال الأزمات والصراعات والعمليات الإرهابية في معظم بلدان المنطقة، فتتفرغ – من ثَم –  لتحقيق الاستقرار الذي يتبعه النهوض والتطور الحضاري.

 

شاهد أيضاً

محمد السهلي يكتب : الأونروا والعودة.. معركة واحدة

بحكم معناها ورمزيتها ووظيفتها، يصبح الدفاع عن الأونروا معركة واجبة وملحة .. ومفتوحة. ومع أن …