شركة العرجاني “هلا” قامت بتحصيل 185 مليون دولار من 37 ألف فلسطيني عبروا لمصر!

كشفت صحيفة “القدس العربي” أنه رغم الاتهامات والانتقادات التي تواجه السلطات المصرية بالسماح لشركة هلا للسياحة المملوكة لرجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني باستغلال الأزمة الإنسانية التي يواجهها أهالي قطاع غزة في ظل العدوان المستمر منذ أكثر من نصف عام، واصلت الشركة عملها في تنسيق خروج الراغبين من قطاع غزة مقابل تحصيل آلاف الدولارات.

وأعلنت الشركة على صفحتها الرسمية على فيسبوك، أنها ستعود لاستقبال حجوزات الراغبين في الخروج من القطاع ابتداء من يوم غد السبت، بعد توقف عن استقبال الحجوزات خلال إجازة أيام عيد الفطر، جرى خلالها عبور فلسطينيين سبق وسجلوا خلال الأسابيع الماضية في تنسيق الشركة.

وخلال أيام عيد الفطر، واصل المعبر استقبال الراغبين في مغادرة القطاع من خلال تنسيق شركة هلا، وتنسيق وزارة الخارجية المصرية.

وتنشر إدارة معبر رفح يوميا كشوف عبور اليوم التالي من قطاع غزة إلى مصر، وتتمثل في 4 كشوف، هي كشف تنسيق هلا، وكشف تنسيق وزارة الخارجية المصرية، وكشف الجرحى، وكشف أصحاب الجنسيات المزدوجة.

واستحوذت شركة هلا على نصيب الأسد في عدد الأشخاص الذين غادروا القطاع، حيث حملت كشوف العابرين، خلال أيام العيد الثلاثة، 1074 شخصا، فيما حملت كشوف الخارجية المصرية عن نفس الفترة، 234 اسما.

وبحسب كشوف التنسيقيات الخاصة بشركة هلا للمرور عبر معبر رفح البري الذي اطلعت عليه صحيفة “القدس العربي” فإن أكثر من 37 ألف فلسطيني من أهالي قطاع غزة دخلوا مصر عبر معبر رفح البري من خلال تنسيق شركة هلا.

وبحسب فلسطينيين دخلوا مصر عبر تنسق شركة هلا، فإن تكلفة الفرد تبلغ 5000 دولار على الأقل، فيما تبلغ تكلفة الطفل أقل من 16 عاما 2500 دولار على الأقل. وفي أحيان كثيرة كانت تكلفة الشخص تتجاوز 7000 دولار وقد تصل لعشرة آلاف.

فيما وضعت الشركة تسعيرة لعبور المصريين العالقين في القطاع أو فلسطينيين من حاملي الجنسية المصرية، بلغت 650 دولارا للفرد على الأقل.

وعلى حساب تكلفة عبور الفرد الواحد 5 آلاف دولار، فإن الشركة تكون قد جمعت حوالي 185 مليون دولار على الأقل منذ بدء العدوان على قطاع غزة.

ويبلغ سعر الدولار 47.54 جنيها، بحسب آخر تحديث للبنك المركزي المصري.

وشركة هلا للسياحة، هي شركة مصرية لها فرعان أحدهما في القاهرة والآخر في ميدان النجمة في مدينة رفح الفلسطينية، كما لها وكيلان في قطاع غزة، هما “شركة مشتهى للحج والعمرة وشركة حمد للسياحة في القطاع، حسب صفحة الشركة على فيسبوك.

وتولت الشركة خلال السنوات الماضية نقل المسافرين من قطاع غزة وإليه عبر معبر رفح، من خلال إجراءات ميسرة، وحافلات حديثة ومتطورة، فيما عرف ببرنامج الـ”في أي بي”.

والشركة تابعة لمجموعة “أبناء سيناء” المملوكة لرجل الأعمال السيناوي، إبراهيم العرجاني، الذي تولت إحدى شركاته عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة، ضمن المبادرة التي أعلنها عبد الفتاح السيسي بقيمة 500 مليون دولار في مايو 2021.

وخلال الأسبوع الماضي، أثار اعتقال السلطات المصرية لمجموعة من النشطاء رددوا هتافات ضد رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني وشركة هلا للسياحة ردود فعل واسعة، قبل أن تخلي النيابة المصرية سبيلهم.

وكان النشطاء رددوا هتافات بينها “العرجاني وهلا كمان.. دول عملاء للأمريكان”، خلال وقفة نظمها نشطاء ومتضامنون مع فلسطين، الأربعاء قبل الماضي، بعد إفطار “العيش والمياه” الذي نظمه نشطاء أسبوعيا خلال شهر رمضان الماضي، للمطالبة بفتح معبر رفح وتمرير المساعدات إلى قطاع غزة دون تنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، ورفضا لاستغلال شركة هلا للأزمة الإنسانية التي يعيشها أهالي قطاع غزة.

وأمام التسعيرة التي وضعتها شركة هلا لدخول الفلسطينيين مصر عبر معبر رفح البري، وفي رحلة البحث عن وسيلة للخروج من القطاع أقل تكلفة، تعرض الكثير من الفلسطينيين لعمليات نصب.

وشهدت مجموعة الجالية الفلسطينية في مصر على فيسبوك، تحذيرات واسعة من تعرض كثيرين للنصب من قبل عدد من الأشخاص الذين يزعمون قدرتهم على تنسيق خروج الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح البري مقابل مبلغ مالي أقل من المبلغ الذي حددته شركة هلا للتنسيق.

وكان عدد من المنشورات يدعو الراغبين في الخروج من غزة للتواصل من أجل ترتيب الأمر، وتنوعت التعليقات بين السؤال عن التكلفة، والتحذير من التعرض للنصب في ظل التأكيد على أن هناك وسيلتين فقط للخروج من القطاع، إما التسجيل في كشوف وزارة الخارجية المصرية أو من خلال تنسيق شركة هلا.

شاهد أيضاً

ما هي تداعيات سيطرة المعارضة السورية المسلحة على إسرائيل؟

انشغلت الصحف الإسرائيلية بأخبار هجوم المعارضة السورية، ونجاحاتها اللافتة في السيطرة على حلب وكامل محافظة …