شريف عبدالغني يكتب : أين «رز الخليج» ليمنع غلاء مصر في رمضان؟

أثبتت كل تجارب التاريخ أن «العسكر» لا يصلحون لحكم الدول المدنية الباحثة عن التقدم.

لا يصلحون حتى لو كانوا أطهاراً أخيارًا، وذلك لسبب بسيط، فثقافتهم قائمة على إصدار الأوامر وتلقي الأوامر فقط دون مناقشة، وهذه طريقة تحول الدولة إلى «معسكر»، والشعب إلى «أنفار» عليهم تنفيذ الأمر بلا تفكير، بينما يكون «أورنيك الذنب» والسجن مصير من يعترض.

بغض النظر عن تهليل الإعلام المنحط الكاذب، فإن خطوات العسكر في الإنجاز بطيئة بطء السلحفاة، هذا إذا استثنينا بالطبع إنجاز علاج «الكفتة» الذي تم بسرعة الصاروخ، فضلا عن تفريعة قناة السويس التي صرفوا عليها دم قلب الشعب دون عائد حقيقي منها كما أجمع الخبراء المتخصصون بهذا الشأن، وهو ما اعترف به مؤخرا -وبعد خراب مالطة- كبير الانقلابيين بقوله إنها «بدون جدوى اقتصادية والهدف منها رفع الروح المعنوية للشعب»!!

(1)

إنهم يعترفون جهارا نهارا بفشلهم الذريع في عملهم الأصلي وهو حماية الدولة. بعد ثورة 25 يناير لم يختشوا من القول إن «قناصة من حركات فلسطينية عبروا قطاع غزة بالتنسيق مع الإخوان الإرهابيين، وراحوا يتمشون ويتسامرون في سيناء حتى وصلوا إلى ميدان التحرير ليقتلوا المصريين»!

لم يخرج من بينهم عاقل واحد، ليخاطب أصحابه بصوت عال حتى يبحثوا عن كذبة معقولة: إذا حدث هذا فعلا.. فأين كنا؟ ولماذا تركنا حدود الدولة مستباحة لهؤلاء القناصة الأشرار يدخلون بسلاحهم، ثم يعبرون المسافات الطويلة من سيناء حتى قلب العاصمة ليقتنصوا شباب الوطن، وقبلها ليحرروا «الإرهابي محمد مرسي» من سجنه؟!

(ملحوظة: مرسي نال حكم الإعدام في هذه القضية.. حسنا، ماذا عن المُقصرين في عملهم الذين تركوا «حماس» تدخل لتحرره من سجن وادي النطرون؟!).

(2)

لقد برروا انقلابهم على المسار الديمقراطي والرئيس الشرعي المنتخب، بأن الشعب لم يجد من يحنو عليه، فهل تغيرت أحوالك يا شعب ووجدت من يحنو عليك ويحسّن أوضاعك، أم أن أمورك ازدادت سوءا منذ خدّروا مشاعرك بملحمة «نور عينينا»؟!

إنهم يتحججون بضعف الميزانية، لكنهم يفتحونها على البحري لشراء أسلحة وقنابل غازات سامة محرمة دوليا، لمواجهة كل من تسول له نفسه التظاهر طلبا للحرية.

أين «الرز» الذي انهمر عليهم كما المطر من «أنصاف الدول» كما وصفوها؟ هل شعرت يا مصري بأي أثر عليك من تلال المليارات التي تسولوها باسمك بعد وصفك بـ «الشعب الجعان» كما قال قائلهم؟!

من فرط «ثقافة تنفيذ الأوامر دون اعتراض»، حوَّلوا البلد إلى «دولة الصوت الواحد». هل يصدق أحد أن مصر بكل حجمها وسكانها وكوادرها وتاريخها بدون صحيفة معارضة واحدة، أو قناة توجه «مسحة» انتقادات للسلطة؟!

العسكر تفوقوا على نظرائهم الديكتاتوريين في الإساءة لشعوبهم. القذافي مثلا كان يستعبد الليبيين، لكنه كان يوفر لهم الطعام والشراب. أما الوسيم بهيّ الطلة ورفاقه فلم تحصل يا شعب خلال عهدهم على أبسط حقوق العبيد. غلاء الأسعار وتدني الدخول جعل الطعام حتى ولو مسرطنا، والماء حتى ولو ملوثا، أملا صعب التحقيق خاصة في رمضان الفضيل، الذي زاد فيه صراخ المصريين من الغلاء.

(3)

لكن..

صبرا يا شعب. الزعيم لا يكذب أبداً ولا تصدقوا غيره. كلها أسبوع أو أسبوعين وسنرى «الكفتة» تعالج «فيروس سي»، وعربة الخضار تحل أزمة الاقتصاد، و«اللنضة الموفرة» تقضي على مشكلة الكهرباء، و«صبّح على مصر» تواجه تغوّل الدولار، والدكر يجعل مصر «قد الدنيا»!

شاهد أيضاً

د إسماعيل علي يكتب : حقٌّ يأبى النسيان رئاسة الرئيس مرسي، وحكم الانقلاب عليه

خلال زيارة وزير الخارجية التركي، “مولود تشاووش أوغلو” إلى مصر، أمسِ 18/3/2023، اصطحبه “سامح شكري” …