رغم مرور شهر على اختفاء المحامي محمد صادق، أحد المحامين العاملين في قضايا الاختفاء القسري، إلا أن أحدًا لم يستدل على مكانه حتى الآن. وتقول زوجته، أسماء أبو بكر، إنه تعرض للاعتقال داخل محطة قطار الجيزة أثناء قيامه بتوصيل خاله، يوم 30 أغسطس الماضي، ومن وقتها موقعه غير معروف.
تولى صادق العديد من القضايا المتعلقة بأهالي المعتقلين بسجن العقرب شديد الحراسة، وكذلك حالات اختفاء قسري. فأقام عدداً من الدعاوى القضائية لتمكين الأهالي من زيارة ذويهم المحتجزين في سجن العقرب، وكذلك اختصم وزير الداخلية في أكثر من دعوى قضائية تطالبه بالإفصاح عن أماكن احتجاز عدد من المختفين قسريًا.
تقول أبو بكر أن زوجها وخاله دخلا محطة القطار وانتظرتهما هي في الخارج. وعندما تأخر خروجهما، حاولت أن تجدهما داخل المحطة، إلا أنها لم تتمكن من الاستدلال على مكانهما. وفي وقت متأخر من مساء اليوم نفسه أطلقت الشرطة سراح الخال، الذي قال، وفقاً لأبو بكر، إنه فور دخوله المحطة مع صادق تم اعتقالهما بواسطة قوة من الشرطة، قامت بتغطية أعينهما وتقييد أيديهما وأخذهما إلى إحدى العربات، قبل أن يتم فصلهما عن بعضهما، تمهيدا لإطلاق سراح الخال بعد عدة ساعات.
وتضيف الزوجة أنه في اليوم نفسه داهمت قوة من الشرطة منزلها وصادرت كافة مستندات زوجها وأوراق القضايا التي يعمل عليها سواء تلك المتعلقة بمعتقلين سياسيين أو قضايا أخرى لا علاقة لها بالسياسة، كما سألوها “هو موجود فين؟”.
تواصلت الزوجة مع عزت غنيم، المدير التنفيذي للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، الذي قال إنه توجه إلى قسم شرطة الجيزة للسؤال عن صادق، غير القسم أنكر معرفته بأي تفاصيل تخص واقعة القبض عليه، كما حاول تحرير محضر بالاختفاء في اليوم نفسه بنيابة الجيزة الكلية، إلا أن رئيس النيابة طالبه بالانتظار المدة القانونية، وهي ٤٨ ساعة، قبل تحرير بلاغ بالاختفاء.
تُكمل أبو بكر أنه في اليوم التالي لواقعة الاختفاء أرسلت تلغرافًا لوزير الداخلية، كما قامت لاحقًا بتحرير محضر لدى النيابة. ويضيف غنيم أنه اتصل هاتفيًا بصلاح سليمان عضو مجلس النقابة العامة للمحامين لإطلاعه على الواقعة، كما التقت الزوجة بسامح عاشور نقيب المحامين الذي “وعد بالتدخل لحل الأزمة”. ويضيف غنيم أن محمود الداخلي نقيب المحامين بالجيزة أخبرهما أن “صادق قد يكون موجودًا لدى جهاز الأمن الوطني”.
قال صلاح سليمان إن ما يعرفه “إن صادق قد يكون مقبوضًا عليه في إحدى القضايا المتعلقة بالإخوان المسلمين”، غير أنه أشار إلى أن من يتابع ذلك الملف هو عبد الجواد أحمد عضو مجلس نقابة المحامين
وكان محامٍ آخر، هو إسلام سلامة، قد تعرض للاعتقال من منزله بمركز زفتى بمحافظة الغربية في ٨ مارس الماضي واتهم بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين. وأخلى سبيله في شهر يونيو الماضي على ذمة التحقيقات في القضية.
كان إسلام يُمثّل عدداً من الأسر التي تتهم السلطات الأمنية بإخفاء ذويها قسريًا، كما كان يمثّل محاميًا آخر هو محمد عبد الفتاح الذي كان يعمل على عدد من القضايا ذات الطابع السياسي قبل أن يُلقى القبض عليه أيضًا ويُضاف اسمه إلى عدد من المتهمين بالهجوم على سفارة النيجر، وينظر القضاء العسكري القضية.