صافي الياسري : يأبى الملالي إلا التخلف!

واحدة من أبرز سمات الملالي الحاكمين في إيران هي التقاطع مع كل الممارسات الحضارية العالمية ونشاطات التفاعل والتلاقح العالمي الثقافي والرياضي، فعلى خلفية الاحتفاء بعاشوراء الإمام الحسين، يسعى الملالي إلى تعطيل النشاطات الرياضية العالمية بذريعة أنها تتقاطع وقدسية عاشوراء، عشية مقتل الإمام الحسين وعليه يتوجب أن يركع الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) لمطالبهم ويؤجل موعد مباراة الفريق الإيراني مع كوريا الجنوبية إلى يوم آخر غير التاسوعاء، وهو ما رفضه الفيفا وأصر على الموعد وإذا رفضت إيران اعتُبرت خاسرة.

 وفي الحقيقة فإن النظام الإيراني لم يعترض على الموعد، احتراماً لذكرى استشهاد الإمام الحسين وإنما لخوفه من التجمعات الشبابية وبضمنها التجمعات الرياضية.

وبينما تتورط ديكتاتورية ولاية الفقيه الغارقة في دوامة الأزمات المختلفة، تستقطب مباراة كرة القدم مع كوريا الجنوبية الاهتمام العام لتصبح أحد الموضوعات المطروحة على طاولة الملالي وتجعلهم مرعوبين.
من جهة أخرى قال ملالي حكوميون من أمثال الملا يزدي من زمرة خامنئي: “إذا سجلت إيران هدفاَ، وابتهج الشباب وأبرزوا فرحتهم، عندئذ تُنتهك حرمة تاسوعاء”!
ومن الطريف أن الزمرة المنافسة حاولت استغلال الموضوع وجعله كوقود في صراعها الفئوي وكتب موقع «روز نو» التابع لزمرة رفسنجاني – روحاني: ربما نسي البعض ولكنّ محبي الرياضة يتذكرون أنه سبق أن أقيمت المباراة بين فريقي استقلال (الإيراني) وداليا الصيني على ملعب ”آزادي“ أمام أكثر من مئة ألف متفرج في يوم عاشوراء عام 1999 وهو العام الذي كان يزدي فيه رئيس السلطة القضائية… طبعاً أولئك الذين طالعوا كلمة يزدي مؤخرا يسألون أنفسهم: ما الذي حصل في البلد بحيث يجوز أن تقام مباراة كرة القدم في يوم عاشوراء ولكن يجب إلغاؤها في تاسوعاء؟

عموم الشباب الإيرانيين يعرفون ماذا حدث. فخلال هذه المدة انكسرت شوكة ولاية الفقيه، وثانياً جرعت المقاومة الإيرانية القائد المعظم كأس السم النووي وسكبت السم في بلعوم نظامه. ولهذا السبب يخاف النظام من كرة القدم ومن تاسوعاء ومن عاشوراء. نعم الحدث الخطير الذي كان محتملا خاصة في يوم تاسوعاء هو خروج الشباب إلى الشوارع بعد نهاية المباراة لتحويله إلى سيل جارف ضد النظام.

شاهد أيضاً

محمد السهلي يكتب : الأونروا والعودة.. معركة واحدة

بحكم معناها ورمزيتها ووظيفتها، يصبح الدفاع عن الأونروا معركة واجبة وملحة .. ومفتوحة. ومع أن …