عادل أبو هاشـم يكتب: غـزة.. وأيـتام دايـتـون

قد يقال الكثير من الأكاذيب  في إعلام ” سحرة فرعون ” قبل أن يعرف العالم  حقيقة مزاعم  وافتراءات وزير الداخلية المصري على حركة “حماس” واتهامها بالمشاركة في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات العام الماضي رغم تفنيد الحركة لهذه المزاعم، وكشف حقيقة أن وزارة الداخلية المصرية أعلنت في السابق ثلاث مرات عن قتل وإلقاء القبض على قتلة النائب العام!

 ندرك تماماً الهدف من هذه المزاعم والأكاذيب، وأن هذه الافتراءات ظهرت في هذا الوقت بالذات لتبرير الحصار الظالم المفروض على مليوني مواطن من الذين كتبت عليهم الأقدار العيش في قطاع غزة.

ولكن أكتر ما أثار غضب الشعب الفلسطيني في كل مكان هذا الكم من أيتام الجنرال الأمريكي كيث  دايتون ( الذي استدعاه محمود عباس لتدريب القوات الفلسطينية بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006 م، ووضع الخطط للقضاء على المقاومة) من “الغـربان” الناعقين باسم ” حركة فـتـح ” الذين يستميتون لأشعال نار الفتنة بين الحكومة المصرية وحركة حماس، وبالتالي بين الشعبين المصري والفلسطيني بتصريحاتهم الرخيصة والمبتذلة والسخيفة المجردة من أدنى الاعتبارات الأخلاقية والوطنية، والتي يطلقونها على شاشات تلفزيون العدو الإسرائيلي، وفي إعلام “سحرة فرعون”، وجميعها تتمحور حول جلد شعبنا والمقاومة وتحميلهما المسؤولية في كل الأحداث التي تقع في أرجاء العالم كافة، وشعارهم في هذه الحملة:

” لقد وقعت  حركة “حماس” في الفخ الذي نصبناه لها على مدار أكثر من عشر سنين”

الغريب أن ” تيار الغـربان من أيـتام دايـتـون؛ هذا التيار الذي ظهر جليا منذ تولي محمود عباس مقاليد السلطة في يناير 2005 م  قد عرفه شعبنا وخبره جيداً في زمن الراحل ياسر عرفات، حيث حاول  تيار ” الأسرلة الفتحاوي” – منذ الأنتخابات الصهيونية في 17 / 5 / 1999 م وفوز أيهودا باراك وحزب العمل – التعرض لفصائل المقاومة من خلال العمل على تشويه حركة المقاومة الإسلامية؛ حماس, بحملة إعلامية واسعة لتشويه صورتها وجهادها وأبطالها وقياداتها في الداخل والخارج، من خلال سلسلة من الرسائل المزيفة  والتقارير المختلقة والبيانات المدسوسة في حملة مشبوهة تمثل حرباً إعلامية تضاف للحرب الأمنية التي شنتها المخابرات الأمريكية وكل من الشاباك الصهيوني والأجهزة الأمنية الفلسطينية على شباب وكوادر الحـركة ، وعندما فشلت هذه الحملة في أن تفت في عضد  ” حماس”، ووصلت مشروعها الجهادي المقاوم الذي تعمد بدماء الشهداء وتضحيات قادة وكوادر الحـركة في داخل فلسطين وخارجها، لجأ هذا التيار إلى ذبح وتسفيه وتشويه حـركة فـتـح من خلال الاستقواء بالإدارة الأمريكية والعدو الإسرائيلي وبعض السذج والمغرر بهم من أبناء الحـركة خدمةً للمخطط الأمريكي ــ الإسرائيلي، ولتحقيق الوهم الذي يداعب رؤوسهم بالإستيلاء على مقاليد الحـركة.

إنهم من نفس زمرة الفساد والمفسدين المفرطين والمتاجرين بقضايا الوطن من خلال مصالحهم الشخصية التي قايضوا فيها الوطن بثرائهم.

وبدلاً من أن يتفرغ الناعقون باسم “فـتـح”  للرد على تصريحات قادة الكيان الصهيوني الذين استباحوا البشر والحجر، والتفكير بحماية أمن الشعب الفلسطيني من تهديداتهم اليومية، ومجازرهم المتواصلة، وبدل أن يبادروا بالرد على ذلك الإعلامي من سحرة فرعون الذي وصف محمود عباس والقادة الفلسطينيين بالمخنثين، قرروا الأصطفاف مع الاحتلال ضد  فصائل  العمل المقاوم، ومع كل من يعادي الشعب الفلسطيني في جبهة واحدة لزيادة معاناة  شعبهم.

لقد تفوق “أيـتام دايـتـون” في العمالة على “ابن العلقمي” الذي سلم بغداد للمغول، وصدق فيهم قول قائدهم الأمريكي دايتون:

 ” لقد استطعت أن أصنع من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية  “الفلسطينيين الجدد”!

وظهرت مواهبهم الخيانية في الأزمة الأخيرة التي افتعلتها الداخلية المصرية.

   أحد ” أيـتام دايـتـون ” في لقاء على إحدى فضائيات ” سحرة فرعون”، وبعد أن اتهم حركة حماس بقتل الجيش المصري أعلن  أن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم إن الجيش المصري خير أجناد الأرض!

وعنما سأله المذيع عن اسم السورة التي نزلت بها الآية قال:

من سورة ” طلع البدر علينا “!

وآخر أكد بأن حركة حماس هي التي تقتل الجنود المصريين في سيناء، وترسل السيارات المفخخة للقاهرة!

( لم يتحدث الإعلام المصري إلى الآن عن هذه السيارات!)

وجميعهم ــ بلا استثناء ــ  أسدوا النصح لحماس بعدم قتل الجنود المصريين!

لقد أتقن ” أيـتام دايـتـون”صناعة الفتن وتدبير المؤامرات وتلفيق الأراجيف والأكاذيب الرخيصة وتزوير البيانات التي تعبر عن شخصياتهم وأخلاقهم، فلا دين يردعهم، ولا أخلاق تلجمهم، ولا وطنية  تحكمهم.

يدعون الوطنية .. وليسوا بوطنيين..

ويدعون المقاومة .. وليسوا بمقاومين..

ويدعون الصدق .. وليسوا بصادقين..

ويدعون الشفافية .. وهم باطنيون..

ويدعون الطهارة ..  وهم ملوثون..

ويدعون  الثورية .. وهم جواسيس ومخبرون صغار، وكتاب تقارير بالقطعة عند الذي يؤويهم.

ويتساءل المواطن الفلسطيني بمرارة ممزوجة بالغضب:

هل هذه ” فـتـح” التي ملكت ناصية التعبير عن أماني وطموحات الجماهير الفلسطينية والعربية والقوى المناهضة للصهيونية لأكثر من أربعة عقود، وخرج المشروع الوطني الفلسطيني المناوئ للمشروع الاستعماري الصهيوني من رحمها؟!

أين كان يختبئ كل هذا الحقد عند الفئة الضالة من الأدعياء والدخلاء على ” فـتح ” من هؤلاء المأجورين الغارقين في وحل الخيانة والتفريط وبيع المواقف المجانية؟!

ولماذا يصر ” أيـتام دايـتـون ” ومجموعة الناعقين القابعين في القاهرة ورام الله على الإساءة لكل فتحاوي من خلال تصريحاتهم وبياناتهم ومواقفهم التي تفوقوا فيها على ” أفيخاي أدرعي” الناطق باسم جيش العدو الصهيوني في شتم المقاومة والمجاهدين والتحريض ضد الشعب الفلسطيني؟!

كيف تركت “فتح” مصيرها لطابور خامس من الساقطين والمتساقطين الذين قرروا مغادرة مربع الوطن والاصطفاف في المربع المعادي لشعبنا وقضيتنا، ولهذه العقلية المريضة التي لا تحرم الإثم والانحراف وإنما تحلله وتفلسفه وتنظّر له، وتضع له القواعد والمرتكزات من خلال مصلحتها الذاتية التي ترتبط بالضرورة بمصلحة العدو فأصبحت وإياه شيئـًا واحدًا.

من الظلم أن تتحول ” فـتـح ” إلى مجموعة من الناعقين وكذابي الزفة وعواجيز الفرح وفئران السفينة من رموز العمالة والخيانة والتنسيق الأمني مع العدو ضد المجاهدين الذين يملؤون الفضائيات صباحاً ومساءً، ولا هم لهم سوى تشويه تاريخ ونضال وجهاد الشعب الفلسطيني، وإشاعة روح الانهزامية والاستسلام، وإثارة الفتنة والتحريض والكذب وقلب الحقائق، وأن تصل الأمور في هذه الحركة المناضلة إلى هذا الدرك بفضل حفنة من الصغار “الأنكشاريين” الذين يدوسون وجه الوطن تارة بالبسطار الأمريكي, وتارة أخرى بالبسطار الإسرائيلي، وأخيراً ــ وليس آخراً ــ بالبسطار المصري!

ومع ذلك فإننا نؤكد أن ما تقوم به هذه الفئة الضالة من “أيـتام دايـتـون” لا تشين الشعب الفلسطيني صاحب التاريخ المجيد في التضحية والجهاد والنضال، بل تشين حركة فـتـح التي تركت هذا الطابور الخامس من الأدعياء والدخلاء عليها من المأجورين الغارقين في وحل الخيانة والتفريط وبيع المواقف المجانية يتلاعب بماضيها وحاضرها ومستقبلها.

شاهد أيضاً

د. خليل العناني يكتب : عودة ترامب.. ماذا تخبرنا عن “أميركا الجديدة”؟

“الرب سوف يحمي هذه البلاد، لذلك سوف تفوز كامالا بالرئاسة”، كانت هذه إجابة سيدة أميركية …