اعتقلت ميلشيات الشرطة الملازم أول “كريم محمد نجيب”، ولفقت له تهمة محاولة سرقة سيدة فى مدينة نصر، وصدق وزير الداخلية في حكومة الانقلاب اللوا مجدي عبد الغفار، على اتخاذ قرارات عاجلة بإيقافه عن العمل وإحالته إلى الاحتياط، حتى قبل أن تتكشف نتائج التحقيقات مع الضابط المحتجز مع شقيقه بمبني الأمن العام.
تدخل وزير داخلية العسكر على هذا النحو المتسارع أثار العديد من علامات الاستفهام حول الجريمة التي ارتكبها الضابط، والترويج والمباركة الإعلامية لسرعة تدخل القيادات الأمنية في استباق لنتائج التحقيقات، والتي اعتبرها المراقبون بمقابة تقديم الملازم الشاب كبش فداء إلى جانب صغار عناصر المؤسسة الشرطية من أجل امتصاص غضب الشعب المتنامي من فاشية الوزارة القمعية.
مصدر أمني بقسم أول مدينة نصر- رفض الكشف عن اسمه- أكد أن الداخلية تدخلت من أجل التضحية بالملازم أول بسبب مواقفه المناهضة لقمع الوزارة، مشيرة إلى أن رئيس المباحث قام بتقطيع المحضر الذى صاحب الواقعة من أجل فبركة محضر جديد يدين الضابط الشاب من أجل الترويج لأن الداخلية لا تدافع عن الضباط الخارجين عن القانون.
وبحسب “بوابة الحرية والعدالة” دخل “كريم” فى مشادة مع رئيس المباحث المكلف بالتحقيق معه من قبل الوزير شخصيا قبل أيام على خلفية إصابة أحد المحتجزين بقسم أول مدينة نصر بحالة إعياء وطالب الضابط بنقله إلى المستشفى، إلا أن رئيس المباحث رد عليه “ما يموت ولا يتحرق” إلى أن لفظ بالفعل أنفاسه الأخيرة.
وأشار مصدر إلى أن الداخلية أحالت “كريم” إلى الاحتياط وفبركت اتهامات ملفقة وروجت لها في وسائل الإعلام من أجل التخلص من الشرفاء والمحترمين داخل الوزارة وترك الساحة فقط فى الداخلية للفاسدين والمستبدين، مشيرًا إلى أن الملازم الشاب كان رافضًا لتعامل الشرطة من المواطنين وحاول التقدم باستقالته من الجهاز في أكثر من مناسبة إلا أن الأوضاع الأمنية لم تسمح بذلك.
وأضاف أن الواقعة تعود إلى الأربعاء الماضي عندما مر “كريم” مع شقيقه أمام سيدة كان قد ألقي القبض على شقيقها فى تعاطي مخدرات، لتصرخ فى المارة على أنه حرامي، وعندما توقف الملازم لمساعدتها انهال عليه المواطنين الشرفاء بالضرب المبرح، وعندما أخبرهم شقيقه أنه ضابط زادت جرعة الاعتداء حتى ألفت من الموت بأعجوبة بعدما تدخل البعض لإنقاذه من بين أيديهم، وقبل أن تتم التحقيقات انهالت العقوبات على رأس كريم وتدخل الوزير بنفسه.
وشدد المصدر- الذي يعمل ضابط بقسم أول مدينة نصر- أن قيادات داخل الداخلية أمرت بتعذيب كريم وصدرت التعليمات داخل القسم بتعمد إهانته وشقيقه “أحمد” قبل أن يتم نقله إلى مبني الأمن العام، مشددًا على أن رئيس المباحث أجبره على توقيع الاستقالة من الجهاز وروج بنفسه لشائعات أنه مدمن هيروين قبل أن يروج في الإعلام أنه مضطرب نفسيًّا.
واعتبر الضابط أن كريم ضحية العلاقة المتوترة بين الشعب ووزارة الداخلية، وأن الشرطة قررت أن تقدمه كبش فداء على الرغم من سمعته الطيبة التى يتحلي بها وسط المواطنين ورفضه المشاركة فى حملات المداهمات التي كانت تلاحق المصريين في مدينة نصر، مؤكدًا أن ما حدث من تلفيق لا يمكن السكوت عليه على الرغم من محاولات القيادات على أفراد القسم الغاضبين.
وكان الملازم كريم نجيب قد اتهمته امرأة بمحاولة سرقتها أثناء مروره بسيارته جوارها في بتقاطع شارعي مكرم عبيد وحافظ رمضان دائرة قسم شرطة مدينة نصر أول، وقام عدد من المواطنين “الشرفاء” بتوقيفه والاعتداء عليه قبل أن يتخذ وزير الداخلية حزمة من القرارات مستبقا نتائج التحقيقات للتضحية بالملازم الشاب وامتصاص غضب الشعب وإرضاء الأذرع الإعلامية وتنفيذ أوامر السيسي بتقديم مجموعة من الضباط كبش فداء لإنقاذ الوزارة من الغضب الشعبي.