عز الدين الكومي يكتب:العلمانيون الجدد

في ظل الانقلاب العسكرى في مصر, بدا حضور العلمانيين واضحًا, وكان ذلك بناءً على نصيحة مهندس الانقلاب, وفيلسوف النكسة, الهالك الذى أفهم زعيم عصابة الانقلاب أنهم الأقدر على مواجهة الإسلاميين, وأن المعارك التى ستنشب بينهم تريح مدبري الانقلاب لحد كبير, وتشغل الرأى العام عن الانقلاب وجرائمه.

وتلبية لمطالب زعيم عصابة الانقلاب بتجديد الخطاب الديني, طالب جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق بحذف الآيات القرآنية التى تدعو للجهاد من مناهج الأزهر حتى لا تكون مبرراً للتنظيمات الإرهابية – حسب زعمه- حيث يستقطبون من خلالها المجاهدين ويستهدفون المدنيين والأبرياء بحجة الجهاد فى سبيل الله.

 

وتأتى دعوة عصفور استجابة لمطالب قائد الانقلاب العسكري الذى لايترك فرصة للاحتفال بأي مناسبة دينية إلا ويهاجم الإسلام والمسلمين, ويعتبرهم مصدر الإرهاب في العالم  كله كما قال فى احتفالية ليلة القدر 2015: مش مليار و300 مليون مسلم هيحاربوا العالم كله!

وفى الإحتفالية التى تلتها قال: إن المسلمين الأوائل تصدوا وقاموا بتنقية علم الحديث واستبعدوا 600 ألف حديث ولم يخافوا من المساس بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. فهل بالإمكان أن نقوم بعمل كهذا في الأمور الأخرى ولقد مكثت 5 سنوات أقرأ وأبحث للتأكد من حسن اختياري لديني وأجدد اختياري لديني وأن  الخلاف الذي وقع بين السنة والشيعة في بداية الإسلام وتحول إلى مذهبين وخلاف عميق وفرقة سببه الانسياق وراء الشيطان!

ونسج عصفور على منواله فقال إن خطاب الأزهر لا بد أن يتسم بالسماحة والمودة واللين مع الآخرين, ويتماشى مع العصر, ويسير على منوال المغرب التى قررت تعديل مناهجها وحذف الآيات القرآنية التى تحث على الجهاد واستبدالها بآيات أخرى تدعو للتسامح والغفران فى المناهج الدراسية!

(حتى يرضى عنه أسياده في الغرب).

 

وهذه ليست المرة الأولى التى يتهجم فيها جابر عصفور على ثوابت الإسلام  فقد تطاول من قبل على فريضة الحجاب قائلا إن الحجاب ليس فريضة, وقد انتشر فى مصر بعد مجيىء السادات وأن مصر حديثة عهد بالحجاب ودلل على ما ذهب إليه بأن هناك عددًا كبيرًا من مشايخ الأزهر مثل محمد شلتوت وحسن العطار ومحمد عبده والطهطاوى ومحمود زقزوق قالوا بأنه لا يوجد زى خاص فى الإسلام وأن المعول عليه فيما يتصل بالمرأة هو أخلاقها الحسنة وعفتها وليس مجرد قطعة قماش تعد من النوافل! وهذا الكلام غير صحيح ومحض افتراء وهواجس لدى جابر عصفور ومن على شاكلته.

وتمادى عصفور في مزاعمه مستشهدًا على عدم فرضية الحجاب بأن عددًا كبيرًا من بنات شيوخ الأزهر لم يكنّ محجبات, والجرائد والمجلات القديمة مليئة بصور لمشايخ أزهر بناتهم وزوجاتهم غير محجبات.

 

وقال: عندما كنت فى الجامعة فى الستينيات لم أجد أستاذة أو طالبة واحدة ترتدي الحجاب.

 وهذه هى الحقبة الناصرية السوداء التى يتحدث عنها جابر عصفور والتى كان هدفها طمس معالم الإسلام ونشر العري والتفسخ في المجتمع.

واستلهاما لما قاله زعيم عصابة الانقلاب قال عصفور: إن الدين الإسلامي لا يوجد به ما يسمى سنة أو شيعة ولكن كل هذه صراعات سياسية, متهما شيخ الأزهر بأنه كان يوجه إشارات سلبية إزاء الشيعة معتبرا ذلك خطأ يمس وحدة المسلمين.

هذا الكلام يؤكد أن هناك توجهًا واضحًا في هدم ثوابت الإسلام والتحقير من قيمه وأحكامه والتقليل من شأنه في نفوس أتباعه خصوصا أن هذا التوجه العلماني لا يهاجم سوى الإسلام, فيما يظهر قدرًا كبيرًا من الاحترام والتقدير للديانات الأخرى ورموزها  كالمسيحية واليهودية وهو ما يكشف حقيقة المخطط وأبعاده ومراميه.

والعجيب أن الرد على جابر عصفور كان باهتًا للغاية, فقد وضع الأزهر كعادته رأسه في الرمال كالنعامة ولم يرد والتزم الصمت, وطبق الحكمة القائلة بأن السكوت من ذهب!

وقد رد الدكتور عبدالله النجار عضو مجع البحوث الإسلامية بأن تصريحات الدكتور جابر عصفور تذكرنا بالمريض الذي ذهب للطبيب للعلاج فأخبره الطبيب بضرورة قتل نفسه لعلاجه منوها إلى ان هذه التصريحات هي من باب التهريج الفكري ولا يعد رأيا يعترف به, والقرآن الكريم ليس ملكا لمصر ولا الأزهر ولا لشخص ولكنه كلمة الله المنزلة.

وقد عاب عصفور على المؤسسات الدينية أنه لا توجد لديها رغبة فى التجديد ونبذ التطرف وأن أغلب الكتب التى يدرسها الأزهر تؤدى إلى التطرف, والتطرف يؤدى إلى الإرهاب, وهو يدخل بمنطق أن ما أقوله صواب مطلق وما تقوله خطأ مطلق, وأنا على هذا الأساس مسلم, وأنت بمخالفتك لاجتهادى كافر.

وهذا من التجنى والإرهاب الفكرى الذى يمارسه العلمانيون كأمثال عصفور والنمنم وغيرهم.

ودافع عن المارق إسلام البحيري وأنه كان يريد أن يرد الاعتبار إلى الإسلام وأن يُخرج الدين العظيم من الصناديق الضيقة المغلقة التى تُسجن فيها العقول!

وعندما سئل عن خطاب زعيم عصابة الانقلاب الأخير في الأوبرا الذي وجه فيه إلى أن قصور الثقافة يجب أن تعمل مع وزارة الشباب والرياضة وإلى ماذا نحتاج إلى جانب ذلك لإنقاذ الثقافة رحب عصفور بالفكرة مطالبا بأن “يكون في كل محافظة أوبرا وإنشاء دور سينما في كل مكان وبدلا من التبرع لإنشاء مساجد يجب أن نتبرع لإنشاء قصور للثقافة”.

ومما لاشك فيه أن زعيم عصابة الانقلاب هو من يقف وراء هذه الحملة بدعوته إلى الثورة على الإسلام بزعم تجديد الخطاب الدينى وماهذا النباح والتطاول إلا صدى لهذه الدعوة الخبيثة.

شاهد أيضاً

عادل صبري يكتب : مصر.. انتخابات الصحفيين مجرد “صدفة” أم زلزال لتصحيح المسار؟!

ألقت نتائج انتخابات نقابة الصحفيين في مصر بحجر ضخم في بحيرة راكدة منذ سنوات. اعتقد …