بعد الحكم على المارقة فاطمة ناعوت, غضب أحد كلاب ساويرس كما وصف هو نفسه فقال إن زعيم عصابة الانقلاب يزدرى الأديان ولم يتجرأ أحد على تقديم بلاغ ضده .
وقال أبو قفا: إن تهم ازدراء الأديان تعكس الجهل الشديد الذي يعيش فيه المجتمع المصري، مستنكرًا تكفير الأدباء والمفكرين بدعوى ازدراء الأديان.
وقال إن زعيم عصابة الانقلاب قال في احتفالية وزارة الأوقاف خلال العام الهجري الجاري (انتو فاكرين إن الجنة دي بتاعتنا لوحدنا هو أنتو فاكرين إننا إحنا بس اللي هندخل الجنة)
وهكذا فإن “حاميها حراميها” .. حاميها هو من جرأ الناس على سب الإسلام وثوابته ورموزه.
وكأن هذا يريد أن يخيفنا بالبعبع الانقلابى, والبعبع لفظ يستعمله العوام لزجر الصبيان وتخويف الأولاد الصغار مثلما يقولون أيضًا: اسكت لحسن أجيب لك شيخ الحارة .. أو اسكت لحسن أجيب لك السمّاوي (من السم) وهو الذى يقوم بتسميم الكلاب الضالة .. أو أسكت لحسن أجيب لك العسكرى أو البعوة أو أبو ركبة مسلوخة!
ورأيت أن التخويف بالبعبع مذكور أيضاً في كتاب “هز الفحوف في شرح قصيدة أبي شادوف” ص147 وهاكم عبارته (وإذا أرادت أمه أن تخوفه أو تسكته عن الصياح تقول له اسكت لا يأكلك البعبع, والبعبع مشتق من البعبعة وهي صوت الجمل).
بعد الحكم على هذه المارقة قالت: إنها راضية بحكم حبسها ثلاث سنوات وتغريمها 20 ألف جنيه في اتهامها بازدراء الأديان, وأنها ليست أقل تضحية من فرج فودة وطه حسين والقمني وابن رشد وابن المقفع وجاليليو.
كانت مدعية التنوير هذه قد كتبت قبل عيد الأضحى: “بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونيف ويكررها كل عام وهو يبتسم. مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح”. فقد أصبحت رؤيا الأنبياء عند هذه المارقة كابوسًا, لكن رؤيا الساعة الأوميجا عند السفاح سفاك الدماء فهي وحي يوحى!
وفى سخرية من رؤيا خليل الرحمن عليه السلام تقول: رغم أن الكابوس قد مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله إلا أن كائناتٍ لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي رغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص.
“فعبارة “ذبح عظيم” لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة, لكنها شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يُقل.
اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورون الذين لا يزعجكم مرأى الدم ولا تنتظروني على مقاصلكم”.
لكن رقيقة الإحساس هذه لم يزعجها ومعها عصابة الليبرالية والقومية والعالمانية دماء المصريين التى تسفك على نصب الطغاة!
وتضيف: “انعموا بشوائكم وثريدكم, وسأكتفي أنا بصحن من “سلاطة قيصر” بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون, وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي.. وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة.”
ونحن لانرحب بك لتحتفلى بعيد المسلمين, وكونى مع قيصر وسلطته!
لم نسمع من هذه المارقة أنها نوهت بكلمة واحدة عن عيد الشكر لدى الأمريكيين وهو عيد قومى علمانى وليس دينيا أو مقدسا, يحتفل به الأمريكان في الخميس الآخير من شهر نوفمبر ويذبحون فيه ملايين من طيور الديك الرومي, تقدر بـ 11 مليون ديك رومي .
وهي تقول إنها حافظة لكتاب الله, وأن مقالاتها على مدار 15 عاما ليس فيها أي ازدراء للأديان ” وأنا لم أناقش كلمة دينية واحدة سواء في مقالاتي أو قصائدي أو ندواتي وتدويناتي, فمعاركي دائما مع المزايدين وتجار الدين الأدعياء وليس الدعاة.. أنا أحترم جميع الأديان ولا أناقشها .. أنا أؤمن بالتخصص”
وحتى يكتمل السناريو, قال أحد أعضاء مجمع البحوث الإسلامية المدعو محمد الشحات الجندى إنه لا يوجد مانع من حذف مادة ازدراء الأديان من قانون العقوبات لتجنب حبس بعض المفكرين والكتاب الذين يدلون برأيهم فى أمور دينية بشرط أن تتاح الفرصة لممثلي “الدين الوسطى” لإبداء رأيهم للرد على تلك الآراء.
كما طالب سعد الدين الهلالي مجلس نواب العسكر بتعديل قانون «ازدراء الأديان» وجعله قاصرًا على إثارة الفتنة الطائفية.
وقال: “نري الشباب كل يوم يتلفظ بالشوارع بسب الدين فهل المطلوب أن نقوم بسجنهم, أم توجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة؟ .. كان هناك ازدراء أديان في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر مما هو موجود الآن لكنه تعامل معه بالحكمة”.
ألا يعلم أم من كان يزدرى الدين في ذلك الوقت إما كافر أو منافق معلوم النفاق؟
وهو لم يكتف بهذا الهراء بل قال: “إننا نعيش حالة من الجمود منذ ظهور «الجمعية الشرعية» قبل مائة عام والتى رأت أن كافة المساجد بدعة ومساجدهم فقط الشرعية, مشيراً إلى أن الشارع تم احتلاله بواسطة السلفيين والإخوان مطالبا الأزهر بالتواجد في الشارع بشكل أكثر ليقاوم تلك الأفكار الجامدة, وأن الخطاب الديني المتطرف جاء ليقوض الخطاب الدينى التجديدي للأزهر الشريف موضحاً أن الأزهر لديه جيش من عشرات الآلاف من التنويريين ومطلوب استثمارهم في الشارع المصري لمواجهة السلفيين والإخوان”.
كيف لا ينشأ الإلحاد ولا يترعرع في ظل هذه البيئة العفنة الآسنة والتى لاينعق فيها إلا هؤلاء الغربان؟!