عز الدين الكومي يكتب: تطور الكائنات الانقلابية

فى الحقبة الناصرية؛ قام النظام بنشر ورقة من دفتر طالب قبض عليه فيها بعض خواطره؛ يقول فيها:

لابد من وقف انحرافات الإذاعة والتليفزيون ..  لابد من منع الأغاني الخليعة فهي سبب انحراف الشباب والفتيات ولابد من إجراء قوي لوقف العري الفاضح في الملابس سواء في الإذاعة أو التليفزيون أو السينما .

تلقف النظام الناصرى هذه الورقة ونشرها على أنها خطة عمل لجماعة الإخوان المسلمين ونسج حولها قصصاً طويلة وكتبت الصحافة: الإخوان يريدون قتل الممثلات ويخططون لاغتيال أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش والعندليب وشادية وصباح وهند رستم وغيرهم .

أحد الموتورين؛ الحاصل على وظيفة قيادي سابق بجماعة الإخوان المسلمين زعم زورا وبهتانا أن مؤسس جماعة الإخوان المسلمين  حسن البنا أمر بقتل الفنانة أسمهان بحادث سيارة!.

هذه الكائنات هى نفسها التى أيدت معاهدة الاستسلام والانبطاح مع الصهاينة والانفتاح الساداتى وهى التى أيدت المخلوع مبارك وباركت مشروعه لتوريث الحكم فى أول جمهورية ملكية, وهى التى رفضت ثورة يناير وقادت الثورة المضادة والدولة العميقة, وهى التى أيدت وانحازت لأحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية, ولما نجح الرئيس محمد مرسي جربت كل الممارسات اللاأخلاقية لإفشال الرئيس المنتخب بدءًا من افتعال أزمة الوقود والكهرباء وتشكيل جبهة خراب مصر  وانتهاء بالنزول  فى 30 يونيو مطالبين بحكم العسكر, وهم الذين رقصت نساؤهم على أنغام “تسلم الأيادي”,  و”بشرة خير”, أمام لجان الاستفتاء على دستور العسكر, وهم الذين  فوضوا زعيم عصابة الانقلاب في القتل وصدقوا بأن السفاح القاتل هو المنقذ المخلص!

وهم الذين طالبوا الرئيس الروسي بوتين بالقصاص من الرئيس التركي أردوغان لإسقاطه الطائرة الحربية الروسية, وهم الذين روجوا لشائعات أن الرئيس مرسي تنازل عن حلايب وشلاتين للسودان, وأنه باع الأهرامات و قناة السويس لقطر, وسيناء لحماس!

وماهى إلا شهور معدودات حتى تحولت الشائعات إلى حقيقة في ظل النظام الانقلابي؛ فقد وقع زعيم عصابة الانقلاب على اتفاقية لإعادة ترسيم الحدود تقضي بضم جزيرتي صنافير وتيران للسعودية, ومن قبل تنازل عن حقول الغاز لقبرص واليونان والصهاينة, وأهدر حق مصر فى مياه النيل. 

أحد هذه الكائنات قال: من يدّعون أن السيسي باع الجزيرتين للسعودية هم خونة ومأجورون وجهلة أيضاً لأنهم لا يفهمون شيئا ولا يعرفون التاريخ جيدا. هو لا يمكن أن يبيع شبرا من أرض مصر فكيف يسمح ببيع جزيرتين بهذا الحجم؟ من يدعي هذا هم من يريدون هدم البلد و ينظرون لنصف الكوب الفارغ وينكرون الانجازات.

كائن آخر من هذه الكائنات صرح بأن الجزيرتين مصريتان لكنه عاد بعد 24 ساعة ليؤكد أنهما سعوديتان,  بعدما صدرت له الأوامر بتغيير تصريحاته فورا لأنه وضع عسكر كامب ديفيد في ورطة.

هذه الكائنات هللت وطبلت لكل فناكيش العسكر على الرغم من الفشل والتخبط والاضطراب والارتباك الشديد والمصائب التى تترى على الشعب مع صباح كل يوم جديد!

وتأبى هذه الكائنات إلا أن تمارس هوايتها المعتادة  بتعليق خيانتها وفشلها على شماعة الإخوان؛ الحاضر الغائب فى جرائم وخيانات العسكر,  فعلى الرغم من موقف الإخوان الوطني الواضح والثابت بأنه لايمكن لكائن من كان أن يتنازل عن شبر من تراب الوطن كما  أكد ذلك الرئيس مرسي بقوله: إن  مصر ملك أبنائها, وأرضها حرام على المصريين, ومن جانبه قال المهندس حاتم عزام  إنه علم من أحد الوزراء السابقين في حكومة الدكتور هشام قنديل أن السعودية طلبت من الرئيس مرسي التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير, وهذا كان ضمن مطالبها خلال زيارة الوفد السعودي لمصر إبان عهد الرئيس مرسي, إلا أن رد مرسي كان قاطعا بالرفض وقال: هذا تراب وطني لا أملك أنا ولا غيري التنازل عنه.

إلا أن وسائل الإعلام الانقلابية تحاول جاهدة إثبات أن الجزيرتين تابعتان للسعودية!

وزعمت إن اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان تقوم ببث شائعات وأكاذيب مضللة للادعاء بأن مصر تتمتع بالسيادة على هاتين الجزيرتين للتشويش على الاتفاقيات الاقتصادية الهامة التي تم توقيعها بين الدولتين لزعزعة استقرار البلاد وعرقلة مسيرة التنمية!

فقد نقلت إحدى الصحف الإنقلابية عن عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث والمحاضر في الكليات العسكرية قوله إن الجزيرتين تعود تبعيتهما إلى قبيلة الدرعية التي تنتمي لها الأسرة الحاكمة السعودية والتي توسعت وضمت الحجاز وكونت المملكة العربية السعودية.

وهذا بالطبع كان يجهله رؤساء مصر السابقون!

وقال اللواء محمود خلف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية إن جماعة الإخوان تعمل على إثارة البلبلة بادعاء تبعية تلك الجزر لمصر دون النظر إلى المشروعات الاقتصادية والتنموية التي تم الاتفاق عليها وهو ما ينبغي الانتباه له.

وهنا نطرح سؤالا بريئا: إذا كانت الجزيرتان تابعتين للسعودية فلماذا قامت لجنة فنية بحساب المسافات لتعرف إن كانتا واقعتين داخل حدود مصرأم لا؟ ولماذا دفعت السعودية مليارات الدولارات للنظام الإنقلابى؟ ربما من باب صدقة التطوع.. من يدرى!

شاهد أيضاً

د. عطية عدلان يكتب : الشعب المهضوم والوُعَّاظ الغلاظ.

لا يذهبنّ بك الظنّ بعيدًا، فلست بمتحدث عن الواعظين الذين يتشددون في وعظهم ويسرفون في …