مازال عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين عالقين على الحدود التركية المغلقة في العراء، وسط البرد القارس وفي ظروف قاسية جدا، بعد فرارهم من القصف الروسي على ريف حلب الشمالي والمعارك الدائرة هناك، بينما عبرت أنقرة عن خشيتها من وقوع “الأسوأ” مع تدفق جديد للاجئين السوريين إلى حدودها، وقد يصل عددهم إلى ستمئة ألف شخص.
ووصل نحو ثلاثين ألفا من السوريين -معظمهم من النساء والأطفال- يحملون بعض الأمتعة التي جمعوها على عجل إلى الحدود، وتجمعوا في بلدة باب السلامة، حيث عملت منظمات غير حكومية على تنظيم توجيههم إلى بعض المخيمات الموجودة في منطقة إعزاز، التي سرعان ما امتلأت بأكثر من قدرتها على الاستيعاب.
وفي انتظار موافقة الحكومة التركية على السماح بدخول اللاجئين إلى أراضيها، وسعت المنظمات غير الحكومية التركية والسورية والدولية قدرات الاستقبال في المخيمات الثمانية المنتشرة حول إعزاز.
وقالت مؤسسة الإغاثة التركية إنها أقامت مخيما جديدا يمكنه استيعاب عشرة آلاف شخص، وقال سركان نرجيس المتحدث باسم المؤسسة “هدفنا هو توفير المساعدات للناس داخل أراضي سوريا، نحن نوفر يوميا الطعام لعشرين ألف سوري”.
وفي الجانب التركي، اصطف عدد من الأشخاص في الاتجاه المعاكس على معبر أونجو بينار للدخول إلى سوريا أملا في أن يتمكنوا من نجدة أقاربهم العالقين هناك.
وفي سياق متصل، أعلن مسؤولون في المستشفى الميداني بمعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، أن نازحاً توفي بسبب البرد، لانعدام وسائل التدفئة والخدمات الأساسية.
يأتي ذلك في وقت أفاد فيه مراسل الجزيرة ميلاد فضل بأن ستمئة شخص وصلوا إلى ريف حلب الغربي قادمين من منطقة الحدود مع تركيا بالقرب من معبر باب السلامة حيث كانوا عالقين، وذلك لنقلهم إلى ريف إدلب المجاور الذي تسيطر عليه المعارضة.
جاء ذلك بعد الاتفاق الذي تمَّ مؤخرا بين مجلس محافظة حلب الحرة ووحدات حماية الشعب الكردية، ويقضي بإجلاء أكثر من عشرة آلاف شخص عالق عند معبر السلامة بعدما فروا من مناطقهم في ريف حلب الشمالي جراء القصف الروسي على مناطقهم إلى ريف حلب الغربي، حيث سيمرون بمناطق تسيطر عليها وحدات الحماية.