علاء الدين العرابي يكتب شعرًا: “عواد”  باع أرض أبيه

الأرض عرضٌ في بلاد الصالحينْ .. قولٌ تواتر في كتاب الخالدينْ

        مـن بـاع أرض أبيه هانت بعـدهُ .. إنْ باع عرضا في نوادي الطامعين

     “عــواد” بـاع فـلم يعـد من بيعـه .. إلا بخف حنينٍ .. خف الخاسرين

    عبثـا يمـد يديـه يـطلـب غائبـا .. وسراب أهل الذل ماء السائلين

      والقطر في كبـد السمـاء يزخه .. ربٌ يوافي القطر أرض السالكين

لا تحزني أرضي فمثلك لا يُباع .. ولا يُرَوج في مزاد المانحين 

     حتى ولو منحوك تبرا سائلا .. أو أمطروك بماء ورد الياسمين

فدماء ابنك في الثرى متمازج ..عطرٌ يفوح ومعلمٌ للزائرين 

لا تسألوني كيف يحترق الفؤادُ .. ويكتوي وجدي لها كالعاشقين

      لا تسألوني كيف يسمو حبها .. فالرمل ينطق كي يجيب السائلين

   فهنا مواويلٌ وألف حكاية .. ونشيدُ غَنى للجنود العابرين

     وهنا الموانئ قد أجابت من أنا .. ولمن تكون الأرض أرض الفاتحين

وهنا رفات الجند في غار الضحى .. نبـت تعانقـه شمـوس مـن سنيـن   

    وجذوره تمتد في تلك الذرى .. كالنهر كالأشجار كالهرم الحزين

    وهنا مسارات لأزمان خَلَتْ .. حَفَرت علامات بأعراق الجبين

   لا تحزني أرضي فمثلك لا يباع .. ولا يهادى في نوادي الظالمين     

    لا تحزني حتى ولو باعوك أرضي ..عنوة في غفلة الزمن الضنين           

*********   

خدعوك يا وطني فقالـوا إننـا .. نحن الحماة لأرضنا والحافظين

     لكنهم خانـوا الأمـانـة بعـدمـا .. أعطوا الدنية في رفات الراحلين   

فتحوا المزاد على جماجم لم تزل .. أكـفـانهـا بيضـاء بللـهـا الـحنيـن    

 من ذا الذي أعطاكم التفويض من .. أفتاكموا .. أي المذاهب نستعين؟     

“عواد” باع الأرض أرض أبيه .. إرثا خالصا لم يغتصب حقا مبين! 

    فـبـأي حـق تفتحـون مـزادكـم .. والأرض ليست ملككم؟ في أي دين؟