علماء المسلمين تدعو إلى صياغة ميثاق وطني يُعبّر عن تطلعاتِ العراقيين

جدّدت “هيئة علماء المسلمين” في العراق؛ دعوتها للعراقيين الوطنيين من أحزاب وقوى وتكتلات وتجمعات وشخصيات مستقلة؛ إلى الشروعِ في صياغةِ ميثاق وطنيّ يُعبّـرُ عن تطلعات العراقيين جميعًا.

وقال الأمين العام للهيئة فضيلة الدكتور مثنى حارث الضاري؛ في رسالة مفتوحة وجهتها الأمانة العامة بمناسبة الذكرى 96 لثورة العشرين: “إن الوحدة العراقية هي إحدى مقومات صبرنا ومطاولتنا في انتظار الخلاص مما نحن فيه، ولاسيما ونحن نواجهُ منذ سنين وحتى اليوم حالة خاصة في العراق”.

وأوضح الأمين العام، أن “مشكلة العراقيين ومأساتهم هي نتاج احتلال أمريكيّ غاشم بخلاف الحالات الأخرى في البلدان العربية، التي هي وليدة الثورات الشعبية على حكامِها”.

وأكد “أن غالب العلماء في ثورة العشرين كانوا مع خيار الوطن لا مع خيارِ الطائفة والمذهب، وكانوا يوجهون القادة والساسة للخير والوحدة، ولم يكونوا علماء فتنة يُحيون بواطنَ النفوسِ المريضة، ويُعلون من بواعث الشر في نفوس الناس”.

وأشار الضاري، إلى أنه “لا سبيل للعراقيين بالخلاص من محنتِهم؛ إلا بترتيب الصفوف والاصطفافِ الجديد، الذي يأبى إلا أن يكونَ وفق ثوابت الدين ومصالح الوطن ومقاصد الخيرِ لجميع العراقيين”.

وعن الحلول التي تراها الهيئة للأزمة التي تعصف بالعراق والمنطقة؛ “أكدت الهيئة أنها مستمرة في جهودها لفتح أبواب الحوار الوطنيّ العراقيّ بين القوى التي تقبلُ بذلك، وتستجيبُ لداعي جمع الكلمة وتوحيد الصّف”.

وأشارت رسالة الضاري، إلى “أن مبادرةَ (العراق الجامع) التي أطلقتها منذ أشهر؛ هي حصيلة جهود وطنية عديدة ليسَ للهيئة منها إلا المشاركة فيها وتوحيدها وإعادة صياغتها وفقًا لظروف المرحلة، معربة عن عزمها على المضيّ فيها على الرغم من كل العقبات والمعوّقات التي وضعَتها أطراف عديدة”، وفق الرسالة.

وتأتي رسالة أمين عام هيئة علماء المسلمين، في ظل حرب تقودها الحكومة العراقية مدعومة بقوات “الحشد الشعبي” منذ نهاية أيار (مايو) الماضي، لاستعادة الفلوجة من “داعش”، ولازالت فصولها جارية حتى اليوم، على الرغم من إعلان الحكومة العراقية سيطرتها الكاملة على المدينة.

وقد أثارت مشاركة قوات “الحشد الشعبي” المدعومة من إيران في القتال إلى جانب الجيش العراقي مخاوف من ارتكاب أعمال قتل على أساس عرقي وتحقق السلطات بالفعل في اتهامات بأن أفراداً من تلك القوات أعدموا عشرات الرجال السُّنة الفارين من المدينة.

يذكر أن “ثورة العشرين” هي ثورة اندلعت في العراق صيف العام 1920، ضد الاحتلال البريطاني.

واتخذت الثورة، التي بدأت شرارتها أواخر يونيو 1920، باديء الأمر شكل مظاهرات من قبل السكان السنة، والشيعة، ببغداد، ثم المواجهات المسلحة وانتشرت في مناطق متعددة بالعراق.

شاهد أيضاً

إسرائيل: فرصة التطبيع مع السعودية تتلاشى لصعوبة موافقة أمريكا على شروطها

تتواصل التحذيرات الإسرائيلية من تراجع مسار التطبيع مع الدول العربية، سواء بسبب التشريعات القانونية المتطرفة، …