لم يعد حزب الله اللبناني يختبئ وراء إصبعه، كما كان يفعل سابقاً، بل راح يجهر بإرهابه ويتبجح بجرائمه ويفاخر بمعاداته للعروبة ووقوفه في صف إيران الفارسية الصفوية, ويباهي بجرائمه الطائفية ودفاعه عن نظام بشار الأسد الإرهابي الدموي، وتدريبه للحوثيين الخونة والقتال إلى جانبهم في هجمات غادرة على الحدود مع المملكة العربية السعودية. طيلة 33 عاما حاولت الدول العربية أن تعمل بمبدأ “لا تزر وازرة وزر أخرى”، وذلك من خلال تجنيب لبنان, دولة وشعبا, تبعات وزر إرهاب حزب الله في عدد من الدول، لكن يبدو أن المسعى العربي وصل إلى نقطة النهاية في ظل سيطرة الحزب الإرهابي على القرار السيادي للبنان. الصبر العربي على ممارسات الحزب العدوانية ومحاولة الدول العربية تجنيب لبنان, دولة وشعبا ضرر ذلك, والذي استمر خلال العقود الماضية نفد في الأشهر الماضية بعد الكشف عن الكثير من المجموعات الإرهابية التابعة للحزب اللبناني في الكويت والبحرين والسعودية واليمن. الحزب الإرهابي له تاريخ أسود طويل في الجرائم في الدول العربية, فقد تورط في محاولة اغتيال أمير الكويت جابر الأحمد الصباح بتفجير سيارة مفخخة عام 1985، وبخطف طائرة كويتية في مشهد عام 1988 وطالب الخاطفون بأن تفرج الكويت عن إلياس صعب، وهو الاسم الحركي لمصطفى بدر الدين؛ صهر القيادي في حزب الله عماد مغنية، الذي اعتقل في الكويت ضمن مجموعة من 17 شخصا بينهم 12 عراقيا ينتمون لحزب الدعوة الشيعي وخمسة لبنانيين لتورطهم في اعتداءات على أهداف كويتية وسفارات أجنبية في الكويت. وشاركت هذه المجموعة في عمليات التفجير التي شهدتها الكويت في ديسمبر 1983 واستهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية ومنشآت كويتية والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. ومصطفى بدر متورط في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في 2005، وهو فار من العدالة، وقد أعلن حسن نصر الله أنه لن يسلم أي من عناصر الحزب المتورطين في جريمة الاغتيال تحت أي ظرف من الظروف. مع اندلاع الاحتجاجات في الدول العربية مطلع العام 2011 اكتُشفت خلايا نائمة تنتمي للحزب في الكويت والبحرين والسعودية ، وذلك من خلال دعمه وتدريبه لبعض المعارضين في البحرين والسعودية، إضافة إلى تنشيط خلايا التجسس في هذه الدول، ودعم العمليات الإرهابية فيها، وضلوع عناصره في الخليتين الإرهابيتين اللتين كُشف عنهما في الرياض وجدة عام 2012، علاوة على تدخله المباشر في الشؤون الداخلية لبعض دول المجلس، وفي مقدمتها البحرين؛ كما ساهم أمينه العام حسن نصر الله في تصاعد عمليات العنف في هذه الدولة بتصريحاته التحريضية، وتورطه في أحداث العنف التي شهدتها مدينة القطيف السعودية مطلع عام 2011، وتهديده يوم 23 فبراير 2013 بغزو السعودية ودخول الحرمين الشريفين. إرهاب حزب الله قديم في السعودية، ففي يونيو 1996، قام أفراد من الحزب بهجوم إرهابي على المجمع السكني بأبراج الخبر في السعودية نتج عنه مقتل 20 شخصا، وإصابة 372 آخرين بجراح، وهم من جنسيات متعددة. وفي 1990 اغتيل في بانكوك ثلاثة من دبلوماسيي السعودية المعتمدين في تايلاند، هم: عبدالله البصري، القنصل السعودي، وأحمد السيف وفهد الباهلي، وهما موظفان في السفارة. وقد وقعت الجريمة بعد انتهاء دوامهم وهم في طريقهم إلى منازلهم. هذا كله .. لا يساوي شيئاً إذا ما أردنا الحديث عن مدى إجرام حزب الله في سوريا من قتل وتشريد وتجويع للسوريين سواء في الداخل أو على الحدود مع لبنان؛ وذلك بسبب مناهضتهم لنظام بشار الأسد والقيام عليه منذ عام 2011، حيث انخرط الحزب في الحرب الدائرة هناك وزج بمقاتليه في ساحة المعركة نصرة للأسد منذ العام الثاني للثورة السورية، حيث قدم الحزب للنظام خدمات كثيرة من قتل وتشريد, وفي مضايا خير دليل. هذه الممارسات الإجرامية في مختلف الدول العربية سببت نفاد صبر جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، ما تسبب بإصدار الأخيرين لقرارٍ اعتبرا فيه ميلشيات “حزب الله” بقادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة إرهابية. منظمة إرهابية تعمل وفق أجندة إيرانية للقيام بأعمال تخريبية وإجرامية في الدول العربية، لزعزعة الأمن والسلم الأهلي، وإن كان هذا القرار قد جاء متأخراً، حيث وجب إصدار مثله منذ اندلاع الثورة في سوريا وثبات مشاركة حزب الله في الجرائم مع النظام السوري ضد شعبه. المستشار الإعلامي لمركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية