فضائح إبستين الجنسية .. هل كانت عملية صهيونية للسيطرة على مشاهير الغرب؟

يوم 3 يناير 2024 كشفت المحكمة الفيدرالية في نيويورك، عن وثائق تضم أسماء أشخاص يُشتبه في تورطهم مع الملياردير جيفري إبستين، الذي ارتكب جرائم جنسية، وتم حبسه عدة مرات، ثم تردد أنه انتحر بسجنه عام 2019.

كانت مفارقة أن يتم كشف وثائق وأسماء ورد ذكرها في هذه الفضيحة التي تتعلق بشبكة دعارة تستغل فتيات قُصر، بعد 4 سنوات، ولماذا الآن؟

أثار ذلك تساؤلات من قبيل هل الهدف من الكشف، التغطية على الضجة المثارة في أميركا حول إبادة غزة؟ وما علاقة شبكة الابتزاز الجنسي للأطفال بالموساد الإسرائيلي المشهور بمساعيه للسيطرة على ساسة ومشاهير الغرب؟ بحسب تقرير لموقع “الاستقلال”.

وهناك من ربط إعادة فتح ملف هذه الفضيحة بنظريات المؤامرة التي سُميت بـ (Pizza Gate) أو (فضيحة البيتزا) أو “حب البيتزا” (الاسم الرمزي للأطفال الصغار) والتي اتضح أن جزءا منها صحيح.

وفقا لهذه النظرية كانت الجزيرة التي اشتراها “إبستين”، ومن عاونه من يهود متصلين بالموساد، مرتعا لتجمع كبار الساسة والمشاهير من الولايات المتحدة وبريطانيا، ممن يقومون فيها بأعمال الرذيلة المنافية للأخلاق والإنسانية مع أطفال.

وعبرها ربما تمت عمليات للسيطرة عليهم بفضائح مصورة مع الفتيات القاصرات.

ما قصة جيفري إبستين؟

“جيفري إبستين” ملياردير أميركي له علاقات قوية مع النخب المالية والسياسية، واشتهر باستدراجه الفتيات صغيرات السن لمغامراته الجنسية القذرة.

وفي عام 2005 تحرش بفتاة قاصر عمرها 14 سنة في ولاية فلوريدا، وحاول تشغيلها في الدعارة فرفضت، ورفع والدها ضده قضية تحرش، لينكشف المستور ودوره مع 36 فتاة قاصر أخريات.

حكم عليه بالسجن، لكن أفرج عنه بعد 13 شهرا فقط بعد صفقات تسوية تردد إنها تمت بفعل علاقاته مع سياسيين.

اشترى جزيرة في البحر الكاريبي وأصبح يقوم بممارسات مشبوهة فيها ويدعو إليها سياسيين وفنانين ومشاهير من بلدان مختلفة، وعاود نشاطه السابق ولكن هذه المرة ضمن قصص مختلفة عن مزج الجنس مع القاصرات بالتلاعب بسياسيين.

وفي 2019 قُبض عليه مجددا بنفس التهم، وهي التورط مع فتيات قاصرات وتم سجنه، ثم انتشر خبر موته منتحرا في زنزانته، وسط شائعات أنه تم قتله من طرف سياسيين ومتنفذين لإخفاء أسرار عنهم.

ووفق التقرير الرسمي لوفاته الصادر من وزارة العدل الأميركية منتصف 2023، أقدم “إبستين” على الانتحار نتيجة “إهمال” من العاملين في السجن في التعامل معه.

مع أنه مات في سجنه بنيويورك أغسطس 2019، قبل أن يحاكم بتهمة استغلال قاصرات جنسيا، فتحت المحكمة الفيدرالية الأميركية الجدل مجددا ببدئها في نشر وثائق منذ 3 يناير 2023 بها أسماء أشخاص ربما تورطوا مع الملياردير الراحل في جرائم جنسية.

وفي 18 ديسمبر 2023، أمرت القاضية الأميركية “لوريتا بريسكا” بالإفراج عن الوثائق، وأمهلت الأشخاص المذكورين فيها، حتى الأول من يناير 2024 لاستئناف الحكم في حالة عدم رغبتهم في الكشف عن أسمائهم.

والوثائق عبارة عن ملفات من قضية تمت تسويتها رفعتها فيرجينيا روبرتس جيوفري، وهي امرأة أميركية قالت إن إبستين اعتدى عليها جنسيا عندما كانت قاصرا وأن غيسلين ماكسويل، صديقة إبستين السابقة، ساعدت في الاعتداء.

وقد أجرى العديد من الضحايا مقابلات عامة وتم التعرف عليهن بالفعل في وسائل الإعلام ولا تزال أسماء بعض الضحايا طي الكتمان.

وتتكون الوثائق من مواد عامة كشف عنها خلال ما يقرب من عقدين من القصص الصحفية والأفلام الوثائقية التلفزيونية والمقابلات والقضايا القانونية والكتب حول فضيحة إبستين.

وجرى إصدار المجموعة الأولى من الملفات التي تغطي نحو 900 صفحة، بموجب أمر قضائي بعد التعرف على العديد من الأشخاص من وسائل الإعلام أو في محاكمة شريكة إبستين غيسلين ماكسويل.

وقد أظهرت الدفعة الأولي من وثائق المحكمة أسماء ما يزيد عن 170 شخصا، يشتبه أنهم على علاقة بطريقة أو بأخرى بـ”إبستين” والاتهامات التي تلاحقه بالاتجار بالجنس مع الأطفال، بحسب تقرير لشبكة “سي إن بي سي” في 3 يناير 2024.

فيما أشار تقرير آخر لشبكة “سي إن إن” في 3 يناير 2024 أن الشخصيات المتورطة التي وردت أسماؤها في الوثائق تصل إلى 200 بينهم سياسيون ومشاهير ورجال أعمال.

وأظهرت الدفعة الثانية من وثائق ومستندات قضية جيفري إبستين، المكونة من أكثر من 328 صفحة، أنه استخدم 30 من الفتيات القاصرات “لابتزاز رجال أقوياء، منهم سياسيون أميركيون ومديرو أعمال، ورؤساء أجانب.

تم ذكر فتيات لا تتجاوز أعمارهن 12 عاما في الوثائق، تم “تجنيدهن” بواسطة شخص يُدعي “برونيل”، الذي كان أحد أقرب أصدقاء إبستين ويتولى الاتصالات مع الفتيات الصغيرات في جميع أنحاء العالم، وبعضهن من بلدان فقيرة بإغرائهن بالمال.

ويوم 5 يناير 2023 تم الكشف عن المجموعة الثالثة من وثائق الخاصة بجيفري إبستين، وتتكون من 412 صفحة جديدة، وتحتوي على أسماء وتفاصيل إضافية.

والتي أظهرت أسماء جديدة لمخرجين وممثلين ضمن الوثائق وأكدت أن عارضة الأزياء السابقة وشريكة إبستين “أدريانا روس” قامت بإزالة أجهزة الكمبيوتر من قصر إبستين في بالم بيتش قبل أن يتمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي من تفتيش المبنى.

وقالت صحف أميركية إن ظهور أسماء مشاهير في الوثائق لا يعني بالضرورة أنهم متورطون في ارتكاب مخالفات، حيث لم يتم توجيه تهم جنائية إلا إلى إبستين وماكسويل بتهم الإساءة لقاصرات في نيويورك وجزر فيرجن الأميركية وأماكن أخرى.

علاقة “إبستين” وإسرائيل

أظهرت الوثائق أن الملياردير الصهيوني “ليزلي ويكسنر” صاحب شركة “فيكتوريا سيكريت”، وأحد أكبر الممولين التاريخيين لإسرائيل من زبائن إبستين، ويتعاون معه في الاتجار بالفتيات لأسباب تتعلق بابتزاز سياسيين ورجال أعمال.

وأن إبستين استغل علاقته مع ويكسنر، الذي كان يعرفه منذ الثمانينيات، لتجنيد عارضات الأزياء القاصرات والاتجار بهن.

وأن طائرة “ويكسنر”، التي تردد أن إبستين اشتراها منه، كانت تُستخدم لتهريب الفتيات القاصرات إلى الولايات المتحدة.

وأنه أطلق على الطائرة لقب “لوليتا إكسبرس” لأنه كان اسم “لوليتا” إشارة إلى رواية “لوليتا” للكاتب فلاديمير نابوكوف، حول رجل في الأربعينيات من عمره، يصبح مهووسا بالاستغلال الجنسي للأطفال.

وفي أوائل الثمانينيات، أسس “ويكسنر” مؤسسة باسمه، مخصصة لتجنيد وتدريب القادة الصهاينة المستقبليين في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وكان منهم رئيس الوزراء الصهيوني السابق إيهود باراك، والذي ظهرت صورة له في منتج إبستين.

وعقب الإبادة الجماعية في غزة 7 أكتوبر 2023، لعبت “مؤسسة ويكسنر” دورا في عقاب الطلاب الأميركيين المعادين للبريرية الصهيونية هنا، حيث قامت بسحب تمويلها لجامعة هارفارد لمجرد أن بعض الطلاب دعموا فلسطين.

وقد أظهرت وثائق جزيرة جيفري إبستين علاقته “مؤسسة ويكسنر” التي تعاونت معه، بالموساد الإسرائيلي، وأنه عميل لإسرائيل وهو ما أكدت صحف أميركية.

ففي 15 يوليو 2021 قالت صحيفة “رولينج ستون” بحسب 4 مصادر موثوقة أنه كان لجيفري إبستين صلات بالقادة الإسرائيليين وكان “جاسوسا.

ذكرت أن “ستيفن هوفنبرج” الذي كان يتولى أعمال إبستين، أكد لمحررة الصحيفة أن “إبستين كان يتحرك في دوائر المخابرات”، وكان متورطا في “قضايا الأمن القومي” التي تنطوي على الابتزاز وتجارة النفوذ وتداول المعلومات على مستوى خطير للغاية.

كما نقلت “رولينج ستون” عن أربعة مصادر منفصلة، بشكل رسمي، تأكيدهم أن تعاملات إبستين في عالم الأسلحة دفعته إلى العمل لدى حكومات متعددة، بما في ذلك الإسرائيليين.

وأوضحت أن “روبرت ماكسويل”، البرلماني البريطاني اليهودي، الذي كان قناة الوصل بين الموساد والحكومات الأخرى، قدم إبستين للقادة الإسرائيليين في مناسبات مختلفة وعرفه بهم ليتعاون معهم.

وبحسب مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” 11 نوفمبر 1991 “تعد إسرائيل ماكسويل بطلا قوميا لها”، وقد زار تل أبيب وفكر في شراء فريق بيتار القدس المتطرف لكرة القدم.

وقد تحدث تقرير سابق لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية 18 يوليو 2021 عن ارتباط جيفري إبستين مع شخصيات قيادية في إسرائيل”

ومنذ ذلك الحين، أصبح إبستين يتباهى بكونه مستشارا لقادة عدة دول منهم، إسرائيل، وكان معروفا في الأوساط الإسرائيلية بدوره كـ”وسيط محنك قادر على الانتقال بين ثقافات وشبكات متنوعة لتحقيق أجندات القادة”

وبحسب التقرير كان إبستين يتنقل في أوساط الاستخبارات بإرشاد معلمه، المقاول الدفاعي البريطاني الراحل عام 2011، دوغلاس ليز، الذي أدخله في عالم التجسس.

وكانت إحدى المهمات الاستخباراتية الموكلة لـ “إبستين” من قبل إسرائيل هي إدارة “مؤسسة ويكسنر ” حيث كان إبستين يدير هذه المؤسسة والتي قيل إنها قدمت الملايين لإسرائيل.

وتهدف مؤسسة ويكسنر، التي تقع في أوهايو، بالولايات المتحدة، إلى “تنمية القيادات المهنية والمتطوعة اليهودية في أميركا الشمالية والقادة العموميين في إسرائيل”

وقد تضمن دفتر “إبستين” السري، الذي نسخة ونشره أحد خدمه عقب وفاته، مقطعا قصيرا تحت بند “إسرائيل” واحتوى بيانات اتصال تعود لرئيسي وزراء سابقين، وهما إيهود باراك وإيهود أولمرت، وغيرهما العديد من الأفراد ممن يملكون عناوين بريد إلكتروني تابعة للحكومة الإسرائيلية.

ويقول الناشط البريطاني “روبن مونوتي” إن “جيفري إبستين كان يعمل في شبكة للاستغلال الجنسي للأطفال لصالح إسرائيل، وكان مقربا بشكل خاص من بيتر ماندلسون (يهودي عضو مجلس اللوردات البريطاني).

وأضاف أن “ماندلسون” وزميله “كير ستارمر” اعترضا على وقف إطلاق النار في غزة مطالبين باستمرار الإبادة ووصفا مطلب وقف النار بأنه “سخيف”، وهذا يبين سبب عدم وجود معارضة بين السياسيين في بريطانيا لعدوان الإسرائيلي على غزة.

السيطرة على الساسة

جاء الكشف عن قائمة جيفري إبستين الآن ليظهر ضمنا أنه كان وراء تجارة القاصرات من أجل الجنس، عملية استخباراتية صهيونية كبيرة للسيطرة على الساسة والمشاهير وصناع القرار في أميركا وغيرها.

أظهرت علاقة إبستين وداعميه ماكسويل بالموساد، ما يعني أن جلب وتوريط سياسيين ومسؤولين أميركيين وأوروبيين بل وعرب في زيارة جزيرة إبستين للجنس الحرام مع القاصرات، كان مستهدفا أيضا للسيطرة عليهم ضمن خطط الموساد.

فما فعله إبستين في شبكة دعارة القاصرات، تم بمساعدة امرأة بريطانية اسمها “غيسلين ماكسويل” وهي للمصادفة الغريبة ابنة عميل الموساد الذي تصفه إسرائيل بأنه “بطل قومي إسرائيلي”، روبرت ماكسويل.

ولطالما كان الجنس وفضائحه أداة فعالة لإرغام السياسيين وصناع القرار على الامتثال لرغبات دوائر الاستخبارات العالمية وتستخدمه الموساد كسلاح أساسي لديها.

وكان لافتا أن ألكساندر أكوستا، النائب العام الأميركي السابق في ميامي، قال لصحيفة (Talking point of Memo) في 10 يوليو 2019، عن الأسباب التي دفعته لمنح إبستين “صفقة إقرار تسوية قضائية ميسرة” في عام 2007 أنه “تم إبلاغي بأن إبستين على علاقة بأجهزة الاستخبارات، وأُوصيت بعدم التدخل في شأنه”

ويقول المحلل السياسي “ياسر الزعاترة” إن قراءة البُعد السياسي لوثائق شبكة الجنس الأميركية الكبيرة تشير إلى أن “الأمر لم يكن ذا صلة بالتجارة، بقدر صلته بالسياسة والقوة والنفوذ”

قال، عبر حسابه على تويتر، إنه إذا صح ما ذكره عميل سابق في جهاز “الموساد” عن أن إبستين وصديقه ماكسويل (والد جيسلين) كانا جاسوسين للجهاز، فإن الأمر يغدو أكثر وضوحا”

ذكر أن إبستين وماكسويل كانا يستدرجان القاصرات لممارسة الجنس مع كبار السياسيين، ومن ثم تصويرهم لأغراض الابتزاز السياسي مستقبلا، وروبرت ماكسويل كان بمثابة قواد استخبارات وعميل لثلاثة أجهزة استخبارات في آن.

ومع أن القاضية الأميركية حددت منذ 18 ديسمبر 2023 أنها ستعلن الوثائق بداية من يوم 3 يناير 2024، والوثائق نُشرت امتثالا لأمر القاضي، فقد انتشرت تكهنات حول أسباب التوقيت ولماذا الآن بالتزامن مع حرب غزة والغضب الشعبي داخل أميركا ضد إسرائيل؟

وقال نشطاء إنه ربما يكون تسريب الوثائق الآن مقصودا لصرف الأنظار عن التركيز على جرائم الاحتلال في غزة وتخفيف الضغط عن إسرائيل.

فضلا عن الضغط على شخصيات ربما تكون متورطة في هذه الوثائق بالكف عن إدانتها لإبادة إسرائيل لغزة، أو وقف السلاح لها، أو رفضها مشروع تهجير الفلسطينيين.

وأيد هذا التوجه الباحث في الشؤون الدولية “إدريس آيات” عبر حسابه على تويتر مشيرا لعدة أمثلة من الابتزاز السياسي قامت به أجهزة المخابرات حول العالم انطلاقا من فضائح جنسية.

أبرز الأسماء المتورطة

كان من أشهر أسماء السياسيين الذين وردت أسماؤهم في الوثائق، الرؤساء الأميركيون السابقون: دونالد ترامب، وباراك أوباما، وبيل كلينتون (ذُكر 50 مرة في وثائق المحكمة)، ونائب الرئيس الأميركي الأسبق آل غور والأمير البريطاني “آندرو” دوق يورك، ورئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك.

ومن الممثلين: ليوناردو دي كابريو، كاميرون دياز، وكيت بلانشيت، ومادونا، وباريس هيلتون، ونعومي كامبل، وتوم هانكس، وبروس ويليس، وكيفن سبيسي والمخرج الشهير ستيفن سبيلبيرغ.

ومن المشاهير أيضا: الساحر ديفد كوبرفيلد، والمخرج الشهير جورج لوكاس صاحب سلسلة أفلام Star War، وعالم الفيزياء ستيفن هوكنغ المصاب بالتصلب الجانبي الضموري، وسيتم نشر مئات الأسماء الأخرى في الأيام القادمة.

إلا أنه لم يتم اتهام أي من هؤلاء المشاهير بمساعدة إبستين في فضائحه الجنسية، بحسب مجلة “تايم” الأميركية في 4 يناير 2024، خاصة أن بعضهم جاء ذكر اسمه عرضا.

مثل اسم ترامب الذي جاء مرتبطا بالحديث عن طلب طائرة إبستين الهبوط في مزرعته لمواجهتها أحوالا جوية سيئة، دون أي حديث عن تورط ترامب، كما نفى بعض هؤلاء المشاهير علاقته بشبكة رجل الجنس مع القاصرات.

ومن الأسماء البارزة اللافتة في وثائق المحكمة، شخصية سياسية أميركية تفاوضت مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والرئيس السوداني السابق عمر البشير، ومحامٍ أميركي قد يدافع عن جرائم إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في قضية إبادة غزة.

فمن بين الأسماء البارزة في القائمة، بيل ريتشاردسون، سفير واشنطن السابق لدى الأمم المتحدة، ووزير الطاقة بعهد كلينتون، والذي تولى أيضا منصب حاكم ولاية فلوريدا، وتوفي ريتشاردسون، في سبتمبر/أيلول 2023.

حيث ذكرت “فيرجينيا جيفري”، التي رفعت دعوى مدنية عام 2015، ضد جيزلين ماكسويل، الشريكة السابقة لإبستين والتي تمت إدانتها بارتكاب “جرائم جنسية”، اسم “ريتشاردسون” ضمن نشاط جنسي بحسب وثائق المحكمة.

ورد في قائمة الأسماء أيضا، آلان ديرشوفيتز، وهو محامٍ أميركي مؤيد بشدة لإسرائيل، وتربطه علاقة قوية برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

وقد ذكرت تقارير صحفية أن نتنياهو يريد من ديرشوفيتز، تمثيل إسرائيل في جلسة استماع مقبلة في لاهاي (مقر محكمة العدل الدولية)، بشأن الاتهام بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال حربها على غزة المستمرة، وفقا لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني في 3 يناير 2024.

و”ديرشوفيتز” هو محامي إبستين، وأستاذ قانون في جامعة هارفارد سابقا، ووفقا للوثائق: “أجبر إبستين قاصرة على ممارسة الجنس مع ديرشوفيتز عدة مرات”

وتذكر الوثائق أيضا أن ديرشوفيتز “كان شاهد عيان على الاعتداء الجنسي على عدة قاصرات أخريات من قبل إبستين ومتعاونين آخرين معه”

ووصفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية 2 يناير 2024 “ديرشوفيتز” بأنه “كلب الهجوم” لنتنياهو على الساحة الدولية لذلك قد يُصدره لقضية اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة أمام محكمة العدل الدولية.

هل هناك عرب؟

حين تم اعتقال “إبستين” وقبل انتحاره عام 2019، نشرت معلومات عن علاقات غامضة له ومعلومات حساسة تخص السعودية وشخصيات عربية، لا تربط مباشرة فضائحه الجنسية، لكن علاقته بهم مع انتشار الوثائق أثارت تساؤلات، خاصة أنه لا تزال هناك وثائق تُنشر تباعا.

بحسب موقع “ميدل إيست آي” في 18 أغسطس 2019 ووثائق محاكمته حينئذ تفاصيل عن حياة “إبستين” من بينها علاقاته في الشرق الأوسط، وأبرزها صلاته بشخصيات في السعودية.

أكد أن إبستين، بصفته صاحب ملايين، عمل لعشرات الأعوام في مجال الشؤون المالية واستثمر الملايين في عدة شركات استثمارية ومشاريع تجارية، على اتصال بعدة شخصيات غنية ومؤثرة حول العالم.

وأنه جاء في “دفتر العناوين السري” الشهير الذي امتلكه إبستين، والذي نسخه كبير خدم كان يعمل لديه ونشره للعلن في 2015، أسماء عدة جهات اتصال شرق أوسطية بارزة، لكن لا يُعرف لأي مدى وصلت علاقات إبستين مع الشخصيات المذكورة.

تضمنت الأسماء العربية البارزة في دفتر إبستين: رجل الأعمال السعودي عمرو الدباغ، ورجل المال السوري السعودي وفيق سعيد، والمدير التنفيذي البريطاني السوري أمادو فخري، الذي قضى عامين داخل السجن في كوبا على خلفية تهم بالفساد.

وقد روى الصحفي بـ “نيويورك تايمز” جيمس ستيوارت في 12 أغسطس 2019، أن إبستين أخبره بأنه “تحدث مع السعوديين بشأن استثمار محتمل في شركة تسلا”، وهي الشركة المملوكة لإيلون ماسك.

ووفقا لمقال ستيوارت، فإن إبستين لم يوضح أي سعوديين يقصد أو أية تفاصيل محددة أخرى.

قد استثمر صندوق الثروة السيادي السعودي ملياري دولار في شركة “تسلا” عام 2018، ومع ذلك، أنكرت الشركة أي تعاون بينها وبين إبستين.

وقبل عام من انتحاره المثير للشكوك، تفاخر إبستين علنا بصلاته بقادة سعوديين مؤثرين، ومن بينهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب “نيويورك تايمز”.

ووصف الصحفي جيمس ستيوارت، وهو يسرد وقائع زيارته لقصر إبستين الواقع في مدينة نيويورك في أغسطس 2018، كيف أراه الملياردير مُغتصب القاصرات، صورة لمحمد بن سلمان معلَقة على حائط منزله.

وقال “ستيوارت” للصحفي الأميركي إن إبستين أخبره أن “ولي العهد زاره عدة مرات، وأنهما يتحدثان كثيرا”

أيضا احتوى دفتر عناوين إبستين على أسماء “سعود”، و”الأمير سلمان”، والد محمد بن سلمان، وابن عم محمد بن سلمان، والسفير السعودي السابق للولايات المتحدة، بندر بن سلطان.

لكن لم يرد اسم الملك سلمان أو أي أمير عربي آخر بوثائق إبستين التي نشرتها المحكمة حتى الآن وكل ما نشر عن ذلك عبر مواقع التواصل هو إشاعات، وفق صحف أميركية وحسابات توثق وثائق المحكمة.

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال عاجزة تماما عن التقدم البري في لبنان بسبب تكتيك حزب الله الدفاعي

لم تنجح القوات الإسرائيلية رغم احترافيتها العالية وعتادها الكبير من الدبابات والمدرعات في التقدم في …