أكد موقع “ميد إيست آي” البريطاني 17 فبراير أنه من المقرر صدور فيلمٍ يروي أحداث أسوأ مذبحة بتاريخ مصر المعاصر، على منصات البث في وقتٍ لاحق من الشهر الجاري.
الوثائقي الذي يحمل عنوان “ذكريات مذبحة Memories of a Massacre”، ويدور عن مذبحة رابعة في عام 2013، سيكون متاحاً للطلب عبر منصتي Apple TV وPrime Video وغيرها من المنصات في يوم 20 فبراير 2024.
يمتاز الفيلم بمجموعة مذهلة من الأشخاص الذين أُجريت المقابلات معهم، وبينهم شهود عيان وأقارب للقتلى، بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين سابقين وصحفيين ونشطاء.
وقد كشف “بين رودس”، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأسبق أوباما، كيف أصاب السيسي ومن خططوا للانقلاب في تنبؤهم بأن الولايات المتحدة لن تُعارض الإطاحة بمرسي.
كما ربط رودس بين ذلك التقاعس وبين المذبحة التي وقعت في رابعة بنهاية المطاف، حيث تذكر ذلك ضمن أحداث الفيلم، وقال: “لقد كانت واحدةً من أكثر التجارب المخيبة للآمال، والمحبطة، والمُغضبة؛ لأننا قررنا كحكومة أننا لن نقاوم حقيقة هذا الانقلاب. وها نحن نشهد عواقبه الأكثر حدة الآن”
ورغم ظهور مثل هذه الشخصيات الرفيعة، يظل محور الوثائقي مرتبطاً بتجارب أولئك الذين فقدوا أحبابهم أثناء المذبحة، وينصبّ تركيز الفيلم الرئيسي على مقتل أسماء البلتاجي (17 عاماً) ومصور شبكة Sky News البريطانية مايك دين.
ويرمز مقتل ثنائي إلى الطبيعة العشوائية لوابل النيران الذي أطلقته قوات الأمن المصرية صوب الميدان.
وقد صدر الفيلم في عروض مغلقة خلال الذكرى العاشرة للمذبحة بشهر أغسطس من العام الماضي، بينما يأتي عرضه على الجمهور ليجعله واحداً من الشهادات القليلة المتوافرة عن المذبحة باللغة الإنجليزية
وشهدت المذبحة استشهاد ما بين 900 إلى 2200 شخص على الأقل، وفق تقديرات مختلفة عندما أطلق الجنود وضباط الشرطة في مصر النار على المتظاهرين المطالبين بعودة الرئيس محمد مرسي، وذلك يوم 14 من أغسطس عام 2013.
وكان وزير الدفاع ورئيس الأركان آنذاك، عبد الفتاح السيسي، قد نظّم انقلاباً عسكرياً للإطاحة بمرسي، واعتقاله قبل المذبحة بشهر وأمر بتدبير مجازر ضد المعارضة خاصة جماعة الاخوان لوقف احتجاجاتهم.
وبعد الإطاحة بمرسي، تحوّل ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر بالقاهرة إلى مركز للتظاهرات المناهضة للانقلاب، حيث اعتصم أنصار مرسي في المنطقة.
وأعلن السيسي، الحاكم الفعلي للبلاد بعد الانقلاب، عن نيته فض الاعتصام. ثم أطلق بعدها يد قواته المسلحة ضد المتظاهرين، ما أسفر عن سفك الدماء.
وبعد سنوات، وجد تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أدلة على أن السلطات خططت لعملية قتلٍ جماعي. وتشهد لقطات الفيلم على ذلك بصور للقناصة المصطفين على أسطح البنايات المحيطة بالميدان، وفي مواقع تم اختيارها بعناية، إلى جانب المروحيات التي أطلقت النيران فوق الرؤوس.