في ذكرى اكتوبر.. هل تحول الجيش المصري إلى حزب سياسي وشركة تجارية .. وحليف للصهاينة؟

حلت الذكرى الثالثة والأربعون لانتصار مصر على إسرائيل في حرب السادس أكتوبر عام 1973، وسط تغيرات للنقيض في الخطاب والممارسة السياسية تجاه عدو الأمس الذي أصبح صديقا اليوم.

قبل أيام من الذكرى, كان وزير خارجية مصر, سامح شكري يبدي شديد الحزن والتأثر في جنازة الرئيس الصهيوني شيمون بيريز، ووصلت السخرية مداها بين بعض المصريين فتوقعوا أن تلغى احتفالات ذكرى أكتوبر هذا العام حدادا على وفاة بيريز!

فسياسة مصر اليوم باتت أقرب لإسرائيل، فعدوانها أصبح دفاعا عن النفس, وخصومها؛ وخاصة حماس أصبحوا إرهابيين محاصرين, ولم يعد يخجل الكثيرون أن يعلنوا حماسهم للتطبيع والكف عن اعتبار إسرائيل عدوا.

 وكان قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي قد أكد في وقت سابق أنه لن يسمح بأن تكون سيناء قاعدة خلفية لهجمات ضد إسرائيل.

في حرب اكتوبر 1973 سجلت العسكرية المصرية انتصارا مجيدا لكن القوات المسلحة المصرية باتت اليوم غير تلك التي كانت؛ إذ تحولت من مؤسسة عسكرية إلى شركة قابضة؛ همها جمع الأموال, وتحولت من مؤسسة وطنية هدفها حماية البلاد والدفاع عن الأرض إلى مؤسسة مطبعه مع الكيان الصهيوني, وانحرفت عقيدتها في عهد السيسي من قتال العدو الصهيوني إلى توجيه رصاصها إلى صدور المصريين, كما أصبحت أداة في يد سلطة باغية فضلا عن انغماسها في الحياه السياسية بحثا عن السلطة والمكاسب المادية.

في حرب أكتوبر كان العدو واضحا وعقيدة الجيش لا تخطأها العين, واليوم أيضا العدو واضح والعقيدة لا تخطأها العين, ولكن شتان.. فالتحولات الكارثية التي شهدتها القوات المسلحة خاصة في عهد قائد الانقلاب العسكري حولت جيشا نظاميا أهدافه واضحة هي الدفاع عن الأرض والبلاد وحماية الشرعية وإرادة الشعب إلى جيش يطبع مع العدو الصهيوني؛ فأصبح صديقا لعدونا وأداة في يد قادته للانقلاب على إرادة المصريين وتهديد أمنهم وترويعهم.

 

التطبيع سافر بين الجيش المصري والعدو الصهيوني, حتى أصبح  من يعارض الممارسات الإسرائيلية الإجرامية في فلسطين أو سيناء محل اتهام وملاحقة من سلطة الانقلاب.

أصبحت القوات المسلحة في عهد السيسي حامية لأمن الكيان الصهيوني,  وقد صرح السيسي نفسه بكل وضوح بأنه لن يسمح بأن تكون سيناء مصدر تهديد لأمن إسرائيل, كما ارتكب العديد من المجازر في سيناء لكي تصبح المنطقة آمنة لا تهدد أمن الكيان الصهيوني, وأراق في سبيل ذلك دماء الآلاف من أبناء سيناء, وأصبح الكيان الصهيوني يخترق الأراضي والأجواء المصرية بتنسيق مع الجانب المصري.

تخلت القوات المسلحة عن مهام حماية البلاد والحدود والأرض وانغمست في السياسة وإدارة البلاد بحثا عن المكاسب السلطوية معتبرة نفسها وصية على الشعب فضربت بإرادة الشعب عرض الحائط، وتدخلت في كل تفاصيل الدولة, لعسكرة مؤسسات الدولة وأدارت وأنشأت الأحزاب والمؤسسات الإعلامية.

وتحولت القوات المسلحة خاصة في عهد السيسي من مؤسسة عسكرية وطنية إلى شركة قابضة تنافس القطاعين العام والخاص فاستولت على كل المشروعات وأزاحت الشركات ورجال الأعمال من السوق فكانت نتيجة ذلك الكساد والتضخم وارتفاع الأسعار وهروب الاستمثارات, وفي المقابل انتفخت جيوب قادة تلك المؤسسة من قوت الشعب, وأهان السيسي القوات المسلحة فحول أفرادها من جنود وضباط نظاميين في جيش كان يحظى باحترام كبير في المنطقة إلى عاملين في محطات الوقود, أو في مصنع مكرونة, أو مزارعين في مزرعة مواشي تابعة للعسكر, أو خدم في الفنادق والنوادي, ما جعل الجيش مادة للسخرية والتندر من قبل المصريين.

حول السيسي الجيش من مؤسسة وطنية يشعر الشعب معها بالأمان إلى ميلشيات مجرمة توجه رصاصها إلى صدور المصريين من أجل السطو على السلطة فاريقت دماء الآلاف في مذابح رابعة والنهضة ورمسيس والمنصة والحرس الجمهورية فضلا عن الزج بالآلاف في السجون العسكرية وتنفيذ أحكام الإعدامات في حق المصريين الرافضين لسطو المؤسسة العسكرية على السلطة.

وبعد ذلك يحتفل من لم يشهدوا الحرب بذكرى الانتصار!

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …