قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن أحد أسباب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي هو عركته مع القمح للاكتفاء الذاتي منه، موضحا أن هذا بدى واضحا مع إعلان “السيسي” عن موت زراعة القمح في مصر، ليتأكد أن القمح كان سلاحاً في المعركة، وسبباً لشن هذه الحرب القذرة، بعد أن أعلنت حكومة هشام قنديل في شهر أبريل 2013 أن مصر على أعتاب الاكتفاء الذاتي من القمح، بعد ارتفاع المحصول إلى ما يقارب عشرة ملايين طن.
وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة “العربي الجديد” اليوم الأربعاء، أن جبهة الحرب على الرئيس محمد مرسي القادم من قلب ثورة يناير حينما ظنت أنها أوشكت على إنجاز مهمتها في إزاحته، مستخدمة كل أساليب وحيل الإنهاك والإحباط. لذا، كان لا بد من حملة لإفساد انتصار القمح، وبدأت القصة بالتشكيك والسخرية من الأرقام المعلنة، ثم حين أكد الفلاحون، أصحاب الشأن، أن ارتفاعاً حقيقياً حدث في الإنتاجية، اتخذت الحرب أساليب أخرى، أكثر انحطاطاً، حتى وصل الأمر إلى أن عصابات شريرة أشعلت الحرائق في مساحاتٍ مزروعة قمحاً بطريق مصر الاسكندرية الصحراوي، فيما ظهرت ملامح هذا المخطط بالكشف عن أشرار آخرين، ينشطون في شراء محصول القمح من الفلاحين وإعدامه، أو إخفائه، كي لا يتم توريده إلى الصوامع الحكومية، ، وذلك عقب إعلان الحكومة عن رفع سعر التوريد، تشجيعاً للفلاحين.
وأوضح قنديل “أنه تم رصد محاولة استدراج نقيب الفلاحين الذي توفي في حادث سيارة بعد ذلك، لكي يظهر على إحدى الشاشات التلفزيونية السامة، ويكذب أخبار الارتفاع المذهل فى إنتاجية القمح. وقبل اللقاء بساعات، ذهب إليه أحد سماسرة هذه الشاشة، ليلقنه ما يجب أن يقول، بحيث ينفي تماماً صحة التقارير الخاصة بزيادة الإنتاج، وكما قال لي أحد شهود الواقعة، فإن السمسار إياه حاول إيهام الفلاح الأصيل بأن من مصلحة مصر ألا يقال إنها ستحقق الاكتفاء الذاتي من القمح، غير أن فطرة الفلاح السوية لفظت هذا الفحيح، وفاجأ الرجل البرنامج بتأكيد معلومة ارتفاع إجمالي محصول القمح، فتغيرت خارطة الحوار إلى محاولة التشكيك في نجاح عمليات التوريد والتخزين”.