قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن القيمة الأبرز للدكتور محمد مرسي، هي التجربة وليس الشخص، من حيث اختيار الشعب لرئيسه لأول مرة في تاريخها، لا فضل لأحدٍ في وصوله إلى الحكم، إلا لأصوات الجماهير وإرادتها، ومن ثم لم يكن مدينًا بفواتير، ومطالبًا بسداد أثمان لأحد، إلا للذين منحوه أصواتهم، فجعلوه رئيساً.
وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة “العربي الجديد” اليوم الثلاثاء- أن “حكايات البديل” التي تغرق الأسواق هذه الأيام، ولا يجد مروجوها غضاضةً، وهم يتحدّثون عن أن اللعبة كلها تدور في الخارج، وإن كان ذلك باستخدام القوى المؤسسية الفاعلة في الداخل، وكأننا بصدد إذعان كامل من جمهور السلطة والمعارضة، معا، لقدر البدائل المتدحرجة من إرادات الخارج، مؤكدا أنها واحدة من أشد اللحظات بؤساً في التاريخ المصري، حين تسود سيكولوجية التعلق بالخارج، استطلاعاً لهلال البديل القادم، أو الاستسلام لمنطق الصراع بين مراكز القوة الفاعلة في الداخل، ولا عزاء للشعب المصري وثورته.
وأوضح أن مشكلة الدكتور محمد مرسي أنه كان أول بديل للحكم يأتي بعيداً عن المواصفات والمقاسات الدولية والإقليمية المطلوب توفرها فيمن يجلس على مقعد الحكم في مصر، الأمر الذي أحدث هزةً عنيفةً لدى المتحكّمين في روزنامة الشروط والمواصفات، في الخارج والداخل، فقرّروا التعامل معه إلى أن يجدوا حلاً لهذا الالتفاف الشعبي، حول ذلك الذي صعدت به ثورة يناير إلى كابينة القيادة.