لماذا غاب شيخ الأزهر عن افتتاح “بيت العائلة الإبراهيمية” في الإمارات؟

 تلك العلاقات بموافقة ومباركة شيخ الأزهر أم أن الأمر يتم دون علمه؟ وإلى متى يظل شيخ الأزهر صامتا (أو حتى موافقا ومباركا) على تمثيل محمد عبد السلام للأزهر رغم أنه ليست له أي علاقة بالمؤسسة سوى أنه متورط في قضايا فساد مالي وفكري وهارب خارج مصر؟”

وتابع أبو العيون: “هل حرص قيادات الأزهر على إقامة علاقات قوية مع منظمات صهيونية متطرفة يعني أن هذه القيادات تُبارك إقامة دولة كبرى للكيان المحتل.. أم ماذا؟”

البيت الإبراهيمي

في فبراير/شباط 2019، وقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان فرنسيس، في أبو ظبي ما سُمي “وثيقة الأخوة الإنسانية”، التي تعدها الإمارات وثيقة تدشين ما سُمي “الدين الإبراهيمي” أو “بيت العائلة الإبراهيمية”

وقيل في تعريفها إنها “تمثّل إعلانا مشتركا يحث على السلام بين الناس في العالم”، و”تهدف إلى أن تكون دليلا للأجيال القادمة لتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل، اعترافا بأننا جميعا أفراد أسرة إنسانية واحدة”

وكان من المقرر افتتاح “بيت العائلة الإبراهيمية” رسميا عام 2022 كما أعلنت الإمارات، ولكنه تأجل إلى فبراير/شباط 2023 لأسباب غير معروفة.

وحرصت صحيفة “العين” الإماراتية في 15 يونيو/حزيران 2021، على تأكيد أن البيت “يحظى بمتابعة وثيقة من كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، وحصل التصميم على مصادقتهما”، وألمحت لافتتاحه له.

لكن شيخ الأزهر شن هجوما على فكرة “الديانة الإبراهيمية” وأكد في الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس “بيت العائلة المصرية”، في 8 نوفمبر 2021 أنها “أضغاث أحلام”، منتقدا فكرة التطبيع عبرها.

وقال إن الدعوة إلى توحيد الدين دعوة “أقرب لأضغاث الأحلام منها لإدراك حقائق الأمور وطبائعها”، لأن “اجتماع الخلق على دين واحد أمر مستحيل في العادة التي فطر الله الناس عليها” وشدد الطيب على أن “احترام عقيدة الآخر شيء والإيمان بها شيء آخر”

ورأى أن الدعوة لـ”الإبراهيمية تبدو في ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات، وهي في الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار”

وعقب هجوم شيخ الأزهر علي فكرة “الإبراهيمية”، والذي بدا خلاله أنه يفرق بين “وثيقة الإخوة الإنسانية” بين الأزهر والفاتيكان فقط، وبين “البيت الإبراهيمي” الذي يضم اليهود والإسرائيليين أيضا، انبرى مستشاره السابق عبد السلام للدفاع عنها.

ورأى عبد السلام أن الربط بين ما يسمى “الدين الإبراهيمي”، ومبادرة “بيت العائلة الإبراهيمية” التي تشرف عليها “لجنة الأخوة الإنسانية” (هو أمينها العام حاليا)، “ما هو إلا محاولة مغرضة وزائفة لاستهداف هذا المشروع النبيل!”

وقال في مقاله “بيت العائلة الإبراهيمية.. حوار وتعايش لا اندماج وانصهار” المنشور على موقع “العربية نت” في 12 يناير/كانون الثاني 2022 إن “ما يجرى الترويج له على أن المبادرة هي محاولة لدمج جميع الديانات الإبراهيمية، أبعد ما يكون للحقيقة”

وزعم أن “بيت العائلة الإبراهيمية رمز لاحترام التنوع الديني وخصوصياته، وليس محاولة لإذابة الفوارق والاختلافات بين الأديان أو محو الهوية المتفردة لكل دِين”

وهو ما بدا أنه محاولة من عبد السلام، عبر منصبه في الإمارات، لتوريط شيخ الأزهر والتمهيد لتشجيعه على المشاركة في افتتاح “بيت العائلة”، وهو ما لم يحدث ولم يشارك الشيخ فيه.

من جهته، هاجم عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين، محمد عبد الحفيظ، مستشار شيخ الأزهر السابق وألمح إلى أنه “يسعى لتوريط الشيخ في التطبيع مع إسرائيل”

ووصف عبد الحفيظ، في مقال نشره بصحيفة “الشروق” المصرية في 30 يناير 2022 مقال “عبد السلام” بأن “محاولة لخلط الأوراق، والتشويش على الهدف المستتر من تأسيس ما يسمى البيت الإبراهيمي بالعاصمة أبو ظبي”

وحذر من أن “حضور الإمام الطيب حفل افتتاح البيت الإبراهيمي الذي من المتوقع أن يشارك فيه مسؤولون ورجال دين إسرائيليون، سيضعه في خانة المساهمين في خطة تسويق التطبيع مع دولة الاحتلال”

وقال عبد الحفيظ، إن “حضر الطيب تلك الفعالية، فخطؤه لا يقل فداحة عن خطيئة السماح بإقامة احتفالية لإحياء ذكرى الهولوكوست بأحد فنادق القاهرة”، في إشارة لاستضافة السفارة الأميركية بالقاهرة فعالية إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست في 24 يناير 2022.

وتوثقت علاقة شيخ الأزهر بحكام الإمارات مع ترأسه “مجلس حكماء المسلمين” الذي انطلق من أبو ظبي في 2014، كمؤسسة إسلامية أنشئت لـ”سحب البساط” من اتحاد علماء المسلمين الذي كان يرأسه الشيخ الراحل يوسف القرضاوي.

شاهد أيضاً

بريطانيا: نحتاج 10 سنوات للتحضير لمواجهة روسيا عسكريا

في تقرير إعلامي نشرته “ديلي ميل” البريطانية، حذر قائد عسكري بريطاني كبير من تدمير قوي …