قال وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، ورئيس حزب “يسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على غزة وتهجير سكانها يمكن تنفيذها في حال فتحت مصر أبواب سيناء لاستيعابهم. كما استخدم لغة التهديد، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمتلك أدوات ضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
في حديث للقناة 12 العبرية، مساء أمس، وقبيل تهديد ترامب الثاني بـ “الجحيم”، قال ليبرمان، أحد أقطاب المعارضة في إسرائيل، إن تهديد حماس أمس بتعليق صفقة التبادل جديّ، مدعيًا أنها تريد التأكد من التزام إسرائيل بالمرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضاف: “إذا استمرت الأزمة حتى السبت، فعلينا إغلاق معبر رفح، الذي يخرج منه يوميًا جرحى “حماس” للعلاج في الخارج، ووقف جميع المساعدات، بما في ذلك الماء والغذاء، واحتلال محور فيلادلفيا فورًا. “حماس” تفعل ذلك لأنها تدرك أن إسرائيل لا تنوي تنفيذ المرحلة الثانية”
إمكانية وقف الحرب
عند سؤاله عن النقاش الدائر في إسرائيل بين اليمين وبقية المجتمع حول إمكانية وقف الحرب مقابل استعادة جميع الرهائن، قال: هذا ليس نقاشًا بين اليمين وبقية الجمهور، بل بين من يضعون مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الدولة.
لقد رأينا حالة الرهائن والمعاناة التي كابدوها في الأسر خلال عملية التبادل الأخيرة، وكانت هناك مشاهد تذكرنا بصور اليهود في المحرقة.
قال أن سموتريتش أيضًا مسؤول عن بقاء “حماس”، بسبب موافقته على إدخال كميات كبيرة من المساعدات التي تستخدمها حماس لتعزيز قوتها. الأولوية القصوى الآن هي استعادة الرهائن، لأن الجيش الإسرائيلي مكبل الأيدي”
وعن الضمانات الدولية لعدم استئناف الحرب، قال ليبرمان: “حماس لا تلتزم بالاتفاقات ولا تحترمها، وهي تعمل على إعادة ترميم قدراتها العسكرية وإنتاج السلاح مجددًا”
وعما يتعلق بزيارة نتنياهو إلى واشنطن، حيث وصفه البعض بأنه “استُقبل استقبال الملوك”، سُئل ليبرمان عن تقييمه لهذه الزيارة ومدى توافق خطة ترامب مع رؤيته، فأجاب: “هناك سوء فهم. في أكتوبر 2023، كنت أول من تحدث عن فكرة إخلاء غزة. مع كل الاحترام، هذا ليس ترانسفير، ولا تهجيراً قسرياً، بل هو حق أساسي لكل شخص في اختيار مكان إقامته. علينا أن نطلب من مصر فتح الأبواب أمام الغزيين، وعندها سيغادر 90% منهم طواعية
وعند سؤاله عن سبب رفض الفلسطينيين مغادرة غزة، وأي أدوات ضغط يمكن أن تمارسها إسرائيل على مصر، قال ليبرمان: “لدينا أدوات ضغط. لا أتحدث عن الأردن أو مخاطر زعزعة الاستقرار هناك. سيناء أكبر من إسرائيل بـ 170 مرة، ويمكنها استيعاب الغزيين، وبمجرد فتح البوابات، سيحدث ذلك”
أدوات الضغط على السيسي
أما لماذا على الرئيس السيسي أن يقبل بهذا الطرح، فقد أجاب ليبرمان: “السيسي مدين لنا. لولا مساعدتنا، لما تمكن من السيطرة على الجماعات الإسلامية في سيناء. إسرائيل أنقذت نظامه عامي 2017 و2018، حينما كنت وزيرًا للأمن، وقدّمنا مساعدات عسكرية لمصر”
وعندما سئل إن كان السيسي سيوافق على استيعاب نصف مليون غزي في سيناء، قال ليبرمان: “السيسي يتلقى مساعدات عسكرية ومالية كبيرة من الولايات المتحدة. في كل مرة كان الكونغرس يتحدث عن حقوق الإنسان في مصر، كان السيسي يطلب منا التدخل لدى واشنطن لضمان استمرار المساعدات.
لذلك نحن نملك أدوات ضغط كافية عليه. كل ما علينا فعله هو مطالبته باحترام حق كل إنسان في التنقل واختيار مكان إقامته. كما أن هناك 300 ألف غزي يعيشون في مصر، ومن حقهم لم شمل عائلاتهم هناك
وعند سؤاله إن كان يرى خطة ترامب قابلة للتنفيذ، أجاب ليبرمان: “نعم، إذا أصررنا على أن تفتح مصر أبوابها أمام الغزيين. ثانيًا، فإن أهمية تصريحات ترامب تكمن في أنها تُطبع فكرة التهجير وتضفي عليها الشرعية”.
وفي ما يتعلق بعدم خروج الإسرائيليين إلى الشوارع، رغم عودة بعض الأسرى في حالة صحية سيئة، وقرار نتنياهو البقاء في واشنطن داخل فندق فاخر، أجاب ليبرمان: “نتنياهو فضّل البقاء في فندق فاخر مع زوجته، بينما تعيش إسرائيل في واقع صعب، والمخطوفون ما زالوا في الأنفاق. لقد أدهشني سلم أولوياته. لم يحقق أي مكاسب حقيقية”