كشف شريط مسجل عن دعم دول غربية للجنرال الليبي خليفة حفتر. الشريط المسرّب يقدم الدليل على تنسيق بريطاني وفرنسي وأمريكي لغارات جوية ضد قوى إسلامية من قاعدة «بنينا» الجوّية قرب بنغازي في شرق ليبيا.
وتؤكد الأشرطة المسجلة التي كشفها موقع «ميدل أيست آي» تقارير سابقة عن وجود مركز للعمليات الدولية يساند قوات حفتر، في حملته للسيطرة على شرق ليبيا من المجموعات التي يصفها بالمتطرفة.
وسيثير هذا الكشف جدلاً حول التناقض بين الدعم السياسي الذي تعلنه هذه الدول لحكومة طرابلس الشرعيّة، والدعم العسكري الذي تقدمه للجنرال الذي يعتبر كل من يخالفونه «إرهابيين».
ويكشف هذا التقرير أيضاً أن حظر السلاح الذي فرض على ليبيا في عام 2011 بقرار من مجلس الأمن الدولي لا يتمّ الالتزام به، كما يؤكد ما تحدث عنه مراقبون دوليون عن شحنات من مصر وتركيا والإمارات والسودان للمجموعات العسكرية والسياسية الليبية المتنازعة، وعلى رأسها قوات حفتر، التي هدد الاتحاد الأوروبي بشملها بالحظر لمحاولاتها إضعاف الحكومة المدعومة دوليا.
وكانت «ميدل ايست آي» قد كشفت في مارس/ آذار الماضي أن عناصر من القوات الخاصة البريطانية «إس إيه إس» تدعمها قوة أردنية تعمل في ليبيا ضد تنظيم «الدولة».
وتشمل التسجيلات محادثات بين طيارين ومراقبين جويين، باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية. ويسمع في التسجيلات صوت طيار يتحدث بلهجة إنكليزية يقول «آسكوت 9908… أريد فقط إبلاغكم أننا على اتصال بمطار بنغازي». وأما المحادثات بالفرنسية والإيطالية فكانت في معظم الأوقات توجيها للحركة الجوية من غرفة التحكم.
ومن الجدير بالملاحظة أن الجماعات التي يستهدفها حفتر لا تتبع تنظيم «الدولة الإسلامية»، وليست قريبة منه.
وكان حفتر شخصية عسكرية مهمة في جيش القذافي ولكنه بعد ذلك نفي إلى الولايات المتحدة وعاد خلال ثورة 2011. واتهم بأن له صلات مع وكالة المخابرات المركزية، كما له طموحات رئاسية.
هذا ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية التعليق على الوثائق المسربة، كما امتنعت وزارة الدفاع الفرنسية عن التعليق.