كشف تقرير مطول نشره مشروع الشرق الأوسط للبحوث والمعلومات (MERIP) عن تدفقات ضخمة وغير مشروعة للذهب من مالي إلى الإمارات، وبالتحديد دبي، وهي تدفقات يقول المشروع إنها لم تمر على الحكومة المالية، ومعظمها قادم مما يعرف بـ”المناجم الحرفية”، والتي لا تسيطر باماكو على معظمها.
وأوضح التقرير، أن مالي تشهد طفرة في إنتاج الذهب، مع ارتفاع أسعاره عالميا، حيث تضاعف الإنتاج الصناعي لمالي، وهي تقترب الآن من 70 طنا منتجا من الذهب سنويا.
وحل الذهب محل القطن باعتباره أكبر صادرات مالي، وأصبح البلد ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا.
وفي حين أن هذه الأرقام يجب أن تترجم إلى زيادة ضخمة في إيرادات الحكومة المالية التي تعاني من ضائقة مالية، فإن حصة هائلة من الذهب في مالي تختفي من البلاد من خلال التدفقات غير المشروعة، بحسب التقرير.
ويضيف المركز أن هناك الذهب الذي تنتجه الشركات الصناعية العالمية في مالي، وهو خاضع للضريبة ويمكن تتبعه، لكن هناك كميات ضخمة من الذهب تنتج أيضًا من قبل عمال المناجم الحرفيين، الذين يتدفق معظم إنتاجهم من البلاد عبر شبكات سرية تتهرب من الضوابط التنظيمية أو المالية للدولة.
وبحسب التقرير، يبدو أن الوجهة الأساسية للذهب الحرفي المهرب من مالي هي الإمارات العربية المتحدة.
ويردف: “بكل الأدلة، فإن الذهب الذي يلمع في أسواق دبي هو نتاج شبكة معقدة من الشبكات الإجرامية والجماعات الإرهابية والأنظمة التي تستخدم هذا الذهب المستخرج يدويًا لغسل أموالها”.
ووفقًا للإحصاءات المالية الرسمية، يتم إنتاج غالبية الذهب في مالي بواسطة شركات صناعية تقع في 13 موقعًا عبر المناطق الجنوبية والغربية من البلاد.
ووفقًا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة “Comtrade“، وهي أداة تجميع عبر الإنترنت لإحصاءات التجارة الدولية، اشترت الإمارات ما يقرب من 81 طنًا من الذهب من مالي في عام 2019.
وبالمقارنة، في نفس العام، أفادت الحكومة المالية بتصدير نصف طن فقط إلى الإمارات، والفارق يبدو هائلا بالفعل.
ويقول التقرير إنه من بين منتجي الذهب الأفارقة، لا تمثل مالي استثناءً. فمنذ عام 2016، سجلت الإمارات شحنات ذهب من عدة دول أفريقية، بما في ذلك ليبيا وغانا والسودان وتنزانيا، أكثر مما أفادت تلك الدول بالتصدير.
باختصار، بدأ الذهب من مناطق الصراع في شرق ووسط إفريقيا مؤخرًا في إغراق أسواق دبي، ويُعتقد أن تهريب الذهب من مناطق الصحراء والساحل في إفريقيا أكبر بكثير من تهريبه من المناطق الأخرى في القارة، بحسب التقرير.