أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل توافق على وقف إطلاق النار مع لبنان، وذلك في مؤتمر صحافي عقده مساء الثلاثاء وتحدث خلاله للجمهور الإسرائيلي، وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، على وقف إطلاق النار في لبنان بدءا من الرابعة فجر الأربعاء.
وجاء في بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن الكابينيت صادق على “مقترح الولايات المتحدة بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وذلك بتأييد 10 وزراء ومعارضة واحد”، وذكر البيان أن “إسرائيل تقدر مساهمة الولايات المتحدة في هذه العملية، بينما أكدت على حقها في التصدي لأي تهديدات أمنية تواجهها”
وقال نتنياهو إن إسرائيل توافق على وقف إطلاق النار في لبنان تحقيقًا لثلاثة أهداف رئيسية: أولها “التركيز على التهديد الإيراني” الذي يعتبره التهديد الرئيسي لإسرائيل. ثانيًا، “إعادة تنشيط القوات” والتغلب على القيود المفروضة على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، وأخيرًا، “فصل جبهة غزة عن جبهة لبنان” و”عزل” حركة حماس.
وشدد نتنياهو، على أن وقف إطلاق النار ومدته “يعتمد على ما يحدث في لبنان”، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيهاجم كلما سجل انتهاكا للاتفاق، وقال “نحن نحتفظ بحرية العمل (العسكري) بالكامل، إذا قام حزب الله بتسليح نفسه سنهاجم، وإذا بنى بنية تحتية بالقرب من الحدود سنهاجم”
وتابع: “في غزة، قمنا بتفكيك كتائب حماس، وقتلنا نحو 20 ألف مقاتل، وقضينا على السنوار والضيف وباقي قيادات التنظيم.
كما أعدنا 154 من الرهائن، ونحن ملتزمون بإعادة جميع الرهائن المتبقين، البالغ عددهم 101، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا، وإنهاء معاناة عائلاتهم. نحن ملتزمون أيضًا باستكمال القضاء على حماس”
وأكد نتنياهو: “في الضفة الغربية، نقضي على مئات المسلحين، وندمر البنى التحتية ونعمل في كل معاقلهم. لا يوجد مكان لا نصل إليه”
أما على جبهة اليمن، قال: “هاجمنا بقوة ميناء الحديدة الذي يستخدمه الحوثيون، وهو ما لم تفعله حتى التحالفات الدولية من قبل”.
وعن العراق، صرّح: “أحبطنا العديد من الهجمات بواسطة الطائرات المسيرة، وما زلنا نواجه تحديات هناك”
وأشار نتنياهو إلى الجبهة السورية، قائلاً: “نُحبط بشكل منهجي محاولات إيران وحزب الله وجيش النظام السوري لنقل الأسلحة إلى لبنان. على (رئيس النظام السوري، بشار) الأسد أن يدرك أنه يلعب بالنار”
واختتم حديثه قائلاً: “في العام الماضي، تغير الشرق الأوسط بشكل جذري واجهنا هجومًا على سبع جبهات ورددنا بقوة نحن نعيد تشكيل المنطقة بفضل جنودنا وصمودكم، وإدارة حازمة وذكية للحرب.
قلت مرارًا: الاتفاق الجيد هو الاتفاق الذي يتم فرضه وسنفرضه سنرسخ الأمن، وننمي الشمال، وسنواصل حتى النصر”
الاتفاق الكامل بين إسرائيل ولبنان
وينص الاتفاق على ما يلي وفق صحف إسرائيل:
- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية لن تقوم بأي عمل هجومي ضد إسرائيل.
- إسرائيل، بدورها، لن تنفذ أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك من البر والجو والبحر.
- تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.
- هذه الالتزامات لا تنفي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حق الدفاع الذاتي.
- القوات الأمنية والعسكرية الرسمية للبنان ستكون الجهة المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو استخدام القوات في جنوب لبنان.
- كل بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المتعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية.
- سيتم تفكيك جميع المنشآت غير القانونية المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد المتعلقة بها.
- سيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، وستتم مصادرة أي أسلحة غير قانونية لا تتماشى مع هذه الالتزامات.
- سيتم تشكيل لجنة مقبولة من إسرائيل ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
- ستقوم إسرائيل ولبنان بالإبلاغ عن أي انتهاك محتمل لهذه الالتزامات إلى اللجنة وقوة “يونيفيل” (القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان).
- ستنشر لبنان قواتها الأمنية الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود، ونقاط العبور، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية وفقاً لخطة الانتشار.
- ستقوم إسرائيل بسحب قواتها تدريجيًا من الجنوب باتجاه الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يومًا.
- ستدفع الولايات المتحدة لمفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان من أجل التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود البرية.
نشر قوة أميركية
وقد ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن التسوية تشمل نشر قوة أميركية على الأرض في الجنوب اللبناني على المدى القصير لمراقبة تنفيذ الاتفاق، على أن يتم في المستقبل القريب تشكيل لجنة دولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق، فيما سيعمل الجيش اللبناني على تفكيك المنشآت العسكرية لحزب الله
ووفقا للصحيفة، فإن “إسرائيل تحتفظ بحرية الرد على أي خرق دون الحاجة إلى مصادقة على أي عمل ضد الخروقات”
نص ملحق “الضمانات الأميركية”
ونشرت القناة 13 الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، تفاصيل ما أسمته بـ “وثيقة الضمانات الأميركية”، التي أُبرمت بين واشنطن وتل أبيب كملحق بين الجانبين لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان.
ويحدد الملحق الإسرائيلي-الأميركي التفاهمات الأمنية بين الجانبين، بما في ذلك “منح إسرائيل حق الرد على أي تهديدات قد تنشأ من الأراضي اللبنانية”، على أن تدعم واشنطن “احتفاظ إسرائيل بحقها في التحرك ضد أي انتهاكات في جنوب لبنان في أي وقت”
وتتضمن بنود ملحق “الضمانات الأميركية” ما يلي:
- إسرائيل والولايات المتحدة تعتزمان تبادل معلومات استخباراتية حساسة تتعلق بالانتهاكات، بما في ذلك أي اختراق لحزب الله في صفوف الجيش اللبناني.
- يحق للولايات المتحدة مشاركة المعلومات التي قدمتها إسرائيل مع أطراف ثالثة متفق عليها (الحكومة اللبنانية و/أو اللجنة) لتمكينهم من التعامل مع الانتهاكات.
- الولايات المتحدة ملتزمة بالتعاون مع إسرائيل لكبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في لبنان، بما في ذلك منع نقل الأسلحة والمساعدات أو أي أنشطة أخرى تنطلق من الأراضي الإيرانية.
- تعترف الولايات المتحدة بحق إسرائيل في الرد على التهديدات القادمة من الأراضي اللبنانية وفقًا للقانون الدولي.
- في المنطقة الجنوبية (اللبنانية)، تحتفظ إسرائيل بحقها في التحرك ضد أي انتهاكات للالتزامات في أي وقت.
- خارج المنطقة الجنوبية، تحتفظ إسرائيل بحقها في التحرك ضد تطور أي تهديدات تستهدفها إذا كانت لبنان غير قادرة أو غير راغبة في إحباط هذه التهديدات، بما في ذلك إدخال أسلحة غير قانونية إلى لبنان عبر الحدود والمعابر.
- إذا قررت إسرائيل اتخاذ مثل هذه الخطوات، ستبلغ الولايات المتحدة بذلك كلما كان ذلك ممكنًا.
- ستُنفذ الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق لبنان لأغراض استخباراتية ومراقبة واستطلاع فقط، وستُنفذ بطريقة لا تكون مرئية للعين المجردة قدر الإمكان، ودون كسر حاجز الصوت.