وقع صحيفة “هآرتس” صباح اليوم نص مقابلة أجرتها مع الرئيس الإسرائيلي الصهيوني السابق شمعون بيريز الذي توفي قبل أيام، عندما كان وكيلا لوزارة الحرب الإسرائيلية عام 1959.
وقال بيريز في المقابلة التي أجريت معه وعمره لم يتجاوز السادسة والثلاثين، إن العرب والدول العربية وحكامها لا يعنونه مطلقا.
وأضاف: “مزاج ناصر (الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر) وقاسم ( رئيس الوزراء العراقي عبد الكريم قاسم) يجب ألا يؤثر على سلوكنا، يحق للعرب وقادتهم أن ينشغلوا بأنفسهم فقط وليس بنا”.
وشدد بيريز على وجوب عدم التطلع لبناء علاقات مع العرب والاكتفاء ببناء العلاقات مع القوى العظمى، حيث قال: “يتوجب علينا أن نحرص على تعزيز علاقاتنا مع الدول العظمى، بحيث تتطور من عام إلى آخر، العرب لا يعنونني”.
وأوضح بيريز خلال المقابلة على أنه يؤيد إقامة “إسرائيل الكبرى”، مشددا على أنه معني بأن تكون إسرائيل “كبيرة في الجغرافيا وكبيرة في التكنولوجيا والمنعة العسكرية والاقتصادية”.
وأضاف: “السودان أكبر من بلجيكا من حيث المساحة عشرات المرات، لكن لاحظ أين ترفرف بلجيكا وأين تختبئ السودان، والهند أكبر من بريطانيا عشرات المرات، لكن بريطانيا هي الدولة العظمى”.
وألمح بيريز في المقابلة إلى قرب تشغيل إسرائيل مشروعها النووي، الذي لعب الدور الرئيس في بلورته وتدشينه، حيث قال: “المؤسسة الأمنية ستقدم عما قريب على تحقيق إنجاز يسهم في تحسين المنعة الاستراتيجية للأمة بشكل غير مسبوق”.
من ناحيته، أعاد الصحفي أمير أورن، إلى الأذهان أن بيريز كمدير عام لوزارة الحرب كان أكثر المتحمسين للحرب التي شنتها إسرائيل على مصر عام 1956، حيث إنه هو الذي نجح في إقناع كل من بريطانيا وفرنسا بالمشاركة في الحرب إلى جانب إسرائيل.
وفي مقال نشرته صحيفة “هآرتس” أمس، نوه أورن إلى أن شخصية بيريز انطوت على تناقضات داخلية كبيرة جدا، مشيرا إلى أن ما وجهه دوما “هو تقديره للمصلحة القومية لإسرائيل”.
إلى ذلك، انتقد وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لقيامه بمصافحة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أثناء جنازة بيريز.
وكتب بينيت على صفحته على “فيسبوك” قائلا: “قبل السماح لعباس بالمشاركة في جنازة بيريز كان عليه أن يعمل على وقف الجنازات الأخرى”، متهما إياه بتشجيع “الإرهاب” لأن السلطة تقوم بدفع مستحقات مالية لعوائل الشهداء.