نتائج لا علاقة لها بالمقدمات، وقرارات لا علاقة لها بالنتائج، وخطوات إجرائية على الأرض تبعد عن القرارات ما بين السماء والأرض، تلك هي الحالة العبثية التي نعيشها في مصر الآن .
السيسي يعلن عن اضطرارنا للشرب من مياه الصرف الصحي، بينما يشرب هو أغلى أنواع المياه المعدنية .
ويحدثنا عن فقر البلاد وشح الموارد وضرورة أن يُصَبِّحَ الغلبان على مصر بجنيه، وفي اليوم التالي يتم صرف مبلغ كبير للقضاة بواقع ستة آلاف جنيه لكل قاضٍ .
يحدثوننا عن ضرورة فرض ضرائب جديدة على الشعب بهدف زيادة موارد الدولة، ويتنازلون عن 7 مليارات جنيه استحقاقات ضريبية على نجيب ساويرس .
حدثونا عن القناة السويس الجديدة التي ستأتي بالمن والسلوى للشعب المصري؛ فإذا بدخل القناة ينخفض عن مثيله في السنوات السابقة .
حدثونا عن مؤتمر اقتصادي سيجلب لنا المليارات فوق المليارات، والمشروعات فوق المشروعات، وعن مشاريع تحت الأرض لا يعلم بها كثير من الناس، وأخرى فوق الأرض لا ينكرها إلا كل جاحد من الناس، والناس بعد كل ذلك لا يجدون إلا قبض الريح وطحن الهواء.
يبشرنا بيده التي ستحنو على الشعب، والشعب لا يجد غير يدٍ ثقيلة تنزل على أم رأسه كل يوم بضربة تدع الحليم حيرانا .
وكلما اشتدت وطأة الغلاء والبطالة على الناس خرج الإعلام علينا بالهجوم على الإخوان المسلمين وعلى حماس لكونهما سبب الكوارث التي تحل بمصر ليل نهار .
وصلت الاستهانة بأرواح الناس وكرامتهم وحريتهم حدا لا يُطاق .
وصار تلفيق الاتهامات للناس أسهل من الشهيق والزفير، ولا تطرف عين مسئول واحد لاتهام بريء أو إعدام مظلوم .
لا أدري هل نسي هؤلاء أن لهم ربا سيقفون أمامه يوما ما؟
هل ينام أمثال هؤلاء ويغمض لهم جفن بعد أن يجبروا بريئا على الاعتراف بجريمة هم صانعوها؟
هل من رجل رشيد بين هؤلاء القوم يمنعهم من الكارثة التي يقودون البلاد إليها ؟
هل من صحوة ضمير لمن يؤيدونهم، ليصرخوا في وجوههم: كفى !
هل من عقلاء ينهضون ليمنعوا انهيار البلاد على رؤوس الجميع؟
الرضا بما يحدث من كوارث للبلد جريمة .
والسكوت خوفا من بطش الطاغية جريمة .
والوقوف على الحياد بين الظالم والمظلوم جريمة .
لا تظن أنك ستنجو بسكوتك، لا تظن أن كلمة حق أمام سلطان جائر ستمنعك رزقا أو تنقص لك عمرا .
روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: “ما من قومٍ يُعمَلُ فيهم بالمعاصي، ثمَّ يقدِرون على أن يُغيِّروا ، ثمَّ لا يُغيِّروا إلَّا يوشِكُ أن يعُمَّهم اللهُ منه بعقابٍ” صحيح أبي داود .