أبرزت مجلة “ذا نيشن” الأمريكية، الجدل الواسع في مصر, على خلفية إعلان أن جزيرتي “تيران وصنافير” سعوديتان.
وقالت المجلة في مقال لها أمس الاربعاء, إن هناك موجة غضب تفجرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد ما اعتبره نشطاء مصريون تنازلا عن جزيرتي تيران وصنافير.
وتابعت ” خرجت أيضا مظاهرة صغيرة في القاهرة, أُلقي القبض على عدد من المشاركين فيها”, حسب تعبيرها.
واستطردت المجلة “هناك من أكد تبعية الجزيرتين لمصر, لأنه في أوائل القرن العشرين, أكدت مصر أحقيتها في الجزيرتين, استنادًا إلى ترسيم للحدود وضعه العثمانيون”.
وتابعت “وقوع الجزيرتين على جانبي مضيق تيران الذي يتحكم في حركة الدخول إلى خليج العقبة، أكسبهما أيضا أهمية استراتيجية مع افتتاح قناة السويس عام 1869”.
وتحدثت المجلة عن عدد من مؤشرات الغضب الشعبي الواسع في مصر, مشيرة إلى انتشار هاشتاج “عواد باع أرضه”, والذي يشير إلى شخصية ظهرت في أحد الأفلام.
وأوضحت المجلة أن هذا الهاشتاج جذب نحو 128 ألف تغريدة عبرت عن الاستياء والسخرية في الوقت ذاته.
كما أشارت إلى تغريدة الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف, التي سخر فيها مما حدث بموضوع الجزيرتين, وتشبيهه بالأوكازيون, قائلا :” “اشتري واحدة، تحصل على الأخرى مجانا”، وقوله أيضا :”الجزيرة بمليار، والهرم بمليارين, وعليهم تمثالين هدية”.
وتابعت المجلة ” الخبير الدستوري المصري محمد نور فرحات أكد أيضا أن الحكومة لا تمتلك سلطة التنازل عن الأرض بموجب المادة 151 من دستور 2014 “.
وخلصت “ذا نيشن” إلى أن النظام المصري أصبح في مأزق كبير, خاصة في ظل الغضب الشعبي المتصاعد إزاء موضوع الجزيرتين, حسب تعبيرها.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”, قالت أيضا إن كثيرين في مصر ما زالوا تحت وطأة الصدمة من القرار الذي أصدرته حكومتهم حول أن جزيرتي “تيران وصنافير” سعوديتان.
وأضافت “بي بي سي” في تقرير لها في 11 إبريل, أن الغضب الشعبي الواسع من هذا القرار, ظهر بوضوح في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابعت ” بعض المصريين تحدثوا عن بيع الجزيرتين, وليس ترسيم الحدود, فيما اعتبر البعض الآخر هذا القرار انتهاكا صارخا للدستور, بينما ذهب فريق ثالث إلى القول إن ما حدث دليل على ضعف الدولة”.
وأشارت “بي بي سي” إلى أن الأمر الذي لفت الانتباه في هذا الصدد, هو مسارعة بعض الإعلاميين المحسوبين على السلطة لتبرير القرار.
واستطردت “هذا التبرير استفز عددا من النشطاء على فيسبوك, الذين أطلقوا تغريدة ساخرة قالوا فيها : إذا باعهما (الجزيرتين) مرسي، فهما مصريتان, وإذا باعهما غيره، فهما سعوديتان”.
يُذكر أن جزيرتي صنافير وتيران هما مدخل إسرائيل الوحيد لخليج العقبة، وعندما أغلقتهما مصر في حرب الأيام الستة المعروفة بـ “نكسة 67” , شنت إسرائيل عدوانها في 5 يونيو عام 1967.
وقال الفقيه الدستوري المصري محمد نور فرحات :”إنّ جزيرتي تيران وصنافير مصرية، لأنّ هناك وثيقة قانونية مبرمة في عام 1906 تؤكد أنّ تيران وصنافير ضمن حدود الدولة المصرية، ومنشورة في محيط كتاب الشرائع، فضلاً عن أنّ وثيقة الباب العالي تؤكد أنّ تيران مصرية”.
وأضاف فرحات خلال لقائه ببرنامج “ساعة من مصر”، المذاع على قناة “الغد” الإخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أنّه “لم يَحدث في تاريخ الدولة أنّ تطوع الحكومة بإصدار بيان تؤكد فيه بأحقية دولة أخرى في إقليم متنازع عليه، وذلك في إشارة إلى ما قامت به حكومة المهندس شريف إسماعيل بإصدار بيان تؤكد فيه أنّ جزيرتي تيران وصنافير تابعتان للمملكة العربية السعودية”.
وتابع ” كان يجب على الحكومة اللجوء إلى التحكيم الدولي، وليس إصدار بيان”. واستطرد فرحات ” جزيرتا تيران وصنافير كان يجب عرضهما على الشعب المصري للاستفتاء أولا، وفي حالة الموافقة يتم عرض قضية الجزيرتين على مجلس النواب وفقًا للمادة 151 من الدستور الحالي، مؤكدًا “أنّ الرئيس لا يملك التنازل عن شبر واحد من أرض مصر”.
وأضاف فرحات “الدولة المصرية انفردت بقضية الجزيريتن دون إطلاع الشعب المصري على ما دار في الغرف المغلقة بين الجانبين السعودي والمصري”، قائلا :” إن مسألة التنازل عن الجزيرتين خاصة بالكرامة المصرية”.
كما ذكرت تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي أن جزيرتي “تيران وصنافير” من الجزر المصرية التابعة للمحميات الطبيعية بمحافظة جنوب سيناء, وأن جزيرة “تيران” تبعد نحو 6 كم من ساحل سيناء الشرقى, فيما تقع جزيرة “صنافير” غرب جزيرة تيران، وعلى بعد نحو 2.5 كم منها, يوجد خليج جنوبى مفتوح يصلح كملجأ للسفن عند الطوارئ.