هل فكّر العرب مرة كيف يحلون مشكلتهم مع «حماس»، ويوحدون إستراتيجياتهم تجاه فلسطين؟
إن تمدد إيران في المنطقة العربية واحتلالها لجغرافيتها إنما تم بانتهاج سياسات إستراتيجية خاصة من بعض دول النظام العربي وانخداعه بالوعود الأمريكية والمكر الصهيوني، و ليس لـ«حماس» دخل في مشروع إيران التمددي، فهناك دول ترعاه إستراتيجياً كروسيا والصين و دول كبرى تتفاهم معه كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، و دول تشتبك معه! وفق قانون الاشتباك، كالكيان الصهيوني وبعض دول الخليج!
والحل لمن يريد الحل هو بأن يستفيق النظام العربي من غيبوبته الإستراتيجية والعقدية، ويوحد الصفوف لمواجهة ليس إيران فقط، وإنما لحرب محتملة في لبنان، ولاحتمالات حرب عالمية قادمة لا نعلم نتائجها سوى أنها ستكون نهاية العرب، وكما في الحديث: «ويل للعرب من شر قد اقترب!»، بدلاً من تحميل «حماس» مشكلة الأخطاء الإستراتيجية للنظام العربي طيلة عقود ماضية.
هي حرب مفروضة على الفلسطينيين منذ احتلال البريطانيين لفلسطين وتسليمها لليهود عام 1917 وانتصارهم على العرب! عام 1948م،
و«حماس» ليست نبتة تختلف عن قوافل الحركات والمجاهدين في فلسطين منذ العشرينيات من القرن الماضي إلى اليوم، و إفاضة الأقلام الغاضبة والدعاية الخطَّاءة ضد «حماس» وشعب غزة، في هذه اللحظات ما هو إلا عبث فكري يصب لمصلحة الكيان الصهيوني ويكبّر الحظ الإيراني.
إن ثمن التحرر من المحتل «الإسرائيلي» لا بد من دفعه، فهناك تاريخ من شعوب تحررت بملايين الشهداء والقتلى والحرب والدمار للبنى التحتية في جغرافيتها، فـ«حماس» لا تستطيع أن تمنع إيران أو الولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني أو النظام العربي من ممارسة *استثمار حالة الحرب المنعقدة،* فهذا ليس بيدها، وإنّ «حماس» انتظمت في المحور الإيراني الذي رفع شعار المقاومة لأنه الخيار المتوافر للبقاء والاستمرار ولإبقاء القضية الفلسطينية حية بين الناس والعالم كما شاهدناه بعد «طوفان الأقصى».