محمد عبد الحميد حمام: تغيير القناعات

انعقد مجلس للصلح, والذى افتقدناه في مجتمعنا المصري, وكان بغية الحضور قسمة المبلغ وعدم الظلم. الأطراف متخاصمة، والنزاع على أشده، والاخوة متخاصمون، منقسمون.  المال في يد أحدهم، قد استولى عليه، وتعددت آراؤهم؛ منهم من يجد أن المال من حق من استولى عليه فهو الأكبر والذى يفكر فى مصلحة الجميع (سذاجة)، ومنهم من يتكلم مدعيا الفهم والذكاء.

كبير المجلس يرى أنه لابد من الإصلاح حتى يفتخر بأنه صاحب الفضل في تصالحهم, وليعلم الجميع أن رئاسة مجلس التصالح ليس بالأمر السهل, وأن جلوس المتخاصمين في مكان واحد كان من الصعوبة بمكان.

كل ذلك هو مافى مفهوم كبير المجلس الذى يدعى الذكاء والمكانة الاجتماعية.

لكن؟ من أين جاءوا بالمال الذي صنع الخلاف؟

جريمة سرقة، صحبها قتل وحرق، ثم نجلس عرفيا نتصالح على مال مسروق؟

أصل القضية: سرقة سلطة واغتصاب حقوق وانتهاك قوانين.

الأصل سرقة كبيرة صحبتها دماء غالية وجثث متفحمة وأرواح بريئة.

الهدف:

إنهم يلعبون على ذاكرة الشعب المصري التى تبلدت عند البعض, أما نحن فنعلم ماذا يريدون.

إنهم يريدون أن نغير قناعاتنا وأن نتحول إلى عبيد أمثالهم؛ لا نفكر إلا تفكيرًا لحظيا وقتيا، تفكير من لايدرك ولايفهم من الأمر شيئاً،

ونسمع مواضيع شتى؛ مثل هل هو يقدر على إدارة البلاد أم لا؟

هل هناك صراع سلطات؟

تصفية حسابات؟

فاشل أو غير فاشل؟

عواد باع أرضه وكل ما تواجهنا ضائقة يبيع, ولا رقيب؟

وغيرها من المواضيع التي تمكن أن تسحبنا إلى مربع غير الذى نقف فيه، مربع ننسى فيه جراحاتنا وآلامنا وقتلانا ومعتقلينا ومطاردينا، مربع شعاره, سياسة فرض الواقع وإقراره والرضا به والذود عنه، لأن “مافيش أحسن من كده”، وتضيع وقتك فى جدال مع صنف لا يقبل الحقائق وهى مثل فلق الصبح.

لسنا عبيدًا ولسنا بهذه الدرجة من السذاجة؟ نحن لاننسى ولن ننسى كيف جاء واغتصب السلطة قتلا وسجنا وحرقا، وظلما طال كل الأحرار والحرائر؛ لم تسلم منه نساؤنا وفتياتنا؛ إما شهيدة  أو أرملة 

أو معتقلة أو انتهكوا عرضها؟

تريدني أن أنسى كل هذه الدماء, واكتم الآهات فى صدري، فلايسمعني أحد!

 أي قلب بين جوارحي وماذا تسميها هذه الأخلاق إن فكرت أو فعلت ذلك؟

هي هي النذالة؟ أم التخلي عن حقي كإنسان؟ اننى أشعر بما يشعر به غيري وأتألم لألم إخوتي.

إلى الأحرار؛ لاتنشغلوا بأحاديث “فيس بوك” وكل مواقع التواصل فهناك من يبذلون قصارى جهدهم ويعملون لتغيير القناعات ونقلنا إلى مربع لا نقبله، ونحن مصممون على موقفنا, وكلنا ثقة في قناعاتنا والتي نعلنها بوضوح . إنه انقلاب مكتمل الأركان وجريمة يحاسب عليها القانون، ومافعله من قتل وحرق وتدمير وسجن واعتقال ومطاردة ومصادرة أموال ونهب شركات ومؤسسات وترويع للآمنين واختفاء قسرى وموت بالبطئ بالسجون كل ذلك لن يسقط بالتقادم. أكمل مسيرتك إيها الانقلابي فى بيع الوطن وتهجير أهله منه وإفساد كل البلاد, فأنت هنا لهدف واضح، أصبح معلوما لكل ذى عقل إلا أتباعك؟

شاهد أيضاً

محمد فاروق الإمام : التوازن سر البقاء

التوازن سر عظمة هذا الكون وجماله، وهو سمة من سماته، قال تعالى في سورة الرحمن: …