علامات أونلاين

محمد معناوي يكتب: الجمود الإيديولوجي يضع “نبيلة منيب” في المعركة الخطأ

 نبيلة منيب (الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد في المغرب), وحزبها, لم يتخلصا بعد من خطاب ماضوي لم يعد له من مكان الا  في “لافيراي ” (سوق الخردة).

 كنا ننتظر منها ومن حزبها خطابا سياسيا واقعيا رصينا تجديديا للأفكار والمنطلقات، وخطابا يغني الحياة السياسية ويرفع من مستواها ويعزز المسار الديمقراطي للبلد، غير أن إنشاء الحديقة لم يتغير ، وبات عنوان حملتها  العريض هو محاربة الرجعية  والظلامية الى غير ذلك من المصطلحات التي أكل عليها الدهر وشرب, والتي لم تفلح في إقناع المغاربة بالتصويت عليها وعلى  حزبها الذي حصل على مقعدين فقط.

نبيلة منيب لم تستسغ تصدر حزب العدالة والتنمية استحقاقات 7 أكتوبر, (الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان), وذهب بها فكرها الاستئصالي وحقدها على أدبيات الحزب ومنطلقاته ومرجعيته  بعيدا هذه المرة، عندما صرحت للصحافة بأن الذين صوتوا لصالح “البيجيدي” (العدالة والتنمية), “مريدين مطيعين يتبعون الشيخ”!، وبأنهم نتاج مدرسة “حفظ وعرض”، مستطردة أنها لا تفهم كيف صوت هؤلاء على حزب أغرق الوطن في الديون؟، و”أن الذين صوتوا عليه لهم ثقافة الشيخ والمريد”.

عندما قرات تصريحها الغريب هذا تبادر إلى ذهني السؤال الآتي:  لماذا لم تفهم أو تتساءل نبيلة منيب كيف صوتت شريحة من الشعب المغربي لحزب البام (الأصالة والمعاصرة) الذي حصل على 102 مقعد؟، وتعطينا تفسيرا لذلك، وتكشف لنا عن ثقافة شيخهم, وعن أي مدرسة ينتمون لكي نعرف لمن يتبع هؤلاء، إذا أرادت ان تكون منطقية مع نفسها, حتى لا يذهب بنا تفكيرنا بعيدا ونتهم السيدة منيب بزرع العنصرية والكراهية وسط الشعب المغربي بتصريحها هذا.

والسؤال الواقعي والمنطقي الذي كان يجب أن تطرحه السيدة الأمينة العامة على نفسها في الظرف الحالي: لماذا لم يصوت المغاربة لحزبها ولو بصيغة مقبولة كسائر الأحزاب, وحصل الحزب فقط على مقعدين؟ ألا يعني ذلك أن البضاعة السياسية لمكونات هذا الصنف من  اليسار بضاعة كاسدة تحمل بذور فشلها، وأنها بكل بساطة لم تستطع إقناع المغاربة بالإقبال على منتوجها  بحسب الواقع السياسي الذي نعاينه ونعيشه، وأنها لم تجدد من أسلوبها رغم تبجحهم بالحداثة وما بعدها.

مؤسفا أن يبني حزب معين مشروعه المجتمعي على إقصاء الآخر ـ  رغم رفعه للسقف السياسي لمطالبه ـ بل مؤسف أيضا أن يتم تسديد فوهة مدفعيته الى حزب سياسي مستقل يشهد له القاصي والداني بديمقراطيته الداخلية وبتنظيمه المحكم، عوض توجيهها نحو فلول الفساد الذي هوعدو مشترك للحزبين.

قد نعذر منيب على تصريحها هذا لأن الصدمة قوية, وهي في حالة غضب غير طبيعي, لكن ندعوها إلى التأمل ومراجعة أوراقها, والتخلص من مارد يكره العدالة والتنمية, ومن الجمود الإيديولوجي, وعليها أن تدرك أنها في المعركة الخطأ, فبلادنا المغرب محتاجة إلى كل الشرفاء من اليسار وغير اليسار الذين همهم خدمة البلاد ومواجهة الفساد والمفسدين.

Exit mobile version