حدد المسؤول الإسرائيلي الأمني السابق، عامي إيالون، خارطة طريق “لهزيمة حماس” والفوز بحرب غزة وذلك من خلال “تسوية سياسية مستدامة” فقط.
وطرح إيالون في مقال نشرته مجلة فورين أفيرز تساؤلا “لماذا يعتمد الحلم الصهيوني على حل الدولتين؟”، مؤكدا أن هزيمة حماس تتم دبلوماسيا بدعم “حل الدولتين والتسلح بالشرعية الدولية التي ساعدت على قيام إسرائيل بعد المحرقة”.
ولفت أيالون وهو قائد سابق للبحرية الإسرائيلية، ومدير سابق للشاباك، ومؤلف كتاب “النيران الصديقة: كيف أصبحت إسرائيل أسوأ عدو لنفسها وأملها للمستقبل”، إلى أن الحاجة تبرز إلى إجراء تغيير في القيادة الإسرائيلية.
ويستشهد بمقابلة سابقة لأحمد ياسين مؤسس حماس تعود لعام 1997 يقول فيها إن حلم حماس بتحقيق “الدولة الفلسطينية من النهر إلى البحر”، يمكن أن يقع في خطر إذا وافقت إسرائيل على حل الدولتين، لأن الفلسطينيين حينها سيكونون أقل انجذابا لهدف حماس وبرنامجها، ومن دون الدعم الشعبي بين الفلسطينيين لن تتمكن حماس من الوجود ككيان سياسي وعسكري.
وتعارض الحكومة الإسرائيلية حل الدولتين، الذي يدافع عنه قسم كبير من المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 33634 فلسطينيا قتلوا حتى الآن منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب نزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير جزء كبير من القطاع.
وينظر الفلسطينيون للصراع بشكل مختلف عن الإسرائيليين، ويتسامح أغلبهم مع حماس أو يدعمونها لأنها في نظرهم تشن حرب تحرير ضد الاحتلال الإسرائيلي، بحسب أيالون، مشيرا إلى أن حماس تلقى دعما حتى في دول عربية وإسلامية.
ويدعو إيالون إسرائيل إلى استعادة “السرد” لما يحدث بالحرب بعد أن فقدت الأفضلية، خاصة بعد مقتل العاملين في منظمات الإغاثة، مشيرا إلى أن “تقديم حجة مقنعة لا يعني اختيار كلمات مختلفة”، بل يتطلب من إسرائيل “تغيير نهجها”، خاصة بعد فشل قادة إسرائيل في تحديد الأهداف السياسية للحرب، مؤكدا أن القتال مع الفلسطينيين لن يقرب إسرائيل من “سلام طويل الأمد”.
وفي مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة “أن بي أر” يقول أيالون إن “الخطأ الرئيسي الذي ارتكبه قادة إسرائيل.. عدم مناقشة اليوم التالي للحرب، وبمجرد أننا لا نعرف وصف اليوم التالي ليس لدينا أي مفهوم للنصر، وليس لدينا هدف سياسي”، وأشار بالنهاية “الحرب ليست سوى وسيلة لتحقيق واقع سياسي أفضل”.
وحث أيالون إسرائيل على إطلاق مسار دبلوماسي يعيد إحياء “حل الدولتين” ولهذا إسرائيل تحتاج إلى “قيادة جديدة”، حتى يتسنى لها استعادة الدعم الذي تحتاجه من شركائها في أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة، للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
وأكد أيالون أن للتأثير التراكمي للرأي العام العالمي “بالغ الأهمية لاحتمالات فوز إسرائيل”، وإذا حرم شركاء إسرائيل من الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي في لحظة محورية بسبب ممارسة الضغط عليه من شعوبهم، فقد تخسر إسرائيل الحرب رغم النجاحات التي تحققها في ساحة المعركة، حسب زعمه.
ويشير إلى أن العالم يرى الآن إسرائيل “بحكومة تنكر وجود الشعب الفلسطيني، وتسعى لإقامة إسرائيل الكبرى بالمزيد من المستوطنات في الضفة الغربية وفي غزة ربما أيضا، والتحرك نحو ضم أجزاء منها، أو جميع الأراضي الفلسطينية”، وبهذا فإن الحرب العادلة التي تخوضها إسرائيل في غزة تصبح عملا من أعمال “العدوان التوسعي”، وفق أيالون.
ويشدد أيالون على أن إسرائيل لن “تكسب هذه الحرب بمجرد نزع سلاح حماس والقضاء على قياداتها، وحتى لو انتصر إسرائيل في ساحة المعركة، فإيدلوجية حماس لن تختفي، ولن تهزم الجماعة حقا إلا عندما تفقد دعم الشعب الفلسطيني”.
واستطرد أيالون بالقول إنه لكي تفقد حماس الدعم “لا بد أن يكون لدى الفلسطينيين المزيد من الأسباب لجعلهم يؤمنون بالعملية الدبلوماسية التي من شأنها أن تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل”.