أكد عدد من أصحاب دور النشر تقليص عدد النسخ المطبوعة لكل كتاب وتجاهل طباعة نسخ من عناوين أقل أهمية، كجزء من تعاملهم مع أزمة ارتفاع الأسعار، خلال مشاركتهم في معرض القاهرة الدولي للكتاب العام الحالي.
وقالت مديرة دار «المرايا» للنشر للإنتاج الثقافي، دينا قابيل، لموقع «مدى مصر» إن ارتفاعات الأسعار في الكتب مقارنة بالعام الماضي، تتراوح بين 70% و 100%، وقد لجأت «مرايا» إلى طباعة نسخ أقل نظرًا لارتفاع تكلفة الطباعة.
وأضاف مدير دار «صفصافة» للنشر، محمد البعلي، لـ «مدى مصر» إنه في ظل ارتفاع أسعار الورق الذي حدث خلال الأشهر الماضية، لجأت بعض دور النشر التي لديها ملاءة مالية كبيرة، ومورد دولاري نتيجة بيع الكتب بالخارج، إلى الطباعة في لبنان، لأنها أقل مقارنة بالطباعة في مصر.
وأكد أنه رغم القيود على الاستيراد إلا أن دخول شحنات الكتب المطبوعة بالخارج، لم تواجه أزمة لأنها «خالصة الثمن»
وفي الوقت الذي يُباع به طن الورق ما بين 500 و600 دولار في حال استيراده من الصين، يصل سعره إلى مستوى ألفي دولار في المطابع المصرية، بحسب البعلي، الذي لفت إلى أن عدم استقرار سعر الصرف خلال الفترة الماضية، دفع بعض المطابع إلى التوقف عن الطباعة بحجة عدم توفر ورق لديها، لحين استقرار سعر الصرف لتستطيع تحديد تكلفة الطباعة.
وأكد عدد من أصحاب دور النشر التي تحدث إليهم «مدى مصر» أن الأيام الأولى من معرض الكتاب شهدت مبيعات مقبولة، بالنظر إلى الإيراد بنهاية اليوم، إلا أنه عند احتساب أثر التضخم تُصبح العائدات أقل، مُضيفين، أن القراء في ظل ارتفاعات الأسعار، باتوا يلجؤون بشكل متزايد إلى منصات إلكترونية تُتيح عبر نظام الاشتراك مطالعة الكثير من الكتب.
واعتبر عدد من أصحاب دور النشر أن الازدحام والإقبال على معرض الكتاب، يُماثل المعرض في العام الماضي، إلا أنه ليس مقياسًا على حركة البيع، لأن المعرض بطبيعته يتحول إلى ما يُشبه المهرجان، يأتي إليه زوار كُثر، خاصة أنه هناك مدارس ومؤسسات تنظم زيارات جماعية للمعرض، إلا أن شراء الكتب لا يكون جزء ضروري من زيارة المعرض.