مقتل 41 تونسيا جراء غارة أمريكية على صبراته الليبية

نفذت طائرات حربية أمريكية ضربة جوية استهدفت مبنى يؤوي متشددين أجانب في مدينة صبراتة الساحلية الليبية القريبة من الحدود التونسية أمس.

وأسفرت الضربة، بأربعة صواريخ، عن تدمير المبنى بالكامل، وعدد من السيارات التي كانت في محيطه، في ما وصفه مسؤولون محليون بأنه «استهداف شديد الدقة».

وتحدثت مصادر في صبراتة عن سقوط 41 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى نقلوا إلى مستشفى المدينة، بينهم نساء وأطفال، وغالبيتهم الساحقة من التونسيين وبعضهم من جنسيات عربية أخرى، منضويين في تنظيم «داعش».

وأفادت تقارير محلية أن الغارة وقعت خلال اجتماع ضم قياديين لـ»داعش»، بعضهم أتى من سرت للتخطيط لهجمات إرهابية في العاصمة الليبية طرابلس ومدن أخرى.

وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية  (بنتاجون) بيتر كوك أن الضربة التي شنتها قاذفة من طراز «أف 15 أي» انطلقت من أوروبا، دمرت معسكراً لـ»داعش» يؤوي 60 مسلحاً، واستهدفت التونسي نور الدين شوشان الذي وصفه كوك بأنه يسهل نقل المجندين في «داعش» إلى ليبيا والخارج، كما أن تونس تتهمه بالتورط في الاعتداء على متحف باردو في آذار (مارس) 2015، وعلى منتجع سوسة في حزيران (يونيو) من العام نفسه.

وأكد حسين الذوادي رئيس بلدية مدينة صبراتة سقوط 41 قتيلاً في الغارة على المبنى في منطقة قصر تليل، معظمهم تونسيون، لكنه لم يتمكن من تأكيد هويات القتلى، فيما أشارت مصادر في مستشفى صبراتة إلى أن غالبية الجثث مشوهة ويصعب التعرف إليها.

ولم يؤكد أي مسؤول محلي مقتل شوشان أو أي قيادي آخر في «داعش» نتيجة الغارة التي وقعت في وقت مبكر فجر أمس، وقال الكولونيل مارك تشيدل الناطق باسم القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا: «نقيم نتائج العملية»، فيما قال مسؤول في «البنتاجون» أن «سلاح الجو الأمريكي شن غارة هذا الصباح (بتوقيت ليبيا) على معسكر تدريب لتنظيم داعش قرب صبراتة، قتل فيها على الأرجح الزعيم الميداني لداعش نور الدين شوشان».

واعتبر الناطق باسم «البنتاجون» أن «تدمير المعسكر (في صبراتة) وتصفية شوشان يتوقع أن يكون لهما تأثير مباشر على قدرة داعش في تسهيل نشاطاته في ليبيا بما في ذلك تجنيد مقاتلين جدد وإقامة قواعد والتخطيط المفترض لهجمات ضد المصالح الأميركية في المنطقة».

وأفاد شهود في صبراتة أن المبنى تحول إلى انقاض اختلطت بأشلاء بشرية وبقايا أسلحة ووثائق تابعة لـ»داعش». وأشاروا إلى أن التفجيرات التي وقعت في المبنى كانت شديدة جداً، وأن الطائرة التي نفذت الغارة حلقت لبعض الوقت في أجواء المدينة، ما أحدث حالاً من الهلع والذعر في صفوف السكان. وأضافت المصادر أن المبنى المستهدف مستأجر من أحد المتشددين المحليين ويدعى عبد الحكيم المشوط الذي يعتقد أن له علاقة بتنظيم «داعش».

وأفادت مصادر إعلامية محلية أنه «تم التحقيق مع تونسي جريح كان من ضمن الموجودين في المنزل الذي استهدفته الغارة الأميركية، وأفاد بأن العدد الإجمالي للعناصر الموجودة في المبنى قارب الستين».

وأكد التونسي أن «5 منهم فروا بعد الضربة والباقي تحولوا إلى أشلاء وبينهم قادة أتوا من مدينة سرت (وسط) للاجتماع ببعض العناصر لتنفيذ عمليات انتحارية في طرابلس ومدن أخرى». وأكد أنه ورفاقه كانوا «في اجتماع لتوزيع المهام والمسؤوليات على الموجودين لحظة الضربة».

شاهد أيضاً

ما هي تداعيات سيطرة المعارضة السورية المسلحة على إسرائيل؟

انشغلت الصحف الإسرائيلية بأخبار هجوم المعارضة السورية، ونجاحاتها اللافتة في السيطرة على حلب وكامل محافظة …