الاجتماعي، اليوم الأربعاء، تختصر الألم والوجع والصمود، أم منتقبة مع طفلتها منعهم العسكر من الكلام وحال الانقلاب بينهما وبين الزوج والأب، فما كان منهما إلا أن تدوين عبارة على ورقة لعل الزوج يراها من بين أصابع السجان “بحبك يا أبي”.
الصورة التي أثارت تفاعلا واسعاً بين النشطاء، وأطلقت العنان لـ”حسبنا الله ونعم الوكيل في العسكر”، فتحت بابا للذكريات التي يحفظها النشطاء عن أيام الثورة الـ 18 في الميدان، فقالت الناشطة نرمين محمد مرسي :”زي النهاردة كان فيه في الميدان شابة اسمها غادة علي عبد الرحمن، كانت واقفة في الصينية مع زملا ليها عشان كانت حامل في التالت، ومتقدرش تجري كتير، ولا تقدر تقف عند مداخل وتصد”.
مضيفة: “على الفجر اما الضرب هِدي سابت جوزها وصحابها في الصينية وراحت مستشفى الميدان اللي في عمر مكرم تجيب حاجات للمصابين، ومرجعتش.. لحد النهاردة.. محدش يعرف جرالها ايه.. اهلها راحوا سألوا عليها في كل الأماكن، وحتى جابوا واسطة وصلتهم لعمر سليمان، ومحدش قدر يديهم أي معلومة عن مكانها او جرالها ايه”.
وتابعت:”غادة كانت بنت وحيدة، بعد اختفائها بشهور والدتها جالها جلطة افقدتها الحركة، وتوفت بعدها بفترة قصيرة.. وبعدها بسنة وشوية والدها توفي بأزمة قلبية”.
وأضافت: “أما جوزها، وابو الطفلة اللي كان في بطنها، ففضل يلف الشوارع يدوّر عليها، وبعد ست شهور من اختفائها بدأ يلف على الملاجئ ويدور في وشوش العيال اللي مع الشحاتين في الشوارع يمكن تكون ولدت في حتة وحد خد الطفل.. وبعد كده بشهور قصيرة جاله انهيار عصبي حاد وأهله سفّروه عند قرايب له في أستراليا”.
وأوضحت: “بس.. الصلة انقطعت بكل أهل غادة، ما عدا صديقة واحدة ليها كانت معاها في الميدان، لكن الذكرى مؤلمة جداً بالنسبالها ومبتقدرش تتكلم معانا ولا تحكي عن غادة ولا أي حاجة”. وختمت “نرمين” تدوينتها بالقول:”غادة وأمها وأبوها اللي ماتوا بقهرتهم ليهم في رقبتنا حق..اوعى تنسى وخليك فاكر”.