موفق السباعي يكتب : هل انحصرت مشكلة اللاجئين السوريين في الحصول على جنسية أجنبية؟

إن الذي يتخذ قراراً بمنح أو تسهيل إجراءات منح الجنسية لللاجئين السورين يكون من الذين قد مرت ببابهم ليلة القدر!

إن الذي يفعل ذلك يكون قد اتخذ القرار الأكثر حكمة وحنكة في حياته, وجلب على بلده وشعبه خيرات كثيرة وفتح باباً واسعاً لزيادة الازدهار الإجتماعي والرقي الفكري والإنتاج المادي, والعطاء والإبتكار, والإبداع العلمي والتنافس العقلي, والتقدم العمراني.

وستتبوأ بلاده أعلى الدرجات في ميزان المعيار الإقتصادي, وتتقدم على كثير من البلدان لتصبح من أوائل الدول المتقدمة صناعياً وتجارياً ومالياً وعلمياً.

لماذا ستحصل كل هذه القفزات الكبيرة والمنافع العظيمة لذلك البلد؟

لأن:

المجموعات التي هربت من سورية, وخاصة التي أعمارها دون الأربعين, من المجموعات التي تحب الحياة, أيا كان مستواها, وأيا كانت قيمتها, وتود لو أنها تُعمر ألف سنة, وتكره الموت وتخاف منه.

وهذه المجموعات قد ولدت ونشأت وترعرعت في ظل حكم الأسد الجبروتي الطغياني الإستبدادي, وتربت على الخنوع والخضوع, والمذلة وطاعة الأوامر بدون اعتراض, وتعلمت على السمع والطاعة بدون نقاش.

مما يجعلها مؤهلة بأحسن المواصفات العالمية المحببة للحكام, ومؤهلة لأن تخدم أسيادها الجدد بأحسن مما خدمت أسيادها القدامى

الجبلة الإنسانية, والفطرة البشرية المجبول عليها الإنسان الخانع الخاضع المهزوم داخلياً تجعله أكثر خنوعاً وخضوعاً واستسلاماً, وسمعاً وطاعةً لنظام البلد الثاني الحاصل على جنسيته, لكي يثبت له جدارته وشدة ولائه وانقياده وإخلاصه له.

ولكي لا يخسر جنسيته الجديدة.

وهذا ما يريده ويرغب فيه كل الحكام؛ أيا كانوا ديموقراطيين  أو ديكتاتوريين, عادلين أو ظالمين.

الكل يحب أن يكون الشعب موالياً له, منصاعاً لأوامره, ومنقاداً لتعليماته, سواء كان راضياً أو مرغماً.

ولا يسبب له أية مشاكل سياسية أو فكرية.

أو يحدث له قلاقل تزعجه وتثير غضبه.

يتميز الإنسان السوري بشكل عام بالقدرة الفائقة على الإنتاج الصناعي والتجاري والمالي والزراعي, والصبر الهائل على العمل الدؤوب دون ملل ولا كلل ولا تضجر, وتحقيق نمو كبير في مجال الإستيراد والتصدير وغزو الأسواق العالمية بمنتجات عالية الجودة ورخيصة الثمن.

وأكبر شاهد على هذا؛ فترات الحرية القليلة في تاريخ سورية الزاهر التي حصلت قبل مجيء عهد عبد الناصر الإشتراكي الإستبدادي, وقبل مجيء عهد الأسد الطاغوتي التسلطي القمعي, فأعطت ازدهاراً في سورية, وتقدما لا نظير له .. ثم انطفأ وخمد إلى الآن بعد تسلط الأسد على الحكم.

يتفوق الإنسان السوري على غيره من شعوب الأرض بإمكانياته الهائلة في الإبداع والابتكار والإختراع والذكاء.

وما تفوق عدد من طالبات وطلاب الثانوية العامة هذا العام 2016 في عدد من بلدان المهجر العربي والعجمي بالحصول على المراتب الأولى إلا أحد الشواهد على الطبيعة السورية الراقية المتميزة, الخلاقة المبدعة.

ولو كانت الأنظمة العربية فيها مثقال ذرة من النظر الثاقب والرؤية البعيدة لمصلحة بلدانها, ولديها اهتمام ولو قليل في تطوير وتنمية بلدانها, لمنحت السوريين الذين عاشوا على أراضيها، منذ عشرات السنين جنسيتها, ولكسبت مكاسب لا تعد ولا تحصى.

ومن هذه المكاسب:

ولاءهم للأنظمة الجديدة وقيامهم بخدمتها بإخلاص وتفانٍ, بمهجهم وأرواحهم, لأن من طبيعة الإنسان أنه عبدٌ للإحسان.

ولأصبحت بلادها من الدول المتقدمة فكرياً وسياسياً .. واجتماعياً واقتصادياً وعلمياً وصناعياً وتجارياً .. وتقنياً .. وعمرانياً.

لكنهم يخافون من العقول النيرة ومن الأفكار المبدعة المبتكرة!

يتميز الإنسان السوري بأنه يحيي الأرض الميتة بنشاطه وحركته, ويحرك وينشط النفوس الخاملة النائمة, ويبعث فيها الحيوية والقوة, ويبتكر أساليب متنوعة ومتعددة للتغلب على صعوبات الحياة التي يواجهها ويعمل على حلها ..

لأنه ليس في قاموسه ( شيء مستحيل).

فتجد قطاع الصناعة يتنشط ..

 قطاع الزراعة يزهر ويخضر ..

قطاع التجارة يتمدد ويتوسع..

قطاع السياحة ينتعش ..

قطاع التعليم يتنور ..

 وغيرها من القطاعات الحياتية الكثيرة ..

إن الذي يحتضن الإنسان السوري ويكسبه إلى نفسه يكسب كنزاً لا ينفد.

 

شاهد أيضاً

د إسماعيل علي يكتب : حقٌّ يأبى النسيان رئاسة الرئيس مرسي، وحكم الانقلاب عليه

خلال زيارة وزير الخارجية التركي، “مولود تشاووش أوغلو” إلى مصر، أمسِ 18/3/2023، اصطحبه “سامح شكري” …