أثار تصويت المندوب المصري الدائم في الأمم المتحدة على مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في حلب استياء واسعا لدى أوساط سياسية وإعلامية سعودية بارزة ورأت فيه “خذلانا” للموقف السعودي والعربي الذي صوت لصالح القرار الفرنسي في اجتماع الأمس.
واستهجن عضو بارز في مجلس الشورى السعودي الموقف المصري بالتصويت على القرار الروسي وقال إن “هناك غضبا سعوديا من موقف مصر”.
وأوضح عضو الشورى السعودي أن “الموقف المصري مخالف للمصلحة العربية التي صوتت عليها السعودية ودول أخرى مع القرار الفرنسي لوقف إطلاق النار في حلب”.
وشدد على أن “موقف مصر كان مستغربا في ظل ما يتعرض له المدنيون السوريون من قصف من قبل النظام السوري” مشيرا إلى أنه “كان الأولى بهم الوقوف مع العرب” وهو ذات الانتقاد الذي وجهه المندوب السعودي في الأمم المتحدة عقب اجتماع مجلس الأمن والذي قال فيه إن موقف ماليزيا والسنغال كان أقرب للموقف العربي من ممثل العرب نفسه.
من جانبه انتقد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية أنور عشقي الموقف المصري في مجلس الأمن أمس وقال إن هناك “عتبا على الجانب المصري في تصويته للموقف الروسي وهذا الأمر سيلحق الضرر بالسوريين”.
وقال عشقي: كنا نتمنى عدم خروج مصر عن الصف العربي ولا نعلم لماذا اتخذوا هكذا موقف.
ولفت إلى أن التصويت المصري “يلحق الضرر بالأمن القومي العربي وهذا يتناقض مع ما كان يتحدث به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من وقوفهم مع ما يحقق الأمن القومي للأمة العربية” على حد قوله.
ورأى عشقي أن السعودية “لن تقدم على اتخاذ خطوات تجاه مصر بعد تصويتها على المشروع الروسي لكنه لفت إلى أنه “ربما تحصل اجتماعات بين الجانبين لتفادي تكرار هكذا مواقف”.
بدوره استهجن الكاتب السعودي جمال خاشقجي الموقف المصري في مجلس الأمن وقال في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: إن “مصر تحتاج لمن يذكرها أنها تمثل العرب في مجلس الأمن”.
وسخر خاشقجي في تغريدة أخرى من الموقف المصري وقال: “الدبلوماسية المصرية غريبة صوتت مع مشروع قرار فرنسي بمجلس الامن يفرض حظر طيران فوق حلب ثم صوتت لمشروع روسي يناقضه خلال أقل من ساعة”.
الدبلوماسية المصرية غريبة ، صوتت مع مشروع قرار فرنسي بمجلس الامن يفرض حظر طيران فوق #حلب ثم صوتت لمشروع روسي يناقضه خلال اقل من ساعة.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السعودي خالد الدخيل تعليقا على التصويت المصري مع روسيا: “لا تتوقع من الرئيس السيسي دعم سقوط بشار هذا بالنسبة له كابوس إنتهاء دور الجيش في الحكم، وإمكانية بروز الإخوان طرفا في حكم سوريا”.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ بعنوان: “مصر_تصوت_لصالح_روسيا” وحمل انتقادات من حسابات خليجية للموقف المصري.
واستذكر أحد المغردين الخليجيين على الموقف المصري بمقطع مصور للرئيس المصري محمد مرسي حين قرر قطع العلاقات مع النظام السوري وقال: “شتان بين رئيس منتخب ورئيس انقلابي.. فك الله أسرك أيها الشهم”.