ينقسم متابعون حول أسباب إثارة أكل لحم الكلاب والحمير ولأحصنة، من قبل وسائل الإعلام المصرية الآن، فهل هي تمهيد لكي يتقبل المصريون أطعمة غير مألوفة في ظل شح البروتين الحيواني وارتفاع أسعاره؟ أم هي محاولات لإلهاء المصريين بعيداً عن أزماتهم الطاحنة بالحديث حول مثل تلك الموضوعات المثيرة للجدل بطبيعتها؟
ولم يفوت نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، علاء، دعوة المذيع تامر أمين للمصريين لأكل لحوم الحمير والخيول، محذراً إياه من حرمة تناول الحمير استناداً لفتوى أزهرية.
فأيّ خيال كان يمكن أن يتوقع، قبل ثورة يناير 2011، ما آل إليه اليوم موضوع ومستوى الجدل بين صحافي كان مقرباً من سلطة مبارك ونجله حول أكل الحمير والخيول؟ أي مستقبل ينتظر البلاد إذن؟ يتساءل مغردون.
فقد بات الحصول على البروتين الحيواني معضلة تواجه معظم المصريين، مع غلاء أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، بشكل يفوق ميزانيات معظم الأسر.
وقال أمين، خلال تقديم برنامجه بإحدى الفضائيات إنّ لحم الخيول والحمير يُباع ويؤكل في دول كثيرة من العالم ومنها المتقدمة، ولحم الحصان من الأطباق الغالية جداً في باريس، و”يقال إنه صحي جداً وآمن” وأشار إلى أنّه لا علم لديه بوجود تحريمٍ دينيٍ للمسألة.
وجاءت دعوة تامر أمين لتناول لحم الحمير والخيول عقب كلام خالد الجندي في برنامجه المتلفز بأنّ الكلاب غير نجسة وأكلها حلال في بعض المذاهب، لتثير تلك الدعوات حالة من السخط بين المصريين.
واعتبر مغردون الدعوات مجرد تمهيد للرأي العام أو بالونة اختبار لقياس رد فعل الشعب تجاهها، وخاصةً أنها تأتي في ظل أزمة اقتصادية طاحنة لم تمر بمثلها مصر طوال العقود الماضية، وعجز قطاع كبير من الشعب المصري في ظلها عن تلبية احتياجاته الأساسية.
ثمّة اعتقاد سائد في عدة أوساط بأنّ هؤلاء الصحافيين لا يتحدثون من فراغ، ويذهب متابعون لمدى أبعد في تفسير دلالات هذا الخطاب، معتبرين أنّه يعكس توجهات السلطة الآن، أو مستقبلاً، خصوصاً أن تساؤل أمين عن عدم إباحة تناول لحوم الحمير والخيول تأتي بعد إلقاء السلطات القبض على جزار يبيع لحوم الحمير في مدينة المنصورة، شمال شرقي الدلتا.
وسجلت أسعار اللحوم الحمراء أرقاماً قياسية بتجاوزها حاجز 300 جنيه مصري (9 دولارات تقريباً)، بعد انهيار الجنيه المصري أمام الدولار.
ويتجاوز أمر مناقشة لحوم الخيول والحمير والكلاب مسائل الحلال والحرام، والإلهاء وإلقاء بالونة اختبار، إلى اعتبارها ـ لدى متابعين ـ دلالة على “الازدراء بحق المواطنين، وعدم الاكتراث بالبحث عن حلول لمشاكلهم، بل والاستسلام إلى أنّ الأوضاع الاقتصادية غير مرشحة للتحسن”.
وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالسخرية من هذه الدعوات، وتمحورت التغريدات حول غلاء أسعار الخيول والحمير واحتياجها لعلف غير متوافر في ظل أزمة تواجه استيراده، فيما دعا مغردون آخرون المذيع تامر أمين لتناول لحم الحمير أولاً، ليكون قدوة للجميع.