قال نائب برلمان الانقلاب، مصطفى بكري، المُقرب من قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بعد أن تقدم بمشروع قرار للاعتراف رسميًا بما أسموه “جريمة الإبادة الجماعية، التي وقعت ضد الأرمن، من قبل الإمبراطورية العثمانية”: “إن إدانة البرلمان المصري لهذه المذبحة “ليست جديدة”، مبررًا مشروعه بأنه “على غرار إدانة برلمانات ألمانيا وأوروبا وروسيا ولبنان وغيرها للمذبحة”.
وناشد بكري الأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى، “اتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة، باعتراف المجتمع الدولي بهذه الجريمة، وما ترتب عليها من آثار” مطالبًا بـ “ضرورة إدانة المذابح العثمانية التي وقعت ضد الأرمن”. ويضم برلمان الانقلاب 599 عضوًا، ما يعني إمكانية تمرير مشروع القانون، بعدما وافق عليه فعليًا 337 عضوًا، وقد يصوت لصالحه آخرون من باقي النواب الـ 262 الذين لم يوقعوا على مشروع القانون.
نص مشروع قرار برلمان الدم
وينص مشروع قرار برلمان الدم على الآتي: “يعلن مجلس النواب المصري عن إدانته لحرب الإبادة التي ارتكبتها قوات الإمبراطورية العثمانية في الفترة من 1915-1922 وهي المذبحة التي أدت إلى مقتل حوالي مليون ونصف المليون من الأرمن الأبرياء”.
ويضيف: “إن مجلس النواب إذ يدين إصرار تركيا على إنكار الإبادة الجماعية وتدمير التراث الثقافي والديني للأرمن، والسعي المستمر للتهرب من المسئولية عن ارتكاب هذه الجرائم في فترة سابقة.. يناشد العالم الحر ضرورة الاعتراف بهذه المأساة الإنسانية ومطالبة الأمم المتحدة بفرض العقوبات الضرورية على الحكومة التركية الحالية لرفضها الاعتراف بهذه المذبحة الجماعية، وتحدي كافة القرارات الدولية والإقليمية الصادرة في هذا الشأن”.
البيادة الناطقة!
وعلى طريقة البيادة الناطقة أكد النائب محمد صلاح أبو هميلة، دعمه لوثيقة النائب مصطفى بكري، للاعتراف بمزاعم إبادة الأرمن، زاعماً أن تركيا دولة استعمارية بالأساس وارتكبت جرائم كبيرة ضد الدول!
وأضاف أن تركيا تتخذ سياسة معادية ضد المصريين، والدولة المصرية، ورئيسها دائما ما يهاجم مصر ويسعى لتشويهها وهو ما يتطلب من البرلمان المصرى التحرك إزاء كل ما تفعله تركيا ضدنا.
من جانبها زعمت النائبة سوزى ناشد، عضو برلمان الدم، أن ما فعلته تركيا بحق الأرمن جريمة دولية، وإن كانت تاريخية ولكن ما زالت السلطات التركية لا تعترف بها، وهو ما يجعل من الأهمية أن يعترف البرلمان المصرى بهذه الجريمة.
وأضافت ناشد أنه فى حال موافقة البرلمان المصرى على الاعتراف بجريمة تركيا إزاء الأرمن سيكون له تأثير دولى كبير على تركيا، وسيؤكد الجرائم التى كانت ترتكبها تركيا تجاه هذا الشعب.
أردوغان يفضح السيسي
وتشهد العلاقات المصرية التركية توترًا متصاعدًا منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013 بسبب الموقف التركي من العسكر، وتأييد القيادة التركية للدكتور محمد مرسي، باعتباره الرئيس الشرعي المدني المنتخب، وفي المقابل تهاجم صحف وإعلام الانقلاب تركيا في ظل حكم الرئيس أردوغان.
كما هاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قائد الانقلاب العسكري في مصر، عقِب الانقلاب الفاشل في تركيا، واعتبر أن وزير الخارجية المصري “سامح شكري”، أخطأ حينما وصفه بأنه لا يستطيع أن يفرق بين ثورة شعبية خرج فيها ملايين المصريين في 30 يونيو، وبين الانقلابات العسكرية.
ونشرت صحيفة “وورلد تربيون” الأمريكية، تقريرًا نقلت فيه الانتقادات الجديدة لـ”أردوغان”، حيث يرى الرئيس التركي أنه ليس من حق قائد الانقلاب انتقاد السياسة التي يتبعها النظام التركي مع الشعب، مؤكدًا أن السيسي “تلوثت يده بالدماء”.
ومنذ العام الماضي، تشهد مصر حملة إعلامية وسياسية تستهدف الرد على انتقادات تركيا لنظام السيسي، تتضمن الدعوة لإدانة تركيا بارتكاب “مذابح إبادة جماعية”، ودعم المزاعم الأرمنية ضد تركيا.
وعلى طريقة “كيد النساء” شارك وفدٌ انقلابي، ضم 55 شخصية ومندوبي 19 صحيفة وفضائية، في الاحتفالات الرسمية بمناسبة مرور 100 عام على “جرائم إبادة الأرمن”، في العاصمة الأرمينية (يريفان) أبريل الماضي، نكاية في أردوغان.