نواب في الكونغرس يعارضون خطة ترامب بشأن غزة ويبدأون إجراءات لعزله

رفض أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في الكونغرس الأميركي تصريحات الرئيس دونالد ترامب بتهجير سكان قطاع غزة والسيطرة عليه من قبل الولايات المتحدة، ووصف بعضهم الخطة المثيرة للجدل بأنها “تطهير عرقي للفلسطينيين”

وقال السيناتور الديمقراطي آل غرين الأربعاء في مجلس النواب: “التطهير العرقي ليس مزحة، خصوصاً عندما يأتي من رئيس الولايات المتحدة أقوى شخص في العالم والذي لديه قدرة على تنفيذ ما يقوله. التطهير العرقي في غزة ليس مزحة، ويجب أن يخجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الوقوف هناك والسماح بهذه التصريحات. فقد كان التطهير العرقي عبر التاريخ جريمة ضد الإنسانية”

وأضاف أن الظلم في غزة يشكل تهديداً للعدالة في الولايات المتحدة، وأن “الدكتور مارتن لوثر كينغ كان محقاً عندما قال إن الظلم في أي مكان يشكل تهديداً للعدالة في كل مكان”.

وأكد أنه جاهز لتقديم وبدء إجراءات عزل ترامب من منصبه، بسبب “الأفعال البشعة والخسيسة المقترحة”، وقال: “أقف هنا لأعلن أن حركة العزل قد بدأت وأدين ما قاله الرئيس، وأدين تواطؤ رئيس الوزراء الإسرائيلي”. وكان العضو الديمقراطي من ولاية تكساس قد أطلق عدداً من محاولات العزل المتعددة خلال فترة ولاية ترامب الأولى.

وكتب السيناتور بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ على إكس: “مرشح السلام ترامب يريد إجبار مليوني فلسطيني على ترك منازلهم وتقديم أسلحة مليار دولار آخر إلى نتنياهو، وأعد خطة لتحويل قطاع غزة الذي دُمِّر إلى ريفييرا للمليارديرات إذا كانت هذه هي سياسة السلام الخاصة به، فسأكره أن أرى سياسته الحربية”

وقال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، في تصريحات تليفزيونية لشبكة “سي إن بي سي”، إن إعلان ترامب “يعني ارتكاب التطهير العرقي بحق الفلسطينيين”، مضيفاً أن الدول العربية مجتمعة أعلنت منذ أسابيع رفضها مقترح التهجير.

من جانبه، أكد عضو مجلس النواب جيك أوشينكلوس، في تصريحات لـ”سي أن أن”، أن “هذا الاقتراح متهور وغير معقول، وقد يفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار”.

وقال: “قبل عقدين من الزمن قدم الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش وعوداً بشأن بناء الأمة الأميركية في بلدين خارجيين، وأدى ذلك إلى 20 عاماً من الحروب التي كلفتنا تريليوني دولار والآلاف من أرواح الجنود الأميركيين. والآن ترامب يقترح المفاهيم غير المسؤولة نفسها”

أما السيناتور كريس كونز، فوصف مقترح ترامب بأنه “جنون”، وقال: “ما قيل جنون، ولا أستطيع التفكير في مكان على وجه الأرض أقل ترحيباً ودون احتمالات تحقيق نتائج إيجابية سوى غزة”.

فيما دافعت الأميركية من أصول عراقية، ألينا حبة، التي اختارها ترامب مستشارة له عن اقتراحه في تصريحات لشبكة فوكس نيوز، وقالت إن على الديمقراطيين دعمه، وكررت الادعاء أن الولايات المتحدة أنفقت 50 مليون دولار لشراء “الواقي الذكري” لسكان غزة.

ولم تقتصر معارضة المقترح على الديمقراطيين، إذ عبر عدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين عن رفضهم خطة السيطرة على القطاع. وقال السيناتور الجمهوري راند بول على إكس، “لا ينبغي لنا أن نفكر في احتلال آخر من شأنه أن يدمر ثرواتنا ويسفك دماء جنودنا”

ورداً على منشور لوزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، قال فيه: “غزة يجب أن تكون خالية من حماس، وكما قال الرئيس فإن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى وإن سعينا هو تحقيق السلام الدائم في المنطقة لجميع الناس”، كتب بول: “السعي إلى السلام ينبغي أن يكون من نصيب الإسرائيليين والفلسطينيين”، وأضاف “لقد اعتقدت أننا صوتنا لصالح أميركا أولا”

أيضا عبر السيناتور الجمهوري جوش هاولي، المعروف بانحيازه الشديد لإسرائيل، عن معارضته للفكرة، وقال في تصريحات للصحفيين في مبنى الكابيتول: “لا أعتقد أن إنفاق الكثير من أموال الولايات المتحدة في غزة هو الاستخدام الأمثل لمواردنا.

أكد أنه يفضل أن يتم إنفاقها داخل البلاد أولا، مضيفا أنه لا يعتقد أن إرسال قوات أميركية لغزة هو الحل المناسب.

وكان جوش هاولي، طالب أكثر من مرة بفصل طلاب الجامعات الذين يتظاهرون من أجل الحقوق الفلسطينية، ودافع على مدار أكثر من عام عن العدوان الإسرائيلي على غزة.

أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، فقد وصف الاقتراح في تصريحات للصحفيين بأنه “إشكالي”، وقال: “سنرى ما يقوله أصدقاؤنا العرب عن هذا. أعتقد أن معظم سكان كارولاينا الجنوبية لن يكونوا متحمسين لإرسال الأميركيين للسيطرة على غزة قد يكون الأمر صعبا”، معتبرا أنه سيكون مكانا صعبا لتواجد القوات الأميركية.

فيما علق السيناتور توم تيليس على تصريحات ترامب، وفق صحيفة “بوليتكو” بأنه “ربما يكون هناك بعض التصرفات الغريبة أو شيء غير طبيعي في هذا الشخص الفاتن”

شاهد أيضاً

مصر تحصر أعداد اللاجئين بها لمطالبة جهات دولية بدعمها اقتصاديا

أفاد تقرير لموقع “الحرة”، إن مصر تقوم بحصر أعداد المهاجرين، لتقديمها لجهات دولية من أجل …