قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الأحد، إن إدارة الرئيس باراك أوباما كثفت حربها السرية في الصومال خلال العام الماضي، مستخدمة قوات من فرق العمليات الخاصة وغارات جوية ومتعاقدين خاصين وحلفاء أفارقة، في تصعيد واضح للحملة الأمريكية ضد الجماعات المسلحة المتطرفة في منطقة القرن الإفريقي، التي تسودها الفوضى.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن مئات من القوات الأمريكية تتناوب على القواعد المؤقتة في الصومال، في أكبر تواجد عسكري للولايات المتحدة هناك منذ انسحابها من البلاد عقب معركة مقديشو عام 1993، والتي تعرف أيضا باسم “سقوط الصقر الأسود”.
وأشارت إلى أن “الحملة الصومالية”، كما يصفها مسؤولون أمريكيون وأفارقه ومراقبون دوليون للصراع الصومالي، مخصصة جزئيا لتجنب تكرار كارثة مقديشو التي أدت إلى مقتل 18 جنديا أمريكيا وإصابة نحو 70 آخرين.
وتابعت أن تلك الحملة تحمل مخاطر هائلة، منها سقوط كثير من الضحايا الأمريكيين وعدد كبير من الضحايا المدنيين جراء الغارات الجوية الفاشلة واحتمال زيادة تورط الولايات المتحدة في المستنقع الصومالي المضطرب.
ونوهت بأن “الحملة الصومالية” ما هي إلا مخطط لحالة الحرب التي اتبعها الرئيس أوباما وسيمررها للرئيس القادم، الذي سيخلفه في انتخابات الثامن من نوفمبر المقبل.
وقال مسؤولون أمريكيون إن البيت الأبيض وسع بصورة سرية من سلطات الرئيس لاستخدام القوة في الصومال، عن طريق السماح بشن مزيد من الغارات الجوية لحماية القوات الأمريكية والإفريقية أثناء اشتباكها مع مسلحي حركة الشباب الصومالية المسلحة.
وأضاف المسؤولون أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وصفت هذه العمليات في بياناتها العامة، في بعض الأحيان، بأنها ضرب من ضروب “الغارات الجوية للدفاع عن النفس”، رغم أن بعض المحللين اعتبروا هذا التبرير غير منطقي، مشيرين إلى أن تلك الغارات تهدف فقط لحماية القوات الأمريكية التي أصبحت منتشرة حاليا على الجبهات الأمامية للمعارك في الصومال.
ونوهوا بأن الدور الأمريكي في الصومال اتسع في وقت أصبحت فيه حركة الشباب أكثر جرأة ودهاء، موضحين أن مسلحي الحركة هاجموا مقرات أمنية عديدة تابعة للشرطة الصومالية وقاموا باستهداف جنرالات صوماليين وتفجير كثير من المطاعم واقتحام القواعد المحصنة بشدة التي تستخدمها قوات الاتحاد الإفريقي.
وحسب مسؤولين عسكريين أمريكيين بارزين، يعمل حاليا قرابة 200 إلى 300 جندي من القوات الخاصة الأمريكية مع قوات صومالية ومن دول إفريقية أخرى، مثل كينيا وأوغندا، لتنفيذ عمليات أمنية برية وجوية عديدة بصورة شهرية ضد الجماعات والعناصر المسلحة في الصومال.