قالت صحيفة هآرتس العبرية، الصادرة اليوم الأربعاء نقلا عن عدد من جنود جيش الاحتلال: إن جنود الجيش الذين يعملون حاليا في منطقة جباليا شمال قطاع غزة، يشعرون بالإحباط، بعد عودتهم مرة ثانية للعمل في جباليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن جنود الجيش أشاروا إلى أن حركة “حماس” ترمم قدراتها بسرعة كبيرة وتعيد تأسيس نفسها مجددا في مناطق أخرى بغزة وتعلمت من القتال السابق وباتت أكثر خبرة في القتال.
ونقلت عن قائد سرية في الكتيبة 196 -لم تكشف هويته- قوله: إنه في صباح اليوم اضطرت قوات الجيش العاملة في جباليا، شمال قطاع غزة، إلى مشاهدة وابل من الصواريخ التي تم إطلاقها باتجاه عسقلان، بدلاً من التحليق التقليدي لسلاح الجو فوق إسرائيل.
وأضاف: من المحبط أن نرى هذا بعد سبعة أشهر ونصف من بدء الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يعود بها الضابط والجنود في وحدته إلى جباليا، بعد أن كان الجيش أعلن في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أنه أكمل احتلال جباليا، وحل الكتائب الشمالية لحركة “حماس” التي كانت تعمل هناك.
وأكدت “هآرتس” أن أغلبية الجنود في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن العملية العسكرية التي يشنها الجيش في جباليا هي عملية عبثية ومثيرة للسخرية.
وأشار الضابط إلى إن الجيش في “مسابقة حرب تعليمية مع حماس” لأن الأخيرة غيرت تكتيكات الحرب مؤخرا، وباتت تركز أكثر على السيطرة وتفخيخ المباني.
وأضافت الصحيفة، أن هناك درسان رئيسيان يمكن استخلاصهما من النشاط المتجدد للجيش الإسرائيلي في جباليا وأماكن أخرى في شمال قطاع غزة.
وأوضحت أن الدرس الأول هو أن الجيش الإسرائيلي فشل في تقييم مدى الضرر الذي لحق بالبنية التحتية العسكرية التي تمتلكها حماس في قطاع غزة، والثاني هو أنه عندما غادرت قوات الجيش، سارعت حماس إلى التعافي وإعادة تأسيس نفسها في الفراغ الناشئ.
ولليوم 222 على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 35 ألفا و 173 شهيدا، وإصابة 79 ألفا و 61 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.