بينما الآلاف من مناطق تخضع لسيطرة «داعش» أو تشهد عمليات عسكرية، يتبادل المسؤولون العرب الإتهامات بالتقصير في حملة التحرير، وإهمال السكان في هذه المناطق.
وتشير إحصاءات وزارة الهجرة والمهجرين و «الحشد الشعبي» إلى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت نزوح نحو 7 آلاف شخص من الأنبار وكركوك ونينوى.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كروحوت لـ «الحياة» ان «نحو 4 آلاف عائلة فرت من مدينة هيت (غرب الرمادي) بسبب العمليات العسكرية هناك ويقدر عدد أفرادها بـ10 آلاف شخص وهم الآن في مخيم في ناحية الوفاء»، وزاد ان «هناك داخل المخيم نقصاً في الأغطية والمواد الغذائية، ووزارة الهجرة أرسلت بعضها لكنها لا تكفي الأعداد الهائلة».
الى ذلك، قال مسؤول «الحشد الشعب» في صلاح الدين ونس الجبارة لـ «الحياة» ان «18 شخصاً كانوا يحاولون الفرار من بلدة الحويجة (جنوب كركوك) نحو بلدة العلم، فقبض مسلحو داعش عليهم وأعادوهم»، مبيناً ان «الف شخص تمكنوا من الفرار عبر طرق وعرة لا يمكن للجيش والحشد السيطرة عليها لأنها تقع في مناطق جبلية وعرة في سلسلة حمرين ووصلوا الى القطعات العسكرية في نقاط رئيسية».
وطالب «الحكومة ووزارة الدفاع والجانب الكردي بالتعاون في ما بينها لإنهاء معناة الحويجة وطرد داعش منها بدل الجدال في كيفية التحرير والمشاركين فيها».
من جهة أخرى، اتهم القائد في قوات «البيشمركة» الكردية جنوب كركوك حسين يزدانبنا الحكومة و «الحشد الشعبي»، بـ «التحايل» في موضوع تحرير مدن محافظة كركوك، ومنها الحويجة والرياض والبشير، وذلك لأن «إيران تسعى إلى إيجاد خط بري يربط طهران بسورية عبر العراق من خلال خط ديالى كركوك، بعد سقوط طريق الأنبار البري». وأوضح أن «الحشد لا يريد تحرير البشير لأن وجود داعش فيها يعطيه ذريعة لاستقدام المزيد من القوات إلى المنطقة والإبقاء عليها».
وقالت مسؤول مكتب الهجرة والمهجرين في أربيل عاليا البزاز لـ «الحياة» ان «نحو 2000 شخص فروا من قرى جنوب نينوى وسط المعارك التي خاضها الجيش وهم نحو 440 عائلة وكانوا في ظروف مزرية وقد هرب بعضهم مشياً ونحن نسعى الى تقديم الخدمات إليهم».
وتقدر منظمة الهجرة الدولية عدد النازحين في العراق بثلاثة ملايين و300 الف شخص، منذ كانون الثاني (يناير) 2014 جراء هجمات «داعش» على محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك.