هل نشرت الأجهزة السيادية مقالا باسم سعد الدين ابراهيم يؤيد السيسي لفترة رئاسة جديدة؟

قال الناشط والحقوقي عمرو البقلي عبر حسابه على تويتر أن “الوقاحة وصلت لدرجة كتابة مقال في أحد الأجهزة السيادية ونشره جبر واقتدار وعافية باسم سعد الدين إبراهيم في المصري اليوم، وإذا اعترض عليه تحمل العواقب!” لكنه لم يقل من أين حصل على هذه المعلومة.

وتحت عنوان “أؤيد السيسي لفترة رئاسة جديدة” نشرت المصري اليوم 11 مارس 2023 مقالا باسم سعد الدين ابراهيم بعنوان “أؤيد السيسى لفترة رئاسة جديدة” قال فيه:

فى لقاء طويل مع الإعلامي المصرى الأمريكى الشهير، حافظ الميرازى، بتقنية البودكاست، فى أواخر شهر فبراير، أخذنى إلى حقبة سابقة من تاريخنا القريب، فى سنوات المواجهة بين القوى الوطنية وجماعة الإخوان المسلمين، والتى انتهت بدحر تلك الجماعة ولعب الجيش المصرى، كالعادة، دورًا حاسمًا داعمًا للقوى الوطنية.

أضاف: كان الفريق عبد الفتاح السيسى أحد من حملوا على كاهلهم المهمة الشائكة لتلك المواجهة. ولذلك كان متوقعًا أن يظل الإخوان كارهين للرجل والجيش.

تابع: ولذلك كان تقديرى أن جماعة الإخوان بتنظيمها الدولى فى حوالي خمسين بلدًا حول العالم، لن تنسى أو تغفر لعبد الفتاح السيسى دوره فى إقصائهم عن السلطة، بعد طول انتظار! فسألنى أحد المهتمين الشبان، وليس كما ذكرت من قبل فى مقابلتى مع الميرازى: فهل تُحبذ ترشحه لرئاسة مصر؟ فكانت إجابتى أن هذا من حقه كمواطن مصرى دستوريًا، ثم إن فرصه فى النجاح كبيرة، بحُكم المؤسسة التى ينتمي إليها، وهي الجيش، والتى طالما أحبها الشعب المصرى.

أضاف المقال: وقتها سألنى المحاور: وهل تنتخبه إذا رشح نفسه؟ فكانت إجابتى أن ذلك سيتوقف على من يرشحون أنفسهم، وعلى برنامج كل مرشح وهذا كان عام 2014، أما منذ أسابيع ففاجأنى المحاور حافظ الميرازى بسؤال إن كانت لدىَّ تحفظات على ترشح السيسى عام 2024.

أجبته بأن أداء المسؤول فى السُّلطة هو المعيار عندى. وبالتالى فإن تقييمى لعبد الفتاح السيسى حاليًا (2023) هو تقييم إيجابى، فى ضوء إنجازاته التنموية الكبرى فى الداخل، وقيادته للوطن فى بحور العالم الهائجة من حولنا، بسلام من جهة ثانية.

ووفقا لمقال “ابراهيم”: مع ذلك تبقى لدينا طلبات مثلًا عِند التعامل مع المُعارضة، أو استمرار حبس البعض منهم. فلم تعد هناك ضرورة لكل هذا الآن.

كذلك لدىَّ تحفظ على السماح للدولة بأن تدخل مُنافِسَةً للقطاع المدنى فى الاستثمار. وأخيرًا، وليس آخرًا لدىَّ تحفظ، يُشاركنى فيه كثير من زُملائى المثقفين حول التأثير الحكومى المباشر أو غير المباشر، على وسائل الإعلام، المرئى منها والمسموع والمكتوب.

وإحقاقًا للحق، كنت أسأل من يجأرون بالشكوى عما إذا كانت هناك إيجابيات يمكن أن يذكروها لنظام الرئيس السيسى؟ فكانت الإجابات هى: هناك نهضة عمرانية هائلة، لا تُخطئها العين، وتمت إزالة العشوائيات، التى كانت بمثابة بقع سرطانية على وجه القاهرة، والمدن المصرية الأخرى.

وغيرت مُبادرة حياة كريمة الريف المصرى، بقراه التى تتجاوز خمسة آلاف قرية. فرصفت شوارع معظمها، وزُودت بالمياه النقية، وخطوط الكهرباء، والغاز، ومدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية فى كل من تلك القرى.

وتضاعف عدد الجامعات الإقليمية، لتصل إلى أكثر من ثلاثين جامعة. وتقترب بسرعة من المستهدف، وهو أن يكون فى كل محافظة جامعة واحدة على الأقل.

وزعم المقال وكأنه دعاية للسيسي: وصل نظام عبد الفتاح السيسى بالتنمية إلى أقاصى الأراضى المصرية، من الواحات إلى سيناء، ويهدف مضاعفة المعمور المصرى من خمسة إلى عشرة فى المائة من مساحة مصر الكلية، التى هى مليون كيلومتر مربع. وهو إنجاز لم تشهده أرض المحروسة طوال تاريخها، الذى يصل إلى خمسة آلاف سنة.

أضاف: وفّر النظام تأمينًا لحدود مصر فى كل الاتجاهات الأربعة، بتحالفات تنموية مع الجيران شمالًا (قبرص، واليونان، وإيطاليا)، وشرقًا (مع فلسطين، والأردن، والعراق)، وجنوبًا (مع السودان، شماله وجنوبه، والصومال، والسعودية، وليبيا)، وغربًا (مع تونس، والجزائر).

كما تم فى عهد عبدالفتاح السيسى اكتشاف والبدء فى استثمار واستغلال حقول الغاز الهائلة فى شرق البحر المتوسط. وتزامن ذلك مع أزمة الوقود العالمية، التى نتجت عن الحرب الروسية- الأوكرانية. ودون أن تقصد مصر فقد استفادت استفادة قصوى من ارتفاع الطلب على مصادر الطاقة، خاصة النظيف منها، مثل الغاز.

وعززت مصر من قدراتها العسكرية الدفاعية، فى البحر والجو، باستحداث حاملتى طائرات، إحداهما للأسطول الأول فى البحر المتوسط، والثانية للأسطول الثانى فى البحر الأحمر، والمحيط الهندى.

“وهكذا يبدو لمن ينظر إلى خريطة مصر من الفضاء أنها ورشة عمل لا تنام. ولتلك الأسباب وغيرها فإننى لن أتردد فى تزكية عبد الفتاح السيسى لفترة رئاسية جديدة” وفق مقال سعد الدين ابراهيم.

وقد علق حافظ المرازي علي مقال ابراهيم قائلا: “اعتذر لضيفي د. سعد الدين إبراهيم اكتب ما شئت عن لقائنا، فأنت في سجن بلا أسوارط.

تحدث عن عدم مهنية وأخلاقية إجراء مقابلة مع شخص مغلوب على أمره، سواء كان معتقلا او مسجونا او اسيرا او رهينة لكنه تطرق الى نوع آخر من المحاذير، لم وهو معضلة إجراء مقابلات مع مواطن، سواء كان عاديا أو سياسيا او معارضا، ليس في سجن تقليدي بل في بلد متسع الأطراف والمساحة لكن القائمين عليه ضيقو الصدر ولا يتحملون رأيا مخالفا او انتقادا حرا، وهم قادرون على الوصول لمن يفتح فمه ويخرج عن النص، لتذكيره بأنه حر في الحركة وليس في الكلام، فحريته أو عودته مشروطة بمبدأ الصمت مقابل السلامة!

أضاف: اُضطر في مقابلات مع الأحرار في أجواء غير حرة، ألا أحرجهم في النقاش، مخافة إن ضغطت عليهم بالسؤال ان تكون الإجابة أصرح وأجرأ مما يتحملون، وقد تثير حفيظة وغضب الحاكمين بأمر الله، وأشعر بالذنب لعواقب سؤالي.

بالتالي، أفضل ان يكون ضيوفي من جمهوريات وممالك الخوف مدافعين عنها وليسوا معارضين لها حتى أعقب على إجاباتهم واختلف معهم كما شئت او أحرجهم بأسئلتي

أبرز أمثلة هذه المعضلة، مقابلتي ببرنامجي من واشنطن على يوتيوب وبودكاست منذ اسبوعين مع د. سعد الدين ابراهيم الاستاذ بالجامعة الامريكية بالقاهرة ومؤسس مركز ابن خلدون. وكان مدخل الحوار تعبير “الجملوكية” الذي صكه إبان خلافة بشار الأسد لحكم والده عام 2000 فقد تحولت الجمهورية لملكية بالوراثة، اي خليط لما اسماه جملوكية، وبما ان مبارك كان يجهز لتوريث ابنه جمال بالمثل تم اعتقال د. سعد يوم نشر المقال وسجنه ثلاث سنوات.

لم أعترض على اول جملة افتتاحية للضيف د. سعد بان الاوضاع الآن أحسن مما كانت عليه، وقد لامني مشاهدون بتعليقاتهم على عدم استيضاحي، والسبب اعترف بخشيتي ان احرجه من البداية فيحاول استعادة دور المناضل في شبابه، بينما أثرت سنوات السجن على صحته حتى الان وهو في سن الرابعة والثمانين من العمر حاليا.

لكن مع استعادتي معه ذكريات الماضي ومعاركه مع مبارك، بدأ الرجل يروي محادثات وقعت بينه وبين مدير مكتب الفريق السيسي عندما اراد الترشح، وذكر الاسم الاول لهذا المسئول وكيف طلب منه ان يساعدهم في الحملة كما ساعد من قبل الفريق احمد شفيق في وضع برنامج حملته الانتخابية.

وهنا سألت د. سعد بعفوية: “هو فين أحمد شفيق؟” فما كان من ضيفي المسكين دون فرامل الأمان للظروف المحيطة، وحكى لقاءه العابر لدقائق في مناسبة مع شفيق، الذي قال لسعد إن عندي بنات أخشى على سلامتهن فآثرت السلامة والانزواء.

واضاف سعد ان دموعه سالت من إحساسه بالألم لهذا القهر، وقال ان البرادعي ترك مصر ايضا لأن لديه ابنة وحيدة ولا يريد أحد تعريض سلامة ابنائه للخطر.

هنا قلت له (المرازي: إذن هي جملوكيات الخوف العربية، فأجابني مؤكدا: نعم!

تابع: فوجئت حين قرأت اول مقال يكتبه د. سعد الدين ابراهيم في المصري اليوم بعد مقابلتنا، ليس فقط رواية مختلفة عما قاله بالبرنامج خصوصا انه ذكر اسمي في مقاله مرتين، بل وبعنوان يوحي بأنه مملى عليه، لا أدري من صحفي او صاحب الصحيفة او اصحاب البلد! فهي مقالة تذهب لحد وضع ثماني نقاط لإنجازات الرئيس وكأنها محور الحملة الانتخابية الجديدة التي يبدو اننا سنتابع نقاطها بعناوين مكررة في صحافة واعلام السامسونج في الفترة المقبلة.

تابع: آسف د. سعد لما تسببت لك فيه من مشاكل، ونعدك بألا نعتبر هذا المقال محسوبا عليك، ولن اتضايق لو حتى شتمتني او كرهت اليوم الذي اجريت مقابلة معي فيه، فهذا خطأي لأنك بجمهورية الخوف.. ومن خاف سلم، فكيف نسيت واجريت مقابلة في سجن بلا أسوار .. بينما أنصح زملائي بألا يُجروا مقابلات مع مسجونين!

https://www.facebook.com/hafez.almirazi.7/posts/pfbid02kwyCqrSYgJgYbSvFwGxQzbU2Ht2yGeQd5RgNKiXZhkEjuKfRuaK7gQJGzumCjZkxl

 

 

 

شاهد أيضاً

بريطانيا: نحتاج 10 سنوات للتحضير لمواجهة روسيا عسكريا

في تقرير إعلامي نشرته “ديلي ميل” البريطانية، حذر قائد عسكري بريطاني كبير من تدمير قوي …